فوائد من تفسير سورة الشورى - 6 - اللطف والعزّة: سرّ النجاة ومفتاح الموازين الثقيلة

16- اقرأ: الدرس السادس عشر من دروس التفسير في رمضان:

 كيف يمكن للإنسان أن يقيم "الميزان" في حياته الشخصية وعلاقاته مع الآخرين؟ ما معنى العزة الحقيقية ومن هم العزيزون من الخلق؟

تفسير سورة الشورى -06- من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ.. (16)} إلى الآية 20

 للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ ، صباح الأحد 16 رمضان 1446هـ

 للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:

https://omr.to/q-alshura6

 للمشاهدة:

https://youtu.be/iljAinSiKsY&pp=0gcJCUUJAYcqIYzv

 

 فوائد من الدرس:

 (اللهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ) وما الميزان؟ العدل والقِسط، أو الإدراك لحقائق الأمور بواسطة النور الذي نزل مع ما أوتي الناس من سمعٍ وبصرٍ وعقلٍ وإدراكٍ وذَوق؛ بذلك يقوم الميزان.

من أقام الميزان في الدنيا:

  • - كثرت حسناته.
  • - وتَجَنب الباطل والضلال والشر والإثم.
  • - فَيَرجح وتَثقل موازينه في القيامة.

ومن لعب بالميزان في الدنيا وكثرت سيئاته:

  • - تَرجح في الآخرة كفة سيئاته وظلماته وآفاته.
  • - فيخسر الميزان وتَخِف موازينه.

مَن أحسن استعمال عقله وذوقه وإدراكه بالاستنارة بنور الوحي فقد أقام الميزان، وقد أدرك الميزان، وصَحَّ وَزنهُ للأفكارِ والأعمال والمُحاولات والوِجهات.

(لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ): الساعة لكل فرد: ساعة وفاته وانتقاله من هذه الحياة إلى عالَم البرزخ، وانكشاف الستارة عن كثير من أمر الغيب، وما أُمِرَ بالإيمان به مما كان يُنكِره، فَيُعاينهُ معاينة من الملائكة وأخبار الآخرة.

(وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا): مُستَحيون من الله، مهما اجتهدوا في الطاعات والعبادات، واجتنبوا السيئات والمخالفات؛ مستحيون من عظمته ومن جلاله، ويرون أنهم لم يقوموا بحق العبودية له كما ينبغي، وهم يخافون أن يؤاخذهم على شيءٍ من ذنوبهم وسيئاتهم.

(اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ):

  • - الذي يَعْلَم دقائق المَصالح وخفِيّاتها، ثمّ يوصلها بأسلوب رفيق لين.
  • - وبالمعنى الواسع ليس إلا لله، هو الذي يعلم الأشياء كلّها، وكيف يوصل عجائب نعمه ومِنَنِه الظاهرة والباطنة.
  • - ويؤخّرهم ويرزقهم ويعطيهم فوق حاجتهم، ويطلب اليسير منهم، وَبِطاعتهم في العُمر القصير يُعطيهم فوز الأبد بلا نهاية ولا أمد؛ ما هذه العجائب في الإفضال؟!

(يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ): من أعلى الرّزق أن يَرزُقك الله المعرفة به؛ اللهم وفِّر حظّنا من المعرفة بك.

(الْعَزِيزُ): الذي لا يوجد له مثيل ولا نظير ولا شبيه، ولا يُستغنى عنه، يُحتاج إليه ولا يُمكن الوصول إليه؛ والعزة بهذه المعاني ما هي إلا له تعالى.

(وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ):

  • - أوّل واحد من الخلق عزيز: محمّد، لا مَقامه يُوصَل إليه ولا درجته يُبلغ إليها، والكل في حاجة إليه، حتى في أفظع المواقف في شدة القيامة يرجعون إليه، ويقول ﷺ: "أنا لها"؛ فهو أعزّ الخلق.
  • - (وَلِلْمُؤْمِنِينَ): بالتَّبَعيّة لهم، على قدر اتّباعهم يُعزّون؛ فيعزهم الله ويتولّاهم وينصرهم، ولا يُمكِّن عَدُوّهم منهم، ويُؤتيهم مِنحًا وعطايا يَقِلّ وُجودها في أكثر الخلق.

الذين يحتاج إليهم في تهذيب النّفوس والوصل بالرب هم الأعز، لأنه يحتاج إليهم في الأمر الغالي والأعظم؛ الدالُّون على الله والمُقرّبون إلى الله أعزّ الخلائق، وأعظمهم منزلة عند الله: "خيرُ الناس من دعا إلى الله وحَبّب عِباده إليه"

(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ):

  • - نُوفِّقه توفيقًا بعد توفيق
  • - نُضاعف له الحسنة إلى عشر إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة
  • - نفتح له في هذا الحرث أبواب المعرفة الخاصّة والمحبة الخالصة.

كان شيخنا الحبيب سعد العيدروس يقول: وقعت في قلبي (نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ): ما يُمكِّنهم فيه من زيادة الآمال إلى حدّ يتعجّب النّاس فيه، يقرؤون كثيرًا ويقومون كثيرًا ويُصلّون كثير لأنهم يريدون حرث الآخرة.

(وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا) علامته:

  • - يَرضى بِنُقصان دينه إذا زادت الدّنيا ما يقول شيء. 
  • - ويعظِّم أهل الدّنيا ويحتقر الفقراء. 
  • - ولا يدعو إلا بالدّنيا، يدعي ويريد: الدّنيا الدّنيا!

(وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ): منه ما يُعَجَّلُ في الدُّنيا مما يُحَسُّ ومما لا يُحس:

  • - وما يُحَس: من أنواع الهزائم، والعِلَل والأمراض، ومجيء الأمور على غير مُراداتهم، ونُصرةَ أهل الحقِّ عليهم.
  • - وما لا يُحَس: من بُعدِهم وطَردِهِم وحِجابِهم!

 

 نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alshura6

 

In English: 

“And those who believe are fearful of it”: they are shy before Allah. No matter how much they strive in acts of obedience and worship, and avoid sins and transgressions, they remain shy before His Majesty and His Glory. They see themselves as having fallen short in fulfilling the true rights of servitude to Him as is due, and they fear that He may hold them accountable for some of their sins and wrongdoings.

In Indonesian:

 "Dan orang-orang yang beriman merasa takut kepadanya (hari kiamat)..." (QS. Asy-Syura: 18)

Orang-orang beriman selalu merasa malu kepada Allah, meskipun mereka telah bersungguh-sungguh dalam ibadah dan ketaatan, serta menjauhi dosa dan kemaksiatan. Mereka tetap merasa malu karena menyadari keagungan dan kebesaran-Nya, serta merasa bahwa mereka belum menjalankan hak peribadatan kepada-Nya sebagaimana mestinya. Mereka juga takut jika Allah menghukum mereka atas dosa dan kesalahan yang mereka lakukan, meskipun tampaknya kecil di mata manusia.

 

تاريخ النشر الهجري

24 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

23 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية