فوائد من: تفسير سورة طه (14) بين السعادة والشقاء: رحلة الإنسان بين اتباع الهدى والإعراض عنه - للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ

 ثمار اتباع هدى الله:

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)؛ لا يَزِلُّ ولا يزيغ، ولا يخرج عن سواء السبيل باتباعه لهُدى المَلك الجليل -جلَّ جلاله-، لا يمكن أن يكون الضال مَن اتَّبعَ هدي ذي الجلال، واستقام على نور الإنزال، وما جاء به خاتم الإنباء والإرسال ﷺ.

حقيقة الشقاء ومظاهره:

(لا يضِل وَلَا يَشْقَى)، لا تناله حقيقة الشقاء.

• - وهو انقطاع الإنسان عن قُرب ربه، وعن رضا ربه، وعن محبة ربه، وعن معرفة ربه.

الصورة

مظاهر الشقاء:

• - في الدنيا: كفْر وفسوق، وارتكاب المحرمات، وترك الواجبات، وكِبْرٍ وعُجْبٍ وغطرسة..
• - في الآخرة: فضيحة، وكشفٌ للأستار عن جميع قبائحه وسيئاته وذنوبه والعياذ بالله، وخسران عند الوقوف بين يدي الله، وخِفّة في كفة الحسنات، وسقوط في النار عند المرور على الصراط، وعذاب شديد.

الصورة

عاقبة الإعراض عن ذكر الله:

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)، الأفراد والجماعات فيهم من يتبع هدى الله، والأكثر مُعرضون عن ذكر الله، عن ذكر إيجاده لهم وإنعامه عليهم، عن ذكر خَلْقه لهم وخَلقِهِ للسماوات والأرض وتسخيره للكائنات، عن ذكر قرآنه ووحيه، عن ذكر أوامره ونواهيه، يعرضون عن ذكر الله وذكر رسوله وما بُعث به وما جاء به عن الله.

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)

- أول أنواع الضنك في الحياة الدنيا: ضيق الخاطر، وتعب النفس، وتبلبل البال، وتكدُّر الباطن. 

فهذا أمر ملازم للمُعرضين عن ذكر الله، ولو ملك أحدهم الدنيا من طرفها إلى طرفها، وكلما ازدادوا حرامًا وآثامًا، ازدادت عليهم المصائب؛ فهذه بداية المعيشة الضنك، ثُمّ وراء ذلك عذاب الآخرة!

الصورة

البصيرة والعمى يوم القيامة:

(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ)؛

ويُحشر النّاس في ظلمة ومنهم من يُنوِّرُه الله، ومنهم ما ورد في الحديث الشّريف: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ":

• - سلك الله به طريق الجنّة في الدّنيا بتوفيقه لأعمال أهل الجنّة وصفات أهل الجنّة والاتّصاف بها.
• - سلك الله به طريق الجنة عند الحشر، يُنَوَّر وقتَ الظلمةِ؛ النّاسُ في ظلمة، فيرى طريقه الحق ويمشي لا يضل.
• - سلك الله به طريقًا إلى الجنة، يثبِّت قدمه عند المرور على الصّراط، فيمرُّ على الصراط كلمح البصر، أو كالبرق الخاطف.

الصورة

نسيان آيات الله وجزاؤه:

(أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا): تركتها وأعرضت عنها.

• - آياتنا: قرآن، نبيّ مُرسل، أوامر ونواهي، ومنهج ربّاني، آيات الله.

(وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى)؛ نتركك في نار جهنم والعياذ بالله تُصلى، لا نذكُرك بشيء من رحمتنا ولا من عطفنا، ولا من نعمتنا، لأنّك كفرت النِّعم، وتعرّضتَ للنِّقم، وخالفتَ المنهج.

حكمة الله في تأجيل العقاب:

(وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى)؛

• - في تحديد مواقيت الهلاك للأفراد والجماعات، في أوقات مُعيّنة.
• - ثم لحظة قيام الساعة مُحددة تمامًا عند الله، أخفاها عن خلْقِه.

اللهم ارزقنا من رزقك الخير والأبقى، وألحِقنا بأهل التُّقَى، وتولّنا في كلِّ شأنٍ من الشؤون، يا مَن يقول للشيء كن فيكون، واربطنا بالأمين المأمون، وارفعنا به إلى أعلى مراتِب ممّن يهدون بالحق وبه يعدِلون.

الصورة

 لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:

https://omr.to/q-taha14

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عاجل #تريم #سورة_طه #معاني_ودلالات #جلسة_الإثنين #درس_التفسير #تفسير_القرآن #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran