فوائد من: درس تفسير سورة مريم (1) آداب الدعاء واغتنام شريف الساعات
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) فما هذا الشرف الذي شرفنا الله به! فهل اغتنمنا هذا التشريف من هذا الإله اللطيف، وقمنا بعمارة ساعات من أعمارنا في الدعاء في الخلوات والجلوات..
من جديد دروس #تفسير القرآن الكريم: تفسير سورة مريم - 1- من قوله تعالى: {كهيعص (1) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2)} الآية 1 إلى 15
ضمن دروس التفسير للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في جلسة الإثنين الأسبوعية، 29 صفر 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
#فوائد من الدرس:
- نشرعُ في سورة مريم، السورة التي تلي سورة الكهف، والتي افتتحها الحق سبحانه بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم (كهيعص (1))، وكانت هذه الحروف المُقطّعة التي تُبتَدأ بها بعض السور محل نظرٍ لأهل العلم، فمنهم مَن جعلها مِن المتشابهات التي لا يدرك معناها إلاَّ الله تعالى، ومنهم مَن جعلها دلالات وعلامات وإشارات، إمَّا خطاباً للنبي محمد أو إشارات إلى أسماء مِن أسماء الحق جلَّ جلاله.
- في هذه السورة بعد ذكر رحمة ربنا عبده زكريا، يذكُر مريم ويذكُر عيسى بن مريم، يذكُر إبراهيم وغيرهم؛ وفي هذا بيان لنا وللأمة، أنَّهُ يجبُ أن يكون في حياتنا، وفي خلال ساعات ليالينا وأيامنا مجال لذكر أحباب الله بالتعظيم والإجلال، وأنه لا ينبغي أن نذكُرَ الفجار والكفار ومَن عادَى الله ومَن انقطع عن الله، إلاَّ بالتبري منهم والبعد.
- (إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ) فعلينا أن نكسب السعادة بكثرة دعاء ربنا، بكثرة التضرع الى ربنا جلَّ جلاله، فإن هذا العنصر الشريف إذا خرج من حياة الإنسان في عبوديته؛ خرج من حياته بهجة، وخرج من حياته نور، وخرج من حياته سعادة، خرج من حياته فضل وفيض يتفضل به على الدعاء: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ).
- تذكر وتفكر: أذِن لنا أن ندعوهُ وسمح، فتح الباب وهو من؟ ونحن من؟ أنت خلْق مثلك في الدنيا يصعب عليك تناديهم، يصعب عليك تكلمهم، يصعب عليك تصل إليهم، وهذا ربُّ العالمين، فاطر السماوات والأرضين، ربُّ العرش العظيم، فسح لك المجال: ادعني متى شئت، وفي أي وقت شئت (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).
- (نِدَاءً خَفِيًّا..(3))، بعد أن نام أكثر الخلق والْتهوا بما هم فيه، قام هو يناجي ربَّه في الليل والناس نيام.
(نِدَاءً خَفِيًّا) بعيداً عن الرياء وارادة الخلق
(نِدَاءً خَفِيًّا) نداء من يوقن أنه يسمعنا ولو لم ننطق، يسمع خواطرنا وما يُجِيش في صدورنا؛ ولكن نتشرّف بالتعبير بألسِنتنا في خطابه وندائه ودعائه جلَّ جلاله، ورتب على ذلك خيرات منه.
- (وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا) أي ما كنتُ قطُّ شقياً بدعاءٍ دعوتك إياه، فما دعوتك إلا ورأيت أثر إجابتك، فأنا سعيدٌ بكل دعاءٍ أدعوك، كذلك يمتد إلى ما أدعوك به الآن كما أجبتني فيما مضى، ما شقيتُ بشيءٍ من الدعاء لك، بل رأيتُ أثرَ الفائدة والاجابة لي، وها أنا أدعوك منتظراً ذلك.
- (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي..(4))، فقدَّم هذه المُقدمة قبل أن يذكر الطلب؛ قدّم ضعفه وعجزه وعظمة ربَّه وإحسانه الماضي إليه، كما أمر ﷺ اذا دعونا الرَّب نُقدِّم: الحمد له، الصلاة على النبي ﷺ.
ندعو الرَّب ولا نيأس ولا ننقطع عن دعائه، ونحن على فوائد كلما دعوناه بإخلاص وصدق إما:
- بتعجيل المطلب نفسه.
- أو دفع بلايا مقابل ذلك وآفات ورزايا ما نعلم بها.
- أو ادخار كل ذلك حسنات ودرجات.
فائدة مضمونة بدعائنا لهذا الرب، إذا دعوناه بصدق، وأنعِمْ بالإله الكريم.
- (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ..) ولهذا الثناء عليه ببرِّ الوالدين وهو شأن كبير أوجبه الله على كل مؤمن لأبويه ولو كان أبواه كافرين، يجب عليه أن يبرهما وأن يحسن إليهما، وأن يتقرب إلى الله بخدمتهما.
- وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6))، ذا سَعةٍ وانبساطٍ وخُلقٍ حسن، أنت ترضى عنه وهو رضي يَبشُّ في وجوه الناس، ويستجلب رضاهم ويقرّبهم إليك لينالوا رضاك.
قال: (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ (15))، في سلام خاص، عليَّ يوم الولادة؛ فدل على أن يوم الولادة يوم له خصوصية لهذا الإنسان، ثم يوم الوفاة، يوم يموت، وبعد ذلك في البعث، فهذه المحطات الكبيرة في حياة الانسان؛ ساعة ولادته وساعة وفاته، وساعة البعث والحشر، قال: سلام مني عليه؛ ففي هذا تُعلّمنا مِن هذا أننا فيمن نحبهم ونواليهم:
- نتذكر أيام ولادتهم ونقرأ السلام عليهم،
- ونتذكر أيام وفياتهم ونقيم الذكريات لهم، والحوليات لهم،
- ونتذكر يوم حشرهم سائلين أن نرافقهم ونحشر في زمرة نبي الله صلى الله عليه وآله.
- (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا (9))، فكَوني خلقتك مِن قبل وإن كان في ضمن الترتيب العام الذي وضعته مِن خلال أبويك وانفحال شبابهم، لكن هذا ما يحكمني، أنا الذي حكمتك فنفس القدرة في خلقك بهذا السبب، خلقي مِن العجوز ومِن الشيبة، ومِن العاقر ومِن العاقل نفس الشيء، نفسه قدرة واحدة؛ ما فيها هذه أصعب وهذه أسهل، كله عليَّ هين.
لقراءة الدرس كاملاً:
#جلسة_الإثنين #تفسير_القرآن #سورة_مريم #الحبيب_عمر_بن_حفيظ #القرآن #معاني_ودلالات #habibumar #habibumarbinhafidz #quran
14 ربيع الأول 1446