محاضرة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في حفل اختتام الدورة الفرعية والإعدادية بدار المصطفى بتريم، 6 ذو الحجة 1446هـ

 لقراءة المحاضرة كاملة أو المشاهدة:

https://omr.to/M061246

وصايا وتوجيهات من المحاضرة:

 مرّت عليكم الأيام فيما تتلقّونه من دروس، وما تحضرونه من مجالس، وما تعبدون الله به؛ من قيامٍ أو استغفارٍ في الأسحار، أو تتلون مِن آياته جلّ جلاله، وإلى تعارُف وتآلُف وتواصٍ بالحق والصبر، وإلى تَلَقي ورابطة بينكم وبين المدرّسين، متسلسلة إلى خيارنا وصلحائنا؛ طبقة بعد طبقة إلى النبي محمد ﷺ.

 هذا العلم الشرعي المُسنَد عظيم القيمة والقدر عند الله، لا علاقة له بأغراض الناس المادية والسياسية والدنيوية، ولكن تندرج فيما أحبّ الحق ورسوله، وابتغاء قُربه ورضاه، والاستعداد للقائه، والقيام بالواجب على العبد لهذا الإله في حياته الدنيا.

* الاستفادة من الدورة:

استفاداتكم على حسب وجهاتكم ونيّاتكم، وكسبكم من خلال هذه الأيام وما فيها يظهر في قصد أحدكم ونيته الآن؛ يذهب بأيّ حال؟ بأيّ وجه؟ بأيّ مراد؟ ما الذي يحمله في باطنه؟

علِمنا من نبيّنا محمد ﷺ أننا لم نُخلق إلا لهذه المكاسب العظمى والمكاسب الكبيرة التي خيراتها ومنافعها أبدية سرمدية، نستفيد منها في الحياة الدنيا، ونستفيد منها عند الموت، ونستفيد منها ونكسب ونظفر ونفوز بالقبر والآخرة والبرزخ والقيامة، وتوصلنا إلى دار الكرامة، إلى الجنّة الغاية العظيمة.

ينصرف الواحد منكم من الدورة بأيّ تفكير؟ يستشعر أنه خُلِق لماذا؟ وأنّ مقصده في الحياة ماذا؟ وما يجب أن يقصده؟ ما الذي يُحِب أن يحقّقه؟ ما الذي يُحِب أن ينجزه في خلال هذه الحياة؟

كل واحد منكم في مقصده يرجع إلى بيته بنور الاتصال بالله ووحيه الذي أوحاه، ورسوله الذي أرسله واصطفاه، ووصل إلينا من تعليمه وإرشاده.

* مهمّات وسط الديار:

يكون حالته وسط البيت برّ بالوالدين، وسعي لمرضاتهم، وخدمة لهم، وأداء لحقوقهم

علاقته بكل من في البيت أكبر منه: توقير، وكل من أصغر منه: رحمة؛ يرحم الصغير ويوقّر الكبير، هذا منهج الله لوسط البيوت.

وسط البيت لا بدّ من قراءة القرآن "البيت الذي يُقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض"

لا يدخل الابن ولا البنت ولا الأب ولا الأم إلى الدار إلا باسم الله، حتى يُترك الشياطين خارج البيت، لا يلعبون وسط البيت، لا يدخلون بظلمتهم وسط الغرف، وكذلك الطعام والشراب، والمنام.

ماذا نعمل في بيوتنا؟ نأكل على السنّة، على الآداب، نشرب كذلك، ننام كذلك، ندخل الخلاء كذلك، نتعاون مع الأسرة على سنن النبي محمد وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

* العلاقات والصداقات:

أصحابكم وأصدقاؤكم يجب عليكم إذا دخل النور في قلوبكم وعرفتم واستفدتم من خلال الدورة أنّ خالقكم خلقكم لمهمّة كبيرة، يجب أن تقيموا العلائق والزمالة والصداقة على أساس من التحابب في الله والتعاون على طاعة الله، وإلا فبئست الصداقة.

وإن كنت تصطحب معه في لعب، أو في مدرسة تدرس أنت وإيّاه، أو أيّ مهمّة تقومون بها، يجب أن يكون عندكم عنصر من نور إرادة وجه الله، والتعاون على مرضاة الله.

لا تساعده على شرّ ، ولا تقبل أن يغرّك به ويساعدك عليه، ولا تكسّله عن خير ولا تقبل أن يكسّلك عن الخير.

هكذا تقوم الصداقة الصحيحة في الإسلام، إذا قامت على وجهها صارت محبّة في الله ومودّة في الله، يُرفع درجات أصحابها عند الله، ويُظلّون بظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه.

* الدعوة والتعاون على الخير:

همّتكم بعد ذلك تتعاونون على البرّ والتقوى، تؤثّرون في أصحابكم وأصدقائكم ومحافظتهم على الصلوات، تواظبون على الأذكار وعلى نصيبكم من القرآن، وعلى صلاة الجماعة.

ومَن كان من إخوانكم كبار وأبناء عمومتكم فتحثّونهم يحضرون الدورة للكبار، التي تكون لمتخرّجي الثانوية والجامعات ولكبار السنّ، تبدأ إن شاء الله من سبعة المحرّم، فيكون لكم مثل أجور أحدهم إذا حضر بسببك "من دلّ على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً".

وتكونون في المدارس أبواب خير ومفاتيح للخير ؛ في تأثيركم الحسن على أصدقائكم، وتعاونكم على البرّ والتقوى.

رزقنا الله وإيّاكم وإيّاهم خدمة هذا الدين، وخدمة الشريعة، وخدمة هذه السنّة النبوية، فهي خير ما نكسبه في حياتنا ونذخره للقاء عالم ظواهرنا وخفيّاتنا.

ويصرفكم بِهمّة صالحة، ونيّة صادقة خالصة، ووجهة قويّة عالية تقصدون بها وجه الله.

اللهم وفِّقهم، وانظر إليهم، وثبّتهم وأعِنهم، وخذ بأيديهم، وادفع السوء عنهم، وألهمهم رشدهم، وبلّغهم آمالهم في خير ولطف وعافية، وأقِرّ بهم عيون أهاليهم، وأقرّ بهم عين سيّد الوجود حبيبك محمد ﷺ وأعين الصالحين.

__

لقراءة المحاضرة كاملة أو المشاهدة:

https://omr.to/M061246

#فوائد #الحبيب_عمر_بن_حفيظ #دورة_علمية #دار_المصطفى #تريم #حضرموت #نصيحة #حقيقة #فكر #حكمة #وصية #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim