جلسة مع طلاب الدورة ال31 من وادي حضرموت
ضمن فعاليات الدورة التعليمية الحادية والثلاثين بدار المصطفى بتريم،
يهتم العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ بلقاء طلاب الدورة، واستضافتهم في بيته، والاستماع إلى أخبارهم في الدورة، وتناصحهم فيما بينهم البين، وتعاونهم على مرضاة الله.
وفي مستهل لقاءات هذا العام، التقى حفظه الله عصر يوم الإثنين بطلاب الدورة من مختلف مناطق وادي حضرموت، حيث رحَّب حفظه الله بهم، وذكَّرهم بفضل الله عليهم وتوفيقه لطلب العلم الشريف والاتصال بِسَير ومناهج الصالحين المُتصلة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وأتحفهم بالعديد من التوجيهات والتنبيهات، ومن أهمها:
أنتم الآن في خواتيم الدورة والأعمال بخواتيمها، والحاضرين في الدورة يختلفون في أخذهم، في تَلَقّيهم، في ترَقِّيهم، في تَنَقِّيهم، في نَيلهم لأنواع العطاء؛ عطاء ظاهر وعطاء باطن، وعطاء مُتّصل بالجوارح، وعطاء مُتعلّق بالقلوب، عطاء في العزائم والنيات والهِمم لباقي العمر، الله يشرح صدوركم.
* الغاية من الخلق:
أمر عظيم خُلِقنا لأجله في هذه الحياة، والذين انصرفوا عنه أهملوا أمراً كبيراً من أوامر الله تعالى، واشتغلوا بما تشغلهم به الأنفُس وما يشغلهم به الأطروحات من الغافلين في الشرق والغرب، وشُغلهم بما أنزل الله وأوحى أهم وأعظم.
* الأمانة الكبيرة:
عندكم هذه الأمانة الكبيرة: في وعي خطاب الله، والعمل به، وتبليغه لخلق الله ونشر الخير في الأرض، قال ﷺ: "إن هذا الخير خزائن، ولتلك الخزائن مفاتيح، فطوبى لعبد جعله الله مفتاحًا للخير، مِغْلاقًا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحًا للشرّ، مِغلاقًا للخير"؛ يكون سبباً في الغفلة، يكون سبباً في تأخير الصلاة عن وقتها، يكون سبباً في عقوق الوالدين، يكون سبباً في البُعد عن المسجد، يكون سبباً في الكذب.. هذا مفتاح للشر مغلاق للخير، ويلٌ له، "وويلٌ ثم ويل لِمَن قال لِمَ وكيف"! بل الأمر لله من قبل ومن بعد، فيا ربِّ اهدنا وثبتنا.
بارك الله بكم ونظر الله إليكم وثبّت قلوبكم، وجعل لكم خير الفائدة وأكرم العائدة في عافية، (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
* خدمة المقاصد الثلاثة:
نصدُق في خدمة المقاصد الثلاثة:
1. العلم النافع بسنده،
2. وتزكية النفس، وتهذيب أخلاقها وتطهيرها،
3. والدعوة إلى الله تعالى.
نشر الخير؛ خير الناس أنفعهم للناس، وأعظم النفع ما كان مِن تقريبهم إلى الله، وتعليمهم أحكام الحق تعالى، وربطهم بالنبي محمد ﷺ وسننه وما جاء به عن الله، الله يوفِّقكم للقيام بذلك.
والقرى التي حواليكم ما أحد جاء منها؟ يحتاجون نشاطاً منكم وتذكيراً، يزدادون ويحضرون إن شاء الله في الأعوام القادمة.
* التحابب في الله:
كيف تحاببكم في الله تعالى؟ لأن الله تعالى ينصر نبيه ﷺ يؤيده بنصره وبالمؤمنين، والمؤمنون الذين يؤيِّد الله بهم نبيه هم المؤلّفة بين قلوبهم، (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ).
فكيف تحاببكم بالله وأُلفَتكم في الله؟
"ما أحدث عبدٌ أخاً له في الله إلا أحدث الله له درجة في الجنة" ، و "ما تحابّ اثنان في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حُبّاً لصاحبه".
وأكثر الناس يتواصلون ويتحابّون إما من أجل ألعاب، وإما من أجل زمالة في دراسة، وإما من أجل وظيفة وعمل، وإما من أجل قُربة ونسب، ولكن التحابُب في الله هو الغالي "وأن يُحِبّ المرء لا يحبّه إلا لله".
"ثلاثٌ من كُنّ فيه وجد بِهِنّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مِما سواهما، وأن يحبّ المرء لا يُحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار"، الذنوب والمعاصي مثل النار، مثل السُّم، وهذا يذوق حلاوة الإيمان.
الله يُحلّيكم بأجَلّ الأوصاف، يُهيِّئنا وأحبابنا وأولادنا، يا مرحباً بكم، شرح الله صدوركم، نوَّر الله قلوبكم وجمعنا في كل مقام كريم.
* مقاصد الخير:
الله الله في ضيوفكم، باقي أهل الدورة بشّوا في وجوههم واخدموهم، وتعاونوا معهم على البِرّ والتقوى، جاءوا قاصدين بلادكم، جاءوا من شتّى أنحاء الأرض؛ فَهُم جاءوا من أجل يُزكّون أنفسهم، جاءوا من أجل يَقرُبون من ربهم ويَصِلون إليه، جاءوا من أجل أن تتحقّق صِلَتهم بالنبي محمد ﷺ، يمكن أن كثيراً من الناس ما يخطر على بالهم هذا ولا لهم التفات.. وهؤلاء جاءوا من أجل ينالون هذا الخير، ولكن (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ).
الله يحوِّل الأحوال إلى أحسنها، يجعلنا وإياكم مُتحابّين فيه، مجتمعين على ما يرضيه، مقبلين بالكُلية عليه، مقبولين لديه، في خير ولطف وعافية، بسر الفاتحة إلى حضرة النبي محمد ﷺ.
عصر يوم الإثنين 3 صفر 1447هـ، 28 يوليو 2025م
لمشاهدة المجلس كاملا:
لمشاهدة قائمة فعاليات الدورة التعليمية ال31 بدار المصطفى بتريم YouTube Playlist: (اضغط هنا)
04 صفَر 1447
تاريخ النشر الميلادي
مشاركة
اضافة إلى المفضلة
كتابة فائدة متعلقة بالمادة
آخر الأخبار
02 صفَر 1447
الحبيب عمر بن حفيظ: يجب نشهد أن الله مَنّ علينا بهذه الاجتماعات، والتواصي بالحق والصبر، والحضور في...
30 مُحرَّم 1447
فوائد من محاضرة: حقيقة المستقبل الأخطر ودعوة الأنبياء للإعداد له الحرب الخطيرة: لا يجوز أن نُضيِّع...