فوائد من: تفسير سورة الأنبياء (3) عظمة الخالق وعبودية المخلوق

العلامة الحبيب عمر بن حفيظ
___
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ (19))؛
- (لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ) لا يشهدون لأنفسهم استقلالًا ولا قوة مع الله جلّ جلاله، بل يرون أنهم المخلوقون الضُّعفاء العاجزون أمام الإله، وليس لهم إلا ما أعطاهم.

(يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)) هكذا يَصِف الملائكة.
- كذلك إذا أُدخلنا الجنة إن شاء الله نكون بهذا الحال، نُسبحه دائمًا، هو يذْكرنا ونحن نذْكره، نزداد منه قُربًا، نزداد به معرفة، نزداد منه رضا، نزداد له محبة، نزداد منه محبّة، نزداد نعيمًا، زيادة أبدية سرمدية لا يشوبها نغص ولا كدر ولا هَم ولا حزن ولا مرض، بل ولا وسخ ولا شيء من العوائق؛ ذلك النعيم الأجلّ، اللهم لا تحرمنا إياه، واجعلنا من خواصّ أهليه.
(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)) تَنَزّه وتعالى وتقدّس وتَعاظَم رب العرش؛ مُكوِّنه وخالقه، ما الأرض التي عندكم هذه؟ وأنتم تتقاتلون عليها وعلى أشبار وأمتار فيها! ماذا تساوي؟ كواكب أمامكم لا تستطيعون عَدّها، وسماوات، والعرش محيط بالكل وفوق الكل، ورب العرش!
يا جماعة اعقلوا واعرفوا قَدرَكُم وقَدر أَنفُسكم، وعظِّموا إلٰهكم!

(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)) لماذا؟ لأنه إلٰه، لأنه الخالق، لأن الكُل خَلْقُهُ وصَنْعَتُهُ ومُلْكُهُ، مَن الذي يسأل؟ الذي يسأله يجب أن يكون فوقه، مَنْ فوقه؟ الكل خَلقُه وعبيده فكيف يُسأل؟ كثير منهم يقول: لماذا يفعل الله كذا وكذا؟ أنت مَنْ؟ وهو الله!
- أنت لم ترضَ أن تُنْزله حتى تنزيل المُتخصِّص! لو واحد مُتخصِّص في صناعة أو زراعة، أو طِب أو هندسة أو طيران.. لا يمكن أن تعترض عليه، وهذا إلٰه ولم يعطوه حتى صلاحية مدير؟ أي بشر هؤلاء؟!

لقراءة الدرس كاملاً أو المشاهدة:
07 صفَر 1447