ختام الجلسات: جلسة مع طلاب الدورة ال31 من الحديدة - إب - ذمار (الأسس الثابتة ونصرة الدعوة)
اختتم العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لقاءاته مع طلاب الدورة التعليمية الحادية والثلاثين بدار المصطفى، بجلسة ختامية مع الطلاب المشاركين في الدورة من الحديدة وذمار وإب، عصر يوم الأحد 9 صفر 1447هـ الذين أعربوا عن سعادتهم الغامرة بحضور الدورة والاستفادة منها، والتي تساهم في بناء الشخصية المثالية للمسلم، وتناصحوا فيما بينهم.
وقدم لهم الحبيب عمر بن حفيظ جملة من التنبيهات والتوجيهات، ومنها:
تأخذون نصيبكُم مِن هذا الخِتام: بقوّة الأخوّة في الله، والمحبة في الله، والإرادة القوية التي يطَّلِع الله عليها في نصرته ونصرة رسوله بكل ما تستطيعون، وتعاونوا على ذلك.
استفتِحوا باب الكريم، فمن دقّ باب كريمٍ فَتَح، وهو القائل: "مَن تقرّب إليّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً"، إنما يحتاج الأمر إلى: الصدق والإخلاص، والصبر والمداومة، والتعاون على ذلك.
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ).
الله يشرح صدوركم ويُنَوِّر قلوبكم، يرزقنا حُسن الائتمام بخير الأنام؛ في النيّة والقصد والفعل والكلام، وفي كل خاص وعام، اللهم آمين.
(فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
الحمد لله على اللقاء، ويجعلها أيام رُقيّ وتنَقّي واعتلاء مع خيار الملأ، ويفتح بها أبواب خير لقلوبكم ودياركم ومنازلكم وأهليكم وبلدانكم، وليمننا وشامنا ولشرقنا وغربنا.
الأسس الثابتة للسالكين:
الأُسس التي تحتاج المداومة عليها من مثل:
- - صلاة الجماعة والحرص على تكبيرة الإحرام مع الإمام
- - قراءة القرآن في كل يوم
- - الأذكار في الصباح والمساء
- - الاستغفار قبل غروب الشمس وفي السَّحَر
هذه ثوابت ينبغي أن تثبُت في كل فرد منكم حيثما كان وأينما كان.
وهذا الهَم بالتواصل في الله والتعاون على نصرته تعالى لازم لكل واحد منكم، وبه يفتح الرحمن أبواب الهداية ويرفع به البلاء والآفات.
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، لم يقل "وأهلها صالحون"! قال: مُصلحون، حتى لو كانوا صالحين فقط ولكن يسكتون عن التعليم وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: تهلك.. لكن إذا كانوا مُصلحين مُهتمّين: لا تهلك؛ يؤخِّر الله العذاب عنهم ما دام فيهم مُصلحون.
"وأهلها مُصلحون" ليس "صالحون" أما إذا كانوا صالحين وساكتين يعمّ العذاب، ينزل العذاب ويعمّ الكل، ولكن إذا كانوا مُصلحين؛ حاملين أمانة الدعوة فينصرف العذاب عنهم.
وقال الحبيب عمر بن حفيظ تعقيباً على كلمة طالب من الحديدة، تحدث عن غياب المجال الدعوي والتعليمي في منطقته، والتعامل مع التيارات المتطرفة:
على أهل المسلك القويم أن يتعاونوا بينهم البين، وأن يُحسِنوا البيان وظهور الدليل والمعرفة، حتى يأذن الله برفع هذا البلاء.
الله يوفّق وينشر الخير ويدفع الشر والضير، ويرزقنا عقول وافرة نستوعب بها الأحوال حتى يتَّسِع نشر الخير.
لا بدّ من فرج إن شاء الله، ويردّ الله كيد أعداء الله وأعداء رسوله في نحورهم، إن شاء الله كثير من أهل الحديدة سيُصَلّون في المسجد الأقصى.
بارك الله فيكم، نظر الله إليكم وأعاد عوائد أخيار أهل تهامة علينا وعليكم وعلى اليمن والأمة كلها، ولطف بأهل الحديدة ودفع عنهم شرّ الكفار والأشرار واليهود المعتدين، ولا بلَّغهُم مُراد فينا ولا في أهل الحديدة ولا في أحد من المسلمين.
