خلاصة درس رسالة المعاونة (16) الورع والمحرمات والشبهات

شرح رسالة المعاونة والمؤازرة 16

الدورة السنوية السابعة لكبار الطلاب بحلقات تريم لعام 1447هـ

خلاصة درس الحبيب العلامة: عمر بن محمد بن حفيظ - حفظه الله -

 في كتاب (رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة) - الدرس الثاني 

 

  1.  تناول الحرام أو الشبهات سبب رئيس لحرمان العبد من التوفيق إلى  الأعمال الصالحة، فالقلب الذي يتغذى على الخبيث لا يستقيم على الطاعة، وإن ظهرت أعمال صالحة فهي ملوّثة بآفات باطنة كالعجب والرياء، ويرتبط قبول الأعمال بطيب المطعم والمشرب، إذ إن قوة الجوارح التي تعمل بالطاعة تُكتسب من الغذاء الذي يتناوله الإنسان.
  2. بيّن العلماء أن كثرة الصلاة والصوم لا تنفع مع وجود الحرام، فحتى لو صلى العبد حتى انحنى ظهره وصام حتى هزل جسمه لا يقبل الله منه إلا بورع حاجز، وهذا يوضح أن العبادة ليست بالكثرة وإنما بالصفاء، وأن الورع مقدَّم على كثرة النوافل.
  3.  من يشتري ثوبًا فيه جزء يسير من الحرام لا تُقبل له صلاة ما دام عليه شيء منه، فكيف بمن كان ملبسه كله من الحرام أو كان غذاؤه وشرابه خبيثًا يدخل العروق؟ لذا كان الحلال هو الأساس في صفاء القلوب، وسبب فتح أبواب الاستجابة.
  4. الرجل قد يجتمع فيه كل أسباب استجابة الدعاء من سفر وتذلل ورفع يدين، لكن إذا كان مطعمه ومشربه وملبسه حرامًا، فإنه يُحرم الإجابة، وهذا أعظم تحذير من أثر الحرام في تعطيل بركات الطاعات.
  5. الورع من أسس الطريقة التي مضى عليها خيار أرباب المعرفة واليقين من أهل مدرسة حضرموت إذ أنها خمسة وهي العلم والعمل والإخلاص والورع والخوف من الله، ولهذا كثر فيها الأولياء والعارفون، فالورع ليس أمرًا إضافيًا بل هو أساس يُبنى عليه الدين.
  6. مما يروى في شدة الورع ما روي عن سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين تقيّأ لبنًا فيه شبهة خوفًا أن ينبت من أثره شيء فيكون النار أولى به، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به)، وهذا مثال يُحتذى في شدة التحرّي، فالورع عند الصديقين كان جزءًا من إيمانهم.
  7. الشبهات درجات منها ما يغلب على الظن تحريمه، ومنها ما يغلب على الظن حلّه، ومنها ما يتردد بين الأمرين، والورع أن يترك العبد ما يُريب خوفًا من الوقوع فيما يحرُم، وهذا من معايير صدق الإيمان.
  8. من مظاهر الورع عند السلف أنهم كانوا يتركون سبعين بابًا من الحلال مخافة الوقوع في الحرام، وهذا الورع قلّ اليوم بسبب الغفلة وكثرة الفتن.
  9. من أمثلة الورع العَمَلي في البيع والشراء، مثل زيادة الكيل عند البيع ونقصه عند الشرى حتى يخرج البائع من مظنة الظلم، وكان الناس يعرفون الأسر المتورعة ويثقون في تعاملاتها، مما جعل الورع سمة مجتمعية.
  10. الورع هو أساس هذا الدين، وهو الذي يصون المأكل والملبس والمسكن والمركب والنظرة والسمع، وأن هذه الحلقات إنما تُقيم الإيمان على هذا الأساس حتى يلقى العبد ربه بقلب سليم.

ســــــــــؤال:

مع كثرة المال المشتبه به والحرام في زماننا، قد يأكل الانسان شيئا منه دون علم أو قصد، فيخشى أن يكون قد أثر على قلبه أو جسده، فهل هناك أعمال وأذكار أو عبادات تذهب أثر هذا الطعام الذي أكله، وتطهر ما قد نبت في جسمه منه دون علمه وتعمده؟

الجواب: الضرر الأكثر يكون في القصد وعدم المبالاة، أما إذا لم يقصد ولم يدري فهو أقرب إلى أن يدفع الله شره عنه وإنما صِدق التضرع إلى الحق تبارك وتعالى في كفاية شرِّ أعمالنا ومآكلنا ومشاربنا ينفعنا. 

 

الدرس كاملا

تاريخ النشر الهجري

05 جمادى الآخر 1447

تاريخ النشر الميلادي

26 نوفمبر 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية