(339)
(535)
(364)
الدرس الثالث من دروس التفسير في رمضان:
هل تعلم لماذا يكون المترفون والأغنياء أكثر الناس مقاومة للحق؟ وما سبب سرعة استجابة الفقراء لدعوة الأنبياء؟وهل يمكن للإنسان أن يحتج بالقضاء والقدر على أفعاله الاختيارية؟ ما هي "الكلمة الباقية" التي جعلها النبي إبراهيم في ذريته؟
تفسير سورة الزخرف -03- من قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) } إلى الآية 29
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ ، صباح الإثنين 3 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً
للمشاهدة:
(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22))،
فالأمر لا يتعلّق بمجرد آباء ولا أجداد، ولكن يتعلّق بالمنهاج الربّاني، هل هذا الذي مشى عليه الآباء والأجداد، منهجُ إله!؟ ودين جاء من عند الخالق!؟ أو هو مخالفةٌ للمَنهج الرباني؟ فهذا هو الميزان الصحيح!
- وكل من غلبته أهواؤه وشهواته وهوى لمخالفة سيدنا رسول الله والخروج عن أمره؛ فهو الخاسر وهو النادم، وهو صاحب الحسرة.
الطّريق الصحيح لكلّ المكلّفين على ظهر الأرض: أنْ يأتيهم ممَّن خلقهم وكلّفهم وأنشأهم، وإليه مرجعهم؛ أمر أو نهي، وكتاب ومنهاج، فيستقيمون عليه ويخضعون له، هذا هو الطّريق الصحيح!فإن مُكوّن هؤلاء النّاس والجان، بما آتاهم من عقول واختيار وقدرة، لم يُهملهم بلا تشريع ولا بيان منه.
يقول الله في الحديث القدسي: "يا عبادي كلُّكم ضالٌّ إلا من هديت، فاستهدوني أهدِكُم"، فاستهدوني أهدكم: بأنواع الهداية؛ اطلب منه الهداية بالابتداء والامتثال والاتِّباع والسّؤال؛ فترى أنوار هدايته تصل إليك وتُسارع؛ لأنه يأخذ بيد المتوجهين عليه، هذه سنته.
كثير من الأمة لم يكونوا بارزين في صُحف الملائكة أنّهم من اللاحقين بالسابقين من المسلمين، فيأتي رمضان فيبْرُز من إرادة الله وجودُه عليهم ما ينزل في صحف الملائكة: أن فلان أُلْحِق بالسابقين.
(وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)؛ وجعلها الله هذه المِلّة لإبراهيم التي عنوانها لا إله إلا الله (باقيةً في عقِبِه)، وإذا كان كذلك فإن مِن أولى مَن تبقى فيهم هذه الكلمة آباء خاتم الرُّسل، فلم يخْرج من صُلْب إبراهيم أطهر من محمد ولا أنقى ولا أتقى، فإن كانت الكلِمة باقية في العقِب فهذا العقِب الذي تسلسل منه هذا المُصطفى أحقّ بأن تبقى الكلمة فيهم.
قال ﷺ: "في كُلِّ قَرْنٍ مِنْ أمتي سابقونَ" ، فاحرص أن تدخل في غِمارهم، وتُغطّى بأنوارهم وتقتفي لآثارهم: بأن تؤثِر الله على ما سِواه.
من العيون الموجودة في زمننا وفي كل زمن من زمن أمّة محمد ﷺ:
على حسب ما تعلّقت به قلوبهم وساروا به من أقوال وأفعال ونيات في هذه الحياة الدنيا.
نص الدرس مكتوب:
____
06 رَمضان 1446