احتفالات أهل المحبة والوفاء بذكرى المولد النبوي بدار المصطفى..

في أجواء مهيبة يغمرها الفرح بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد دار المصطفى بتريم للدراسات الإسلامية الاحتفال السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف، الإثنين 23 ربيع الأول 1447هـ 15 سبتمبر 2025م، وتجمع الآلاف من مدينة تريم ووادي حضرموت والوافدين من مختلف دول العالم، تأكيداً على أهمية سيرة النبي ﷺ وقيادته للأمة، ودعوة للتحقق بحسن المتابعة له والتخلق بأخلاقه.

فعاليات الاحتفال:

موكب الطيالة والزفّ:

قبل الظهر توافدت الجموع بالزف من جوار مسجد مولى عيديد، في موكب عظيم إلى دار المصطفى، حملوا فيه رايات الولاء والمحبة والنصرة لله ورسوله، ويرددون الأناشيد في ذكر رسول الله ﷺ والابتهال إلى الله بصلاح أحوال المسلمين في المشارق والمغارب.

مقطع من موكب زف الطيالة

قراءة المولد النبوي والشمائل المحمدية:

بعد صلاة الظهر في دار المصطفى، استمع الجميع إلى قراءة السيرة النبوية "النفحة الوردية في قصة الميلاد المحمدية" للحبيب محمد بن سالم بن حفيظ، ثم استمعوا إلى مجموعة كلمات مباركة فيها التوجيه والنصيحة والحث على السير على منهج رسول الله ﷺ.

لمشاهدة المجلس كاملاً

ثم ألقى العلامة الحبيب عمر بن حفيظ محاضرة بعنوان: القيادة النبوية بتعيين حضرة الربوبية وترتب سعادة الدارين على اتباعها والشقاء على مخالفتها في جميع شؤون الأمة المحمدية.

أكد في المحاضرة على أن القيادة النبوية هي تعيين رباني لا استثناء فيه، وأن محبة الله لا تنال إلا باتباع النبي ﷺ، (قُلْ إِن كُنتمْ تُحِبونَ اللهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ الله)

وبيّن أن الأمة لا تزال تنال الخيرات والبركات بفضل ارتباطها بهذه القيادة، وأن كل انحراف أو مصيبة أصابتها إنما هو من ضعف في الانقياد والتأسي برسول الله ﷺ.

كما حذّر من فتنتين خطيرتين تهدد الأمة:

1.  التنافس المذموم على الدنيا وما يترتب عليه من فرقة وصراع.
2.  الأئمة المضلون الذين يلبّسون على الناس أمر دينهم باسم الكتاب والسنة.

للاستماع أو مشاهدة محاضرة المولد السنوي

الزف السنوي:

وبعد العشاء تواصلت فعاليات الاحتفال بالذكرى العظيمة، حيث أقيم الزف السنوي في الساحة الشرقية بدار المصطفى، بمشاركة الطلاب والحارات والمناطق والفرق، يرددون الأناشيد الطيبة والأشعار بمدح الحبيب المصطفى ﷺ، ويرفعون شعارات الولاء والنصرة والمحبة له ﷺ، وتوالت الجموع المباركة إلى الساحة الشرقية بالدار، واجتمعوا لسماع قراءة الشمائل النبوية الكريمة.

لمشاهدة الزف السنوي

مقتطفات من الزف السنوي

محاضرة في الزف السنوي:

في ختام الحفل، ألقى الحبيب عمر محاضرة بعنوان: مشاعر وأسرار الربوبية وكريم تولِّيها للمقبلين عليه على أتباع النبيين.

ذكّر فيها أن نور الرسالة المحمدية باقٍ رغم محاولات إطفائه منذ الميلاد النبوي إلى اليوم، وأن الأمة محفوظة من الاجتماع على ضلال بفضل الله عليها وارتباطها بالقرآن والعترة والصحابة والصالحين.

وصايا الحبيب عمر بن حفيظ في الحفل السنوي:

أوصى الحاضرين بجملة من الوصايا التي تُجدد الصلة بالله ورسوله ﷺ، من أبرزها:

ترك ظاهر الإثم وباطنه:

- بعزمك الصادق أن تترك ظاهر الإثم وباطنه يفتح لك أبواب من أبواب توفيقه وعنايته جل جلاله.

إحسان أداء الفرائض والإكثار من النوافل: 

• - نُحسن أداء الفرائض، 
• - نسعى في الإكثار من النوافل، ومن أعظمها: قراءة القرآن والذكر للرحمن.

حمل أمانة الدعوة:

- حمل الأمانة في التبليغ والدعوة إلى الله، وتَمَنِّي الهداية لجميع من في الأرض، وبذل الوسع في ذلك.

التوبة والاستغفار:

- نتوجَّه إليه جميعاً نقول: نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، من جميع الذنوب والمعاصي والآثام، صغيرها وكبيرها، قليلها وكثيرها، أولها وآخرها، ظاهرها وباطنها، بيننا وبين الله، وبيننا وبين عباد الله، ومن جميع ما يعلمه الله.

حفظ العيون: 

- كل عين باكية إلا ثلاث: عيناً بكت من خشية الله، وعيناً سهرت في سبيل الله، وعيناً غضَّت عن محارم الله.

وختم بالدعاء للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، خاصة لأهل فلسطين والشام واليمن وسائر البلدان، بأن يعجّل الله الفرج ويجمع شمل المسلمين تحت راية النبي ﷺ.

للاستماع أو مشاهدة محاضرة الزف السنوي

المشاركات الشعبية: 

وقد كانت بداية الفعاليات عصر الأحد 22 ربيع الأول، فانطلقت الجموع من مسجد البر إلى دار المصطفى، وهم يرددون الأناشيد في مدح رسول الله ﷺ، لينشروا معالم الفرح بهذه المناسبة في الشوارع فتتغنى بترديد اسم رسول الله والصلاة عليه ﷺ، وتوافدوا للساحة الشرقية لدار المصطفى.

وتابع الجميع مشاركة حارات مدينة تريم بالتراث الشعبي المقترن بالإنشاد الديني (الرزيح)، يترنمون فيه بأبيات تتضمن الذكر والتذكير والدعاء ومدح النبي ﷺ.

لمشاهدة المشاركات الشعبية

مقتطفات من المشاركات الشعبية