من حضر من إب؟ بارك الله فيكم، نظر الله اليكم.
الوجهة والنيّة منكم هي بذرة لحصول الخير إن شاء الله، الله يجمع الشمل ويأخذ باليد ويُوَجِّه القلوب للقيام بالأمر كما يُحِب.
وقال الحبيب عمر بن حفيظ يخاطب طلاب الدورة من زبيد:
بارك الله فيكم وفي زبيد وأهلها، موطن العلم والولاية والصلاح، وتهامة كلها، وأحيا الله ما مات وردّ ما فات، يُحيي العلوم النافعات والأعمال الصالحات الخالصات.
ثم قال حفظه الله مُعقّباً على بعض القصائد التي أنشدت في الجلسة:
هكذا خصوص المؤمن، نظرته إلى الديار بل إلى الآثار كلها نظرة الذي يريد وجه المُؤثِّر، وجه المكون سبحانه وتعالى، ممن أشار الحق إليهم بقوله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).
إذا ذهبوا إلى البيت الحرام فمقصودهم ربّ البيت، وإذا ذهبوا إلى طيبة الطَّيِّبة فمقصودهم الربّ، من باب حبيبه الأرحَب الأطيَب الأقرَب، صاحب المشرب الأعذب ﷺ، (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ)، (وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ).
وكذلك في بيت المقدس، كذلك نظرهم إلى اليمن، إلى الشام، وإلى أي بلد ذهبوا إليها أو قصدوها. ينظرون ما يُرضي ربّهم مِن محبة مَن فيها مِن أهل الصلاح والبرّ والتقوى وموالاتهم، "نُحبّ لحبّك الناس، ونُعادي لعداوتك من خالفك من خلقك"، وبذلك تكون قلوبهم مشغوفة بالله.
قومٌ همومُهمُ بالله قد عَلِقت ** فما لهم هِمَمٌ تسمو إلى أحدِ
فمطلبُ القوم مولاهم وسيّدُهم ** يا نُعمَ مطلبهم للواحد الصمد
رزقنا الله وإياكم الانتهاج في ذلك المنهاج القويم، ثبَّت قلوبنا وأقدامنا على الصراط المستقيم.
الدعاء:
يا واهب المواهب، يا أكرم واهب، هَب لنا من عطائك ومَنّك وإحسانك ما أنت أهله، وما به تصلح شؤوننا في الحاضر والعواقب، وتُثبنا به في خيار أمّة حبيبك محمد، الذين تنشر بهم نور نبيّك محمد، وهدي نبيّك محمد، وسُنّة نبيّك محمد، وأخلاق نبيّك محمد في العالمين.
الله يملؤنا وإياكم بالإيمان واليقين، ويُثبِتنا في عباده المتّقين وحزبه المُفلحين، اللهم آمين.
فرّح الله الصدور ونوَّر القلوب والقبور، وجمعنا وإياكم في الدنيا على خير ما يجمع الخيار بالأخيار، وجمعنا في البرزخ مع أهل الأنوار، وجمعنا في مواقف القيامة مع الحبيب المختار، وجمعنا في دار الكرامة وهو راضٍ عنّا، من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب.
فيا ربّ واجمعنا وأحبابنا لنا ** في دارك الفردوس أطيب موضعِ
فضلاً وإحساناً ومَنّاً منك يا ** ذا الجود والفضل الأتم الأمنعِ
بسرّ الفاتحة إلى حضرة النبي محمد ﷺ.
___
لمشاهدة الجلسة كاملة:
لمشاهدة فعاليات الدورة التعليمية ال31 بدار المصطفى بتريم YouTube Playlist
17 صفَر 1447
تاريخ النشر الميلادي
مشاركة
اضافة إلى المفضلة
كتابة فائدة متعلقة بالمادة
آخر الأخبار
18 صفَر 1447
تبدأ غداً بمشيئة الله الأربعاء 19 صفر، فعاليات الدورة الصيفية الثانية في معهد الرحمة بمدينة عمّان –...
15 صفَر 1447
أقيم مساء يوم الجمعة 14 صفر 1447هـ حفل اختتام فعاليات الدورة التعليمية الحادية والثلاثين بدار...