(339)
(535)
(364)
فوائد مكتوبة من خطبة الجمعة، 7 رمضان 1446:
إنها صِلَةٌ بالرحمن تتقوّى في أيام رمضان، ليكون هذا الإنسان قوياً بعقله وقلبه على تسيير أمر هواه وشهواته، فما ضل من ضل إلا باتباع الأهواء والشهوات، وتَغَلُّبها على العقول وتَغَلُّبها على القلوب.
قال الله عن هذه النّفس: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾، قد أفلح من زكّاها: طهّرها ونقّاها بالإيمان بالله وتعظيم أمره وامتثاله والتباعُد عن زجره ونهيه، ما نهى عنه من الأقوال والأفعال والنظرات والمعاملات والصفات في القلوب والجوارح؛ تلكُم هي التقوى التي يُطلَب منا تقويتُها بالصيام.
حال المسلمين الغافلين الذين لا يتورّعون عن قطيعة أو عقوق والدين، أو نظر حرام أو إيذاء جيران، أو استيلاء على مالِ وقفٍ أو على حقِ الغير، هم الذين أشبَهوا الكفار والفجار في عدم تزكية أنفسهم وعدم مراقبتهم لربهم، وهم الذين لم يُدرِكوا معنى الصلاة ولا معنى الزكاة ولا معنى الصيام؛ فليست صور ولا مظاهر ولكن حقائق وجواهر!
علامة المُقبل في رمضان:
علامة الصدق مع الله الرغبة في العطاء والإنفاق، من فطَّرَ صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتقاً لرقبته من النار، وكذلك طيبُ النفس بالزكاة وإخراجُها طيبةً بها نفسُه.
قوُّوا تقواكم للإله بأخذ روح هذه الأعمال، واغتنام هذه الأيام والليال، فهي موسم العطاء والإفضال، والجود المتوال والفيض الهطّال، والمَنح من الكريم المحسن البر الوال ﷻ.
روح الصيام وجوهر الصيام وحقيقة الصيام: مراقبة للملك العلام، وخشية منه وإنابة إليه، ومحبة له ورجاء فيما عنده؛ كلها تُنمِّي فينا وفي بواطننا عبادة الصيام.
تصفّى وتزكى واشكر نعمة الذي بلّغك رمضان، فأمثالك عشرات بل مئات بل ألوف ظنّوا أن يصلوا إلى هذا الشهر فما وصلوا إليه، وما جاءت أيامك هذه إلا وهم تحت التراب.
من كان وقت الغروب حاضر القلب مع الله، ذاكرا بما علّمنا ﷺ أن نستكثر منه في رمضان، ما نُرضي به الرب من شهادة لا إله إلا الله واستغفاره، وما لا غِناً لنا عنه من سؤال الجنة والاستعاذة من النار، وفرحاً بإتمام النعمة بالتوفيق للصوم وكماله، لا بمجرد الأكل والفطر؛ فهو حريٌّ أن تُعتق رقبته أو رقاب آبائه وقرابته من النار عند الإفطار، وأن تُستجاب دعوته فدعوة الصائم مستجابة حين يفطر.
من كان وقت طلوع الشمس في ذِكر؛ فهو أحق أن يُعتق رقبته من النار، "لله في كل ليلة من ليالي رمضان ستمائة ألف عتيق من النار".
وفِّر حظك من القرآن وتأمُّله، وتَدبّر في الشهر الكريم واصحبهُ مصاحبةً لا تقوى بها على هجر القرآن في شوال، ولا في ذي القعدة، ولا ما أخَّر الله تعالى عمرك إلى أن تلقاه، قال سيدنا عثمان: "لو طهُرت قلوبنا ما شبِعت من كلام الله".
احرُسوا أنفسكم وأهليكم وأولادكم من الغفلات، فإن عدو الله الذي دعا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير من أتباع الشهوات، وطوائف منكم يُغزون إلى بيوتهم بالمخدرات وبالمُسكرات وبالمناظر الفضيعات، وكلها من عمل إبليس وجنده الخبيث، فاحموا أنفسكم واحموا دياركم واحموا منازلكم من هذه الشرور الموجِبة للحسرات والندامات والموقعة في موجبات الخزي يوم القيامات.
حَقِّقنا اللهم بحقائق الصيام، وارزقنا حقيقة القيام، وارزقنا الاغتنام لهذه الليالي الزاهرة والزاهية والأيام، وارزقنا الائتمام بخير الأنام، واجعل نور الشهر مُنبسطاً على أراضي قلوبنا وقلوب أهالينا ومن في ديارنا، يعمّ خيره صغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا يا أكرم الأكرمين.
اللهم اجعل قلوبنا وديارنا مُضيئةً بأنوار التقوى واليقين، تشُرُق عليها أنوار الصيام والقيام بفائِضاتٍ منك يا ذا الجلال والإكرام، ننالُ بها المراتب الفخام، والمنازل العظام، ونرقى بها إلى أعلى مقام، يا حي يا قيوم يا عظيم الإنعام.
___
لقراءة الخطبة كاملة:
لتحميل الخطبة (نسخة pdf):
15 رَمضان 1446
03 جمادى الأول 1447
اختتم العلّامة الحبيب عمر بن حفيظ دروس الفجر في اندونيسيا، في مسجد الاستقلال بالعاصمة جاكرتا،...
03 جمادى الأول 1447
وصل العلّامة الحبيب عمر بن حفيظ اليوم الجمعة 2 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 24 أكتوبر 2025م إلى...