(مقطع يتضمن الأبيات الأولى من منظومة هدية الصديق، من مجلس الروحة العلمي للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في الدورة التعليمية الـ31 في دار المصطفى بتريم) 

 

منظومة: هَدِيَّةَ الصَّدِيقِ لِلأَخِ وَالرَّفِيقِ، نظم: الحبيب عبدِ الله بْن حُسَيْنِ بْنَ طَاهِر، رحمه الله تعالى ( ١١٩١ هـ ـ ١٢٧٢هـ )

 

لتحميل منظومة "هدية الصديق" كاملة pdf

 

الأبيات الأولى من المنظومة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمدُ لِلرَحمَنِ ذي الفَضلِ وَالإِحسانِ

حَمداً كَثيراً جَمّا يَفوقُ عَدَّ النَّعما

ثُمَّ صَلاةُ اللهِ عَلى رَسولِ اللهِ

وَآله وَالصَّحبِ وَكُل مَن قَد نُبِّي

مَعَ السَّلامِ الدائِم ما هَبَّتِ النَسائِم

وَهَذِهِ وَصِيَّة واضِحَةٌ جَلِيَّة

وَمَن طَلَب لَها اسما فَإِنَّها تُسَمّى

هَدِيَّة الصَّديقِ لِلأَخِ وَالرَّفيقِ

وَاسمِع لِما أَقولُ يا مَن لَهُ مَعقولُ

يا طالِباً لِلبِرِّ في بَحرِها وَالبرِّ

اعلَم هَداكَ اللهُ أَنَّ الهُدى هُداهُ

وَأَوَّلُ الهِدايَة وَالساسِ وَالبِدايَة

مَحَبَّتُك لِلخَيرِ وَأَهلهْ أَهل السَّيْرِ

هُم تابِعو المُختارِ وَصَفوَةُ الجَبّارِ

هُم سادَةٌ عُبّاد وَنَقوَةٌ زُهّادُ

أَهلُ الرِّضا وَالقُربِ وَالأُنسِ بِه وَالحُبِّ

التارِكونَ الدُّنيا الفانِيونَ الأَحيا

هِمَّتُهُم عَلِيَّه سَيرَتُهُم مَرضِيَّه

قُلوبُهُم سَليمَة مَسلولَةُ السَخيمَة

هُم تارِكو الفُضولِ في القَولِ وَالمَأكولِ

سيماهُمُ التَواضُع وَقَطعُ كُلِّ قاطِعِ

أَحوالُهُم مَشهورَة وَفِي الكُتُب مَسطورَة

تَحيا بِها القُلوبُ تُسقى بِها الجدوبُ

فَذِكرُهُم عِبادَة تَحصُل بِها الزِيادَة

تَنزِل بِها الرَحَماتُ تُدفَع بِها الآفاتُ

يَحصُل بِها السرورُ وَالأُنسُ وَالحُبورُ

مُحِبُّهُم مَحبوبُ يَحصُل لَهُ المَطلوبُ

وَهوَ بِهِم سَعيد وَفِعلُهُ سَديد

طوبى لِمَن رَآهُم وَمَن مَشى وَراهُم

فَالمَرءُ مَعَ مَن أَحَب وَمِثلُ مَن لَه اصطَحَبْ

ثُمَّ التَشَبُّه بِالقَوم في سَيرِهِم بَل وَالعَوم

وَالأَخذُ في الطَريقِ بِالجِدِّ وَالتَحقيقِ

بِالحالِ وَالمَقالِ وَالكَسبِ وَالفِعالِ

وَالصدقِ وَالإِخلاصِ وَالتَركِ لِلمَعاصي

عَلامَةُ المَحَبَّة وَرَأسُ كُلِّ قُربَة

فصل: في التحذير من مجالسة أهل الشر وأهل الغفلة:

وَاحذَر مِن أَهلِ الشَرِّ أَهلَ الجَفا وَالضرِّ

مَن يُكثِرُ الفَسادا وَيُؤذِي العِبادا

فَقُربُهُم مَعَرَّه وَنَفعُهُم مَضَرَّه

صَلاحُهُم فَسادُ وَقُربُهُم إِبعادُ

نَفاقُهُم كَسادُ بَياضُهُم سَوادُ

البُعدُ مِنهُم سعدُ وَالمَيلُ عَنهُم رُشدُ

وَبُغضُهُم في اللهِ عُروَةُ دينِ اللهِ

لا تَركنوا إِلَيهِم أَو تَحضُروا لَدَيهِم

كَذاكَ أَهلُ الغَفلَة في حَطِّهِم وَالنُّقلَة

أَهلُ اللَعِب وَاللَّهوِ ذَوُو الضَّحكْ وَالسَّهوِ

أَبعِد كَثيراً مِنهُم وَاغمِض لِعَينِك عَنهُم

فَصُحبَةُ الجُهّالِ وَكُلِّ ذي ضَلالِ

مَضَرَّةٌ في الحالِ وَالدينِ وَالمَآلِ

فَالمَرءُ مِن خَليلِه في فِعلِهِ وَقيلِه

يَمشي عَلى سَبيلِه في حَطِّهْ أَو رَحيلِه

فَاصحَب لِكُلِّ خَيِّرْ وَخاشِعٍ مُذَكِّرْ

مَن يُنهِضَنْكَ حالُه وَيُرشِدُك مَقالُه

فصل: في الحث على طلب العلم والعمل والتعليم:

وَاطلُب عُلومَ الدينِ وَارْقَ إِلى اليَقينِ

فَالعِلمُ قوتُ القَلبِ فيهِ رِضاءُ الرَبِّ

تَحيا بِهِ الأَرواحُ تَحصُل بِهِ الأَرباحُ

مَجالِس التَذكيرِ عَديمَةُ النَظيرِ

فيها مِنَ التَّنويرِ لِلسِرِّ وَالضَّميرِ

ما لَيسَ في كَثيرِ مِن طاعَةِ القَديرِ

لِأَنَّهُ الأَساسُ وَأَصلُها وَالراسُ

يُعرَف بِهِ المَعبودُ وَما هُوَ المَقصودُ

تُحفَظ بِهِ العِبادَة مِن نَقصٍ أَو زِيادَة

فَفَضلُهُ عَظيمُ وَقَدرُهُ جَسيمُ

وَقَد كَفى القُرآنُ في فَضلِهِ بَيانُ

كَذلِكَ الأَخبارُ وَبَعدَها الآثارُ

وَهوَ لَنا دليلُ وَصاحِبٌ جَليلُ

فَاعمَل بِهِ وَعَلِّم تُدعى بِخَير مُسلِم

وَاحذَر مِنَ الآفاتِ وَجانِبِ الزَّلّاتِ

فَالعِلمُ بِالأَعمالِ يَزكو وَبِالأَحوالِ

وَلَيسَ بِالأَقوالِ وَكَثرَةِ الجِدالِ

العِلمُ خَشيَة كُلُّهْ يُعرَف بِذاكَ أَهلُهْ

وَإِن أَرَدتْ أَن تَحيا فَالزَم لِما في «الإِحيا»

وَاعمَل بِما تَراهُ فيهِ وَما حَواهُ

عِلمٌ جَميعُه نافِعْ وَنورْ كُلُّه ساطِعْ

يَدعوكَ لِلسَعادَة وَتَركِ كُلِّ عادَة

طوبى لِعامِلٍ بِه بِجِسمِهِ وَقَلبِهْ

يَحظى بِقُربِ رَبِّهْ وَوِدِّهِ وَحُبِّهْ

فصل: في تحصين العقيدة:

وَصَحِّحِ العَقيدَة بِنُبذَةٍ مُفيدَة

مِن قَولِ أَهلِ السُّنَّة أَهلِ الهُدى وَالفِطنَة

كَالحُجَّةِ الغَزالي وَكُلِّ ذي كَمالِ

وَاشرَح بِها الضَّميرا وَكُن بِها بَصيرا

وَقَوِّها بِالعَمَلِ الصالِحِ المُكَمَّلِ

وَالذِّكرِ وَالتَفَكُّرِ وَرُؤيَةِ المُصَبِّرِ

وَتَركِ كُلِّ زَلَّة وَشَهوَةٍ وَغَفلَة

أَمّا مَعَ الذُّنوبِ وَكَسبِ كُلِّ حوبِ

وَفِعلِ كُلِّ شَهوَة مِن موجِباتِ القَسوَة

فَتُكسَفُ القُلوبُ وَيُحجَبُ المَطلوبُ

مِن كُلِّ نورٍ باهِر يَظهَرُ في السَرائِر

وَيَأتي اللَّعينُ بِكُلِّ ما يَشينُ

مِن بِدَعٍ قَبيحَة تَظُنُّها صَحيحَة

وَهيَ مِنَ الشَيطانِ يَغُرُّ لِلإِنسانِ

فصل: في الحث على الطهارة:

وَاحرِص عَلى التَّطهيرِ لِلجِسمِ وَالضَّميرِ

بِالرَّفعِ لِلأَحداثِ وَالدَّفعِ لِلأَخباثِ

فَالطُّهرُ شَطرُ الدينِ عَنِ النَبِي الأَمينِ

كَذلِكَ النَظافَة تورِثُ لِلَّطافَة

تَنشَطْ بِها الأَجسامُ تَزكو بِها الأَحلامُ

مِن غَيرِ ما وَسواسِ بِطاعَةِ الخَنّاسِ

بَل سيرَةٍ سَوِيَّة بِالمِلَّةِ المَرضِيَّةْ

كَذا خِصالُ الفِطرَةْ خُذها مِنَ أهلِ الخِبرَةْ

فَتَحتَها كَم سِرٍّ بِها الخَبيرُ يَدري

فَلا تَكُن كَالبُهْمِ السائِماتِ العُجْمِ

فَتَترُكَ الآدابا وَتُحرَمُ الثَوابا

فصل في الحث على الصلاة:

وَاحرِص عَلى الصَّلاةِ تَفُوز بِالصِّلاتِ

وَهيَ مِنَ الإِسلامِ كَالرَّأسِ لِلأَجسامِ

وَهَل تَرى في الناسِ حَيّاً بِغَيرِ راس

فَاقتُل لِتارِكيها وَاحكُم لِمُنكِريها

بِالكُفرِ وَالخُسرانِ وَالنارِ وَالهَوانِ

نَعوذُ بِالرَّحمَنِ مِن فِتَنِ الشَّيطانِ

وَأَدِّها في الوَقتِ وَاحذَر تَقَع في المَقتِ

بِأَن تُقَدِّمَنها عَنه أَو تُؤَخِّرَنها

وَقُم بِكُلِّ شَرط لَها وَكُن ذا قِسطِ

مِن سِترٍ أَو طَهارَة لِلجِسمِ وَالظَّهارَة

وَاستَقبِلَن لِلقِبلَة بِالصَّدرِ فَهوَ المِلَّة

كَذلِكَ الأَركانُ يُعنى بِها الإِنسانُ

وَاحذَر مِنَ البُطلانِ بِفِعلٍ أَو هَذيانِ

وَزِد لَها إِحسانا وَاطلُب لَهُ بَيانا

مِن كُتُبِ الأَئِمَّة وَمِن خِيارِ الأُمَّة

وَاجلِس إِلَيهِم تَظفَر بِكُلِّ خَيرٍ أَوفَر

وَاحرِص عَلى الجَماعَة فيها بِكُلِّ ساعَة

بادِر لَها وَسابِق وَاحذَر أَخي تُنافِق

بِتَركِها في الجَمعِ كَذا أَتى عَن جَمعِ

فَاسمَع أَحاديث النبي فيها وَلا تَكُن غَبِي

وَقَد أَتى في فَضلها ما لَستُ أُحصي نَقلَها

وَاحضُر مَعَ الإِمامِ تَكبيرَةَ الإِحرامِ

كَذلِك الجُمعَةُ قَد عَنِ النَبِي فيها وَرَدْ

في تَركِها وَعيدُ وَزاجِرٌ شَديدُ

وَفَضلُها مشهورُ عَنِ النَبِيِّ مَذكورُ 

 مَعروفُ بِالضَرورَة لِكُلِّ ذي بَصيرَة 

 يَجهَلْهُ أَهلُ الجَهلِ وَمَن فَقَدْ لِلعَقلِ 

 وَهيَ عَلى الذُّكورِ فَرضٌ سِوى مَعذور

كَذلِكَ الرَواتِب لَها أَخي فَواظِب

فَقَد أَتَت رَغائِب فيها لِكُلِّ راغِبْ

وَلَيسَ مِن صَلاتك يَنفَعْكَ في مَماتِك

سِوى حُضور القَلبِ فيها وَقَصد الرَّبِّ

فصل في الزكاة:

وَأَدِّ لِلزَّكاةِ في أَوَّلِ الأَوقاتِ

أَخرِج لَها بِبِشرِ وَقَصدِ نَيلِ الأَجرِ

مِن أَحسَنِ الأَموالِ وَهيَ عَلى الكَمالِ

وَأَعطِها اهلَ القِلِّ مِن أَهلِها اهلِ الفَضلِ

تَربو بِها الأَموالُ تُحفَظ بِها الأَحوالُ

وَاحسِن إِلى الإِخوانِ وَالأَهلِ وَالجيرانِ

وَكُلِّ ذي ضَرورَة وَاستُر لِكُلِّ عَورَة

وَصَدَقاتُ السِّرِّ تَقيكَ كُلَّ شَرِّ

فصل في الصوم:

وَصُم لِشَهرِ الصَّومِ وَانوِ لِكُلِّ يَومِ

قَبلَ طُلوعِ الفَجرِ في كُلِّ فَرضٍ يَجري

وَلِلمُفَطِّراتِ الكُل فَاحذَر تاتِ

كَالأَكلِ وَالجماعِ هَذانِ بِالإِجماعِ

وَالكِذبِ وَالنَّميمَة وَالغيبَةِ الذَّميمَة

وَغَيرِها مِمّا وَرَدْ فيهِ حَديثٌ يُعتَمَدْ

وَافطر عَلى الحَلالِ يا طالِبَ الكَمالِ

ثُمَّ اقتَصِر في الأَكلِ عَلى الخَشِنْ مَع قِلِّ

وَقُم لَيالِي الشَّهرِ لا سِيما آخِر عَشرِ

فيها لَيالي القَدرِ تَحَرَّها في الوترِ

فَاعتَكِفَنها أَجمَع وَللمَبَرّات اجمَع

وَالصَّومُ غَيرُ الواجِب يُميطُ كُلَّ حاجِب

لَهُ مِنَ الثَوابِ أَجرٌ بِلا حِسابِ

فَاطلُب لَهُ وَجِدّا وَاحرص عَلَيهِ جِدّا

فصل في الحج: 

وَأَدِّ فَرضَ الحَجِّ بِثَجِّهِ وَالعَجِّ

كَذاكَ فَرضُ العُمرَة في العُمرِ كُلِّهِ مَرَّه

هَذا إِنِ استَطَعتَ إِلَيهِ وَاقتَدَرتَ

إِذا وَجَب فَبادِر إِلى أَدا الشَعائِر

وَانوِ وَأَحرِم لِلبِر وَلَبِّ وَاسأَل تَظفَر

وَقِف عَشِيَّة عَرَفَة قُربَ الجَبَل بِعَرَفَة

وَاحلِق وَطُف لِلرُّكنِ وَاسعَ وَكُن ذا حُسنِ

وَأكثِرِ الطَّوافا دَأباً وَالاعتِكافا

وَسائِرَ الطاعاتِ مِن باقِي الحَسَناتِ

كَالبِرِّ وَالصَّلاةِ فَاعنِ بِها وَآتِ

فَالحَسَنَة في الحَرَم بِأَلفِ أَلفٍ فَاعلَم

بَل جاءَتِ الأَخبارُ فيها بِما يُحارُ

مِن فَضلِهِ العَظيمِ وَقَدرِهِ الفَخيمِ

فَقُم بِكُلِّ الأَدَبِ فيهِ تَفُز بِالأَرَبِ

وَاحذَر مِنَ الذُّنوبِ وَكَسبِ كُلِّ حوبِ

في ذلِكَ المَكانِ تَرجِعُ بِالخُسرانِ

وَزُر شَفيعَ الخَلقِ طَهَ رَسولَ الحَقِّ

تَنالُ كُلَّ سولِ بِزَورَةِ الرَّسولِ

 

فعاليات الدورة التعليمية الـ31 في دار المصطفى بتريم (اضغط هنا)

 

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #هدية_الصديق #قصيدة #عاجل #دورة_علمية #دار_المصطفى #تريم #حضرموت #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim