فوائد من محاضرة: أسرار الميزان الرباني ومقتضى السير الإيماني في حياة المكلفين

 ما الذي يزن حياة المكلَّف عند الله؟ وكيف نُميّز العلم الذي يرفع مِن الذي يُردي؟

 الرسل ميزان الهداية والإنذار:

 قال الله عن الرسل ومُهمتهم في واقع حياة الناس: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ).

- معنى مُبشّرين: مقيمون الوزن فيما يجب أن يرغب فيه الإنسان ويحبّه، وما يُبشَّر به من نتائج استقامته على ما أراد خالقه.

- معنى منذِرين: مقيمون للميزان لما يجب أن يحذره العاقلُ المكلَّف ويهابه ويخاف منه، وينذرونهم بوقوع المخاوف الخطيرة إذا خالفوا منهاج ربّهم.

 (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا): أتدري ما هذه الزُّمر؟ زُمَرُ الأفكار والمسالك والأخلاق التي كانوا عليها في الدنيا؛ ويتكوّن لذلك هيئات وجماعات ودول وأحزاب ومؤسسات في شرق الأرض وغربها، كلُّ من خالف منهم منهجٍ الله هم زُمر في الدنيا، وفي الآخرة زُمَر تُساق إلى شرِّ مُستقَر والعياذ بالله!

---

بركةُ المجالس والمولد:

الله يبارك لنا ولكم في هذه الاجتماعات واللقاءات، وتنبعث منها أنوارُ الإنابة والإيمان واليقين حتى لا نُخدعَ بما يُعرض علينا، فتنشأ في القلوب تعظيم الفانيات، تعظيم الزائلات.

هذه مجالسُ المولد ما نشاهد فيها ولا نرى غير هذا: ذِكر الله، تلاوة كتابه، الصلاةُ على نبيه ﷺ، قراءة القرآن، والتذكير والتعليم.. هل فيها غير هذا؟

كلها سنن نبوية ثابتة: إنشادُ الشعر في مدحه ﷺ، الاجتماعُ على الذِّكر، سنة ثابتة في الصحيحين.

على ماذا يُبدِّعونها؟ البدعة: في التطاول على حكم الله، القول في دين الله بغير علم، هذه البدعة الضالة المنهي عنها بالنصوص الصريحة!

---

تعظيم ما عظَّم الله ومعيار العلم:

 لن تُترجَم حقائقُ (لا إله إلا الله) ولا (الباقيات الصالحات) إلا بتعظيم ما عظَّم الله: كتابه، ورسوله ﷺ، والكعبة، والصلوات الخمس، ورمضان.

-عظِّم العلمَ النافع المتصل بوحي السماء، فلا يُقاس به علم.

- لا ينفع من علم الحِرَف والمِهَن والتجارة والطيران وغيرها إلا ما اتَّفق مع منهج الله وأوامره ونواهيه؛ وإلا كانت هي الأسباب الكبرى لما هو حاصل في واقع الناس اليوم!

الظلمُ الكبير من أين جاء؟ الاعتداء على الأرواح من أين جاء؟ من هذه التكنولوجيا التي سُيِّرت على خلاف ما أمر مكوّن السماوات والأرض، استعمالُها على مخالفة منهج الله شرٌّ وفتنةٌ وبليّةٌ في الدنيا، وفي الآخرة لهم سوءُ العذاب.

هذا العلم الشريف ما منزلته بيننا؟ ربما عظَّم جواله أو لعبه أعظم من حلقة العلم، ربما عظم بعض شهادات الدنيا على أن يتعلم ولده تصحيح الفاتحة أو الصلاة، ليس مُبالّ عرف الفاتحة أو لم يعرفها!

---

التربية عبر مراحل العمر وحراسة العقول:

 (إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ… )

من قبل التمييز في السبع السنوات الأولى: يغلب على الطفل اللعب، ويأتي بعده: اللهو إلى أربعة عشر جاءت الزينة، ودخل في الالتفات إلى الزينة وصار يعمل شعره كذا وثوبه كذا، ويصل واحد وعشرون سنة (وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد)..

إن لم يُهذَّب في هذه المراحل، لعبت به، عصفت به، أسقطته!

بعض الألعاب حتى للأطفال الصغار تُفسد عقولهم، تُفسد أخلاقهم وأفكارهم؛ وهي لعبة إلكترونية وما يدري ماذا فيها؟! فيها دسيسة، فيها لعب على عقل طفلك!

---

دعاء للأمة:

> اللهم احفظ حضرموت واليمن من البلايا والآفات والمِحَن، وعجِّل بالفرج لأهل غزّة والضفّة وأكناف بيت المقدس، وأهل الشام والسودان والصومال وليبيا، وأهل الشرق والغرب، يا كاشف كلِّ كرب، اكشف الكروب عن أمة حبيبك محمد، وحوِّل أحوالهم إلى أحسن حال.

___

محاضرة في المولد السنوي الذي يقيمه طلاب علمة طه بن عمر الصافي، سيئون، ليلة الإثنين 16 ربيع الأول 1447هـ 

(لقراءة المحاضرة كاملة أو المشاهدة)

 

تاريخ النشر الهجري

28 ربيع الأول 1447

تاريخ النشر الميلادي

20 سبتمبر 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية