توجيهات رمضانية للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في جامع تريم، عصر الجمعة ٧ رمضان ١٤٤٦هـ

فوائد من التوجيهات الرمضانية:

صبّاب الخير في رمضان:

شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتقٌ من النار، وعتقٌ من العذاب، وعتقٌ من الذنوب والسيئات، وعتقٌ من العيوب، وعتقٌ من الغفلة عن الله تعالى، تتنوّع أنواع العتق من ربكم في شهر رمضان، ومن أول ليلة وصبّاب الخير يصبُّ على المُقبِلين على الله والمُتوجهين إلى الله، الله يبارك الله لنا في أيامه ولياليه بركة نستقيم بها على حسن فهم الخطاب.

خرجت قدوة المصطفى محمد ﷺ من عقول وقلوب كثير من المسلمين والعياذ بالله؛ جاء رمضان وما ظهر لهم مظهر الاجتهاد الذي كان فيه هادينا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا محمد ﷺ؛ يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره من أيام السنة في عبادته، في إقباله، في كثرة تلاوته، في أعماله الصالحة، فهو حين يلقاه جبريل في رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة.

افقه مقصود الصيام:

(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)

- فتأمل: مَن كتبه؟ مَن فرضه؟ إلهك الذي خلقك وهو الغني عنك، فرض عليك الصيام: ليكرمك، ليرحمك، ليطهرك، ليغفر لك، لِيُنقي باطنك، ليُربّي فيك مراقبته في الغيب والشهادة، "يَدَع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي" ، "الصوم لي وأنا أجزي به".

ما أعظمه من خطاب من رب الأرباب! افقه الخطاب، عمرك كم يا مسلم يا مؤمن! وأنت في الأمة الخيرية، ما تذوق الخطاب الرباني! ما تذوق النداء الرحماني! ما تذوق نداءات رب العرش لك! يناديك فضلاً منه، وأنت فرد من أفراد هذه الأمة.

ليس المقصود ترك الطعام والشراب، ولكن المقصود تقويم القلب ليراقب رب الأرباب، وليراعي جناب الخطاب من حضرة الرحمن، وليتَّقِ الله في السر والإعلان.

مسؤولية الأسرة في رمضان:

كونوا بما شرع لكم الله مع أهليكم ومع أبنائكم وبناتكم بربطهم بالله وبرسوله ﷺ، وبحسن أخلاقكم ومعاملاتكم ومعاشراتكم، قال نبينا: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

أقيموا هذه الضوابط:

- لا تفتحوا عليهم الثغرات: يتبعون ما لا يليق أو يصاحبون في ليالي رمضان من لا تليق صحبته ومن لا تُقرِّب إلى الله تعالى صحبته. "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
- اعطوهم نصيباً من العطف واعطوهم نصيباً من الحنان، وما تيسر لكم من النفقة وغيرها فليكن بهناء، وليكن بانشراح، وليكن برضا.
- لابد أن نفقه خطاب ربنا ونتأدب بآداب نبينا ونقيم أسرنا على هذا الخير، لابد من قرآن في غرف دارك، لابد من قرآن مع أبنائك وبناتك، لابد من تدارسهم لكتاب الله في هذا الشهر خاصة ثم في بقية العمر؛ ارتباطاً بكتاب الله وما جاء عن الله تعالى وبلّغه مصطفاه.

اللهم اجعل حظنا من أكبر الحظوظ، وقسمنا من أجزل الأقسام، واجعل كل منا بعين عنايتك ملحوظ، واجعل سهامنا في الخير من أكبر السهام، وبلِّغنا المرام وفوق المرام.

اللهم وَفِّر حظّنا من كل ليلة من ليالي هذا الشهر، ومن كل يوم من أيام هذا الشهر، ومن كل ساعة من ساعات هذا الشهر. ولا تحرمنا ليلة القدر وخيرها ونورها وبركتها، واجعلنا من خواص من يقومها إيماناً واحتساباً، وزدنا من كل فضل وإحسان ما أنت أهله.