هل تساءلت يوماً عن العلاقة بين الرياضة والدين؟ وكيف يمكن للأندية الرياضية أن تكون منارات للقيم والأخلاق؟

 إليكم ما أضاء به العلامة الحبيب عمر بن حفيظ طريق التكامل بين جمال الرياضة وسمو القيم في محاضرته القيمة.. في الجلسة الختامية للملتقى الثاني لإدارات الأندية الرياضية

27 جمادى الآخرة 1446هـ

 في مقدمة اللقاء:

"الحمد لله على ما جمعكم في أمر يتعلَّق بمهمة من مهمات الحياة، وقفتم على ركن من أركانها من خلال ما توليتم من هذه الأندية الرياضية"

"مرحبًا بمدير عام الشباب والرياضة في الوادي، ومرحبًا برؤساء ومديري الأندية الرياضية في الساحل وفي الوادي، أخذ الله بأيديكم وثبَّت قلوبكم وأقدامكم، وأعانكم على أداء حق هذا الركن مِن مهمات الحياة المُتعلِّق بشريحة كبيرة من شباب الأمة."

 عن مهمة الإنسان في الحياة:

"وَعينا لمهمتنا في الحياة يأتي من خلال ما أُوتينا من عقول وأسماع وأبصار، فوقها نورانية إرشاد ودلالة مِن خالقنا وخالق السماوات والأرض"

"يقول الله للملائكة: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)، نبأ وخبر عظيم عن إيجاد وإبراز هذا النوع من المخلوقات وهو الإنسان"

"عقل الإنسان ومداركه لحقائق الأشياء كمثل البصر الحِسِّي في إدراك صور الأجسام والمظاهر والطُّرُقات والأشكال، البصر وحده مهما كان قويًا إذا لم يكن هناك نور فلن يُمَيِّز بين الألوان ولا الأشكال، ولن يهتدي إلى الطريق حتى يكون هناك نور، النور الذي يحمي العقول والأفكار والمدارك والمشاعر من الانحراف والخطأ هو وحي الله الذي خلق."

 عن الفجوة بين الدين والرياضة:

"أعجبني ما دار بينكم وجرى مِن تطواف حول المهمات والنيات، وسد الفجوة التي استُحدِثت من ضعف نظر ووَعي، إما للدين وحقيقته وإما للرياضة ومقصودها، هذا الضعف هو الذي أوجد الهُوَّة وأوجد الفُرقة، بين أرباب الدين أو القائمين بشيء من الدعوة أو الانتساب إلى العلم في الشريعة وبين الرياضيين."

 المفهوم الخاطئ للرياضة:

"من قَصُرَ نظره إلى الرياضة نفسها وضعُف إدراكه لمقاصدها السامية، وظن أنها مُجرد صورة وأشكال وألعاب يقضي بها الوقت وتنتهي؛ فهذا عنده خلل في مفهومه للرياضة، هذا الخلل يساعد على أن يبعد عن أمر الدين أو عن أهل الدين، أو يتصوَّر أن بينه وبينهم شُقّة أو مُناقضة والأمر باطل."

 شمولية الدين:

"دين تابعنا إلى لُقَمنا، وإلى إتياننا أهلنا، وإلى حركتنا في الحياة، حتى قضاء حاجاتنا الإنسانية، وجعلها السُّلَّم لزيادة نورنا، ولِقُربنا من ربنا.. كيف يقصُر عن حركتنا الرياضية التي تتقوى بها الأجسام؟"

 المسؤولية العظيمة:

"أنتم من خلال هذا الركن تستطيعون الوصول إلى عَقليات كثير من هؤلاء الشباب، لكن على قدر وعيكم أنتم لأمانتكم"

"عندكم أمانة تقويم هؤلاء الشباب فِكرًا وسلوكًا، ليكونوا عناصر مُباركة في المجتمع، عناصر خير، عناصر جالبة لاستقرار الأُسَر، لاستقرار المجتمعات"

 الحماية من الانحطاط الفكري والسلوكي:

"هذا المُنطلق يجب أن يحمي الشباب مِما يُطاردهم ويُنازعهم من الانحطاط الفكري والسلوكي، أو يُحَوِّلهم إلى عناصر إيذاء أو فوضى أو صراع مع المُتصارعين في حَلبة الصراع في الحياة."

"لسنا بحاجة إلى أن نُثقِل واقعنا فوق ثِقَله بِمُعاداة ولا بِمُناوأة على غير بصيرة للحُكّام، ولا للفئات المختلفة في المجتمع، بل عند عُمق نظرتنا إلى الدين نعلم أنّ أنواع أسباب التفريق والإبعاد محلّها مركز هناك يُحرِّكها، وهو الغاية التي انتهى إليها إبليس فيما حدثنا رسول الله ﷺ: "إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، فإن يطمع ففي التحريش بينهم"

 الروح الرياضية الحقيقية:

"التعامُل مع هؤلاء الشباب من خلال الأندية، ربطهم بحقائق دينهم الواضحة البيِّنة، من غير تحزُّب، من غير تعصُّب، من غير ميل إلى فرقة ضد فرقة، هذا أمر هو الذي يقال عنه الروح الرياضية"

"الروح الرياضية أن يقبل الآخر، يقبل أن يتفهم معه، يقبل أن ينزله أقل شيء منزلة إنسان، فكيف لو كان إنسان مسلم؟ مهما اختلفت معه في كثير من الآراء"

 تحذير من المنافسة غير الشريفة:

"خروجنا إلى المنافسة الغير شريفة، سواء على سلطة أو على مال أو على شهرة أو على ظهور.. هو العامل القوي في الهد والهدم والتفريق"

 الدعاء والختام:

"الله يحيي هذه الحقائق فينا، ويجري على أيديكم الخير، إن المؤمن كالمطر أينما وقع نفع"

"لا تزالون الدول عندكم والأنظمة لا تقف أمام صلاح نياتكم، ولا أمام حُسن تأثيركم بمستوى واسع فيما أنتم فيه، من خلال ديانتكم وتحرركم، واتساع نظركم"

لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع والمشاهدة:

https://omr.to/M270646

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #الرياضة #تربية #الشباب