ضمن فعاليات الرحلة الدعوية إلى ماليزيا، شارك العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في ملتقى العلماء الذي أقيم في يوم الأربعاء 23 ربيع الثاني 1447هـ، بجامعة العلوم والتكنولوجيا (مارا – UiTM) بولاية باهانج، ماليزيا، تحت عنوان:

«فتاوى أهل السنة والجماعة: التحديات وطرق مواجهتها»

حضر الملتقى جمع من العلماء والمفتين وأساتذة الجامعات وطلبة الشريعة.

محاضرة الحبيب عمر بن حفيظ

ذكر بأن الاجتماع على ذكر الله ونصرة دينه هو أعظم اجتماع على وجه الأرض منذ خلق الله الخلق إلى قيام الساعة، لما يحمله من تحقيق للعبودية لله، ونيل للمعرفة والمحبة، ونشر لهدي الأنبياء في الناس.

 الفتوى أمانة ومسؤولية عظيمة

ثم تحدث عن موضوع الملتقى، مبينًا أن الإفتاء في الدين أمانة عظيمة، وأن المفتي يتكلم عن الله ورسوله ﷺ، فينبغي أن يكون في غاية الخشية والورع، بعيدًا عن الهوى والمصالح.

واستشهد بقول الله تعالى:

(وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ...).

وساق نماذج من ورع الصحابة والأئمة الأربعة في الفتوى، فذكر موقف أبي بكر الصديق حين قال: «أيّ سماء تظلّني وأيّ أرض تقلّني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم»، وموقف الإمام مالك الذي أجاب عن مسألتين وسكت عن أربع وثلاثين قائلاً: «الله أعلم».

وأكد أن هؤلاء الأئمة العظام حفظوا للدين هيبته، فكانوا يتورعون عن القول بالرأي دون دليل، ويحرسون الشريعة من الأهواء والسياسة والمصالح الشخصية.

 وحدة العلماء وخدمة الدين

وأشار إلى ضرورة أن يتعاون العلماء والمدارس الشرعية والمعاهد والمفتون والدعاة على تعظيم أمر الله وتوحيد الكلمة في خدمة الشريعة، وأن الإصلاح يجب أن يصل إلى الناس عبر التعليم والخطاب الدعوي المتصل بالواقع.

كما شدّد على أهمية صون التصوف الصحيح وربطه بالعلم والعمل، موضحًا أن التصوف في حقيقته “لبّ الإسلام، يقوم على علم الشريعة وتحقيق الإحسان في الظاهر والباطن، ولا يوجد تصوف صحيح إلا على الكتاب والسنة.”

 أمثلة من سير الأئمة

وساق الحبيب عمر نماذج مضيئة من تواضع الأئمة الأربعة وتقديرهم لبعضهم، مثل قول الإمام الشافعي:

> “الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.”

وقوله أيضًا: “إذا ذُكر العلماء فمالك النجم.”

كما أورد مواقفه مع الإمام أحمد بن حنبل في التزاور والدعاء المتبادل، مؤكدًا أن الاختلاف بين العلماء لم يفسد المودة ولا الوحدة، بل زادهم محبة وتعظيمًا.

 مواجهة التحديات

حذر من الانحراف الذي أصاب بعض الجماعات في التاريخ حين تركوا منهج الصحابة واعتمدوا على الأهواء، كما فعل الخوارج الذين أولوا النصوص بغير علم فاستحلوا الدماء، مؤكدًا أن الانحراف في الفتوى هو أصل كل فتنة، وأن الواجب اليوم أن يحرس العلماء هذا الدين من أي توظيف سياسي أو مصلحي أو حزبي.

ودعا إلى تجديد التعاون بين العلماء والمفتين في ماليزيا والعالم الإسلامي، وصون وحدة الأمة على منهج أهل السنة والجماعة، بعيدًا عن التعصب والفرقة.

 المداخلات والأسئلة

تخلل الملتقى عدد من الأسئلة والمداخلات، حول المنهج الصحيح في مواجهة الانحرافات الفكرية، وضوابط الفتوى المعاصرة، وعلاقة التصوف بالعلم الشرعي، فأجاب الحبيب عمر بتأكيد أن:

• - الفتوى ينبغي أن تكون نابعة من الخشية والتجرد لله.
• - وأن العدل والإنصاف بين العلماء هو أساس نجاح الدعوة.
• - وأن الرجوع إلى أصول الدين هو طريق النجاة من الفتن والتحديات.

للاستماع إلى المحاضرة كاملة

تابع: قائمة يوتيوب: فعاليات رحلة جنوب شرق آسيا 1447هـ Eastasia Tour Playlist