فوائد من: تفسير سورة طه (7) التآلف والثبات: دروس إيمانية من قصص سورة طه:

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:

___

 قال تعالى: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (64)) واحدًا؛ لأنه تُستجلب القُوة باتّحاد الصفوف واتّحاد الكلمات والآراء والوجهة، تُكتسب بها القوة في عالم الحس، وقرّر الله ذلك حتى قال للمؤمنين: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).

قال عن الذين نصر بهم الدين ورسوله: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) وذكر نعمة التّأليف بين القلوب، الله يُكرمنا بأُلفة القلوب له ومن أجله خالصة لوجهه، يُعطاها أصفياء يصطفيهم الله في كل زمان، يتوادّون في الله ويتحابّون في الله يُنادى عليهم يوم القيامة: "أين المتحابُّونَ فيَّ، أين المُتجالسون فيَّ، أين المتباذلون فيَّ، اليومَ أُظِلُّهم في ظلِّ عرشي يومَ لا ظِلَّ إلا ظلِّي" ، "المتحابُّونَ في الله على منابرَ من نورٍ يومَ القيامةِ".

إذا أراد الله بالعباد خيرًا نشر الألفة أكثر بين المؤمنين، وترابطوا أكثر وتوادُّوا في الله؛ فيكون ذلك سبباً لظهور الحق ونصر المؤمنين بالألفة، في هذه النعمة الكبيرة قال الله لنبيّه: (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ). 

فيكون من وجهاتنا في كل ما نقوم من عبادات وطاعات؛ وِجْهة إلى الله أن يُؤلّف بين قلوب المؤمنين ويجمع شمل المسلمين.

(لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) خلقنا وأنشأنا مِن العدم، أنت لا كوّنتنا ولا وجدْتنا، تريد نفسك إله علينا؟! ونحن عرفنا الذي كوَّننا وخلقنا، (وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ) لا نهاب قراراتك ولا حُكومتك ولا ما عِنْدك! ما الحال هذا؟ كانوا في البداية خائفين وراجين فِرْعون، الآن راجين الله وخائفين من الله، انتهى أمامهم فِرْعون وغير فرعون! 

(وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ (75)) الرفيعة في دار الكرامة، وللمؤمنين درجات، وللعُلماء فوق المؤمنين سبعمائة درجة؛ ما بين كلّ درجة ودرجة كما بين السماء والأرض، (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ).

نسأل الله أن يجعلنا مِن المُسْتغفرين آناء الليل وأطراف النهار وبالأسحار، ويجعلنا مِمن بالأسحار هم يسْتغْفِرون، ومن المُسْتغْفِرين بالأسحار، ويقْبل مِنّا الاسْتِغْفار، ويُعيد علينا عوائد اسْتِغْفار نبِيُّنا المُختار الذي كان يقول: "إنّي أتوب إلى الله في اليوم والليلة سبْعين مرّة".

___

من جديد دروس #تفسير القرآن الكريم:

تفسير سورة طه - 7 - من قوله تعالى: {قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) إلى الآية 76

 لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:

https://omr.to/q-taha7

 

الصورة

 

الصورة
تاريخ النشر الهجري

11 شوّال 1446

تاريخ النشر الميلادي

09 أبريل 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية