الحديقة المزهرة من معاني ( ليظهره )

للاستماع إلى المحاضرة

 محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في دار المصطفى ليلة الجمعة 20 جماد أول 1438هـ ضمن سلسلة إرشادات السلوك بعنوان: الحديقة المزهرة من معاني ( ليظهره ).

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للهِ الملكِ الأجل، ذي الجلالة والكمال والجمال الأسنى، الذي أبرز مِن حضرة الرحمةِ والجمال حبيبَه المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) إظهاراً في هذا العالم تتحقق فيه حقائق: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) والكلمة كلمتُك يا ربَّ الأرض والسماء، والقولُ قولُك يا رب الأرض والسماء، وإنما نشكوا إليك ما تسرَّب إلى قلوبِ إخوانِنا أهل الإسلام والإيمان في شرق الأرض وغربها مِن تصديقِ وهمِ كلماتِ أعدائك فيما يتكلمون وما يقولون، حتى ظنُّوا أن لهم شِركاً في مُلكك وأنت الذي لا شريكَ لك، وليست الكلمةُ إلا كلمتك، ولا القولُ إلا قولك.

 (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) فنشكوا إليك قلوباً ظنَّت أن الأرضَ لِغيرِك، وظنَّت أن المُلكَ لغيرك، وتوهَّمت أن أعداءك وأعداء رسولك أقوى في أي جانب من جوانب القوة، ونسألك أن تتداركَ هذه القلوب التي مرضَت فتشفيَها، والتي اعتلَّت فتعافيها، والتي تكدَّرت فتصفِّيها، هم يحملون كلمة لا إله إلا الله ثم يعظِّمون مظاهر عدوِّك، فسبحانك، ورحمتَهم بأن لم تنزع الكلمة من قلوبهم، فثبِّتهم وحقِّقهم بالكلمة حتى تنزاحَ هذه الظلمة التي تسرَّبت إليهم والتي عشعشت فيهم.

(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) وهكذا جاء الخبر في القرآن على العموم، وأخصُّ ما فيه ما كان للمرسلين، لكن عندنا خبرٌ مخصوصٌ متعلقٌ بذاتٍ منصوصٍ عليها ذات المصطفى، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا) فلولا سِرُّ وينصرك ما وجدنا إقبالاً ولا حسنَ استقبال ولا مجال لدخول الكلام إلى القلوب ولا العقول، ولولا حقيقة ما قال جل جلاله في خطابه للمصطفى صلى الله عليه وسلم: (وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) ما وجدنا التوادَّ ولا التراحمَ ولا المحبة، ولكن وجدنا ذلك، ونقرأه في كلمةِ مَن الكلمةُ كلمتُه جل جلاله وتعالى في علاه، يبرز هذا في عالم الدنيا، ويكون ما يكون مِن أنواعِ الفتن التي تأخذ طوائفَ من الناس، والمعصوم مِن عصمَه الله، اعصِمنا يا ربِّ مِن الفتن ظاهرِها وباطنها، صغيرها وكبيرها .. يا الله، في طولِ أعمارنا حتى إن أدرك الدجالَ أحدٌ منا طال عمرُه، أو أحداً مِن ذرياتنا فاعصِمهم يا خيرَ عاصِم، واكفِهم شرَّ تلك المظالم، وكُن بنا وبهم رحيماً يا خير راحم.. يا الله، فإنا نعوذُ بك مِن فتنةِ المحيا والممات، ونعوذ بك مِن شرِّ فتنة المسيح الدجال، اللهم إنا نعوذ بك مِن عذابِ جهنم ومِن عذاب القبر، ومِن فتنةِ المحيا والممات، ومِن شرِّ فتنةِ المسيحِ الدجال، اللهم فاجعلنا في حِصنك الحصين وحِرزك المتين.. آمين.

كل هذا الذي نقرأه، والذي نشاهده، والذي نجتمع عليه اليوم، والذي نسمعه مِن إخواننا وأحبابنا وممن وفد، وممن سيفد، وتوالي الوفادة مدةً بعد مدة، وسنين بعد سنين، وتوالي عقدِ المجالس، وتوالي إظهار الله لهذا العالِم وهذا الصالح أو ذلك الولي وهنا أو هناك ليجمع قلوباً عليه، ويهدي مَن شاء إليه، ويحقِّق وعدَه لحبيبِه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ما زال كلُ ذلك نشاهده فنقرأه في مسطور حقِّ حقيقةِ معنى (لِيُظْهِرَهُ) يظهر محمدا ودين محمد على الدين كله ولو كره المشركون، فسبحان الظاهر الذي لا يظهر إلا مَن أظهره جل جلاله وتعالى في علاه (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) ثم نقرأ كلَّ هذا عند الوفاة..

 فيا فوزَ مَن مات على المحبة والتعلق والارتباط، وأدرك سرَّ عظمة العظيم وتعظيمه لمحمد الرؤوف الرحيم، ولا يصل أحدٌ إلى القبر مِن المكلفين مِن هذه الأمة إلا سُئل في البرزخ: ما تقول في هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟ ما تقول في هذا؟ رجل قام بالإنسان، رجل من الرجال، بُعث من بين الأنبياء، لكن للقول فيه وعنه مكانة عند رب الأرض والسماء، فما تقول فيه؟ ما تقول فيه؟ إن قلتَ قولاً يليق بجلاله وكماله فلك النجاة، وإن قلت غير ذلك فلن ينفعك أنك كنت وزيراً ولا رئيساً ولا صاحب حزب ولا مالك قصور ولا صاحب طائرات، لا ينفعك شيءٌ من ذلك، لك الخزي وعليك العذاب الأبدي إن قلتَ في محمد ما لا يليق، إن قلتَ في محمد ما لا يصح، إن قلتَ في محمد ما لا يصلُح، فهذه مكانة محمد عند رب محمد، النجاةُ موقوفةٌ على ما تقول فيه، أشهِدنا اللهم جمالَه، أشهِدنا اللهم كمالَه، أشهِدنا اللهم أنوارَه، عرِّفنا مِن قدرِه نصيباً وافراً يا الله. أما أن يحيطَ بقدره غيرُه فلا، إلا الله، هو الذي يحيطُ بقدر محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا جاء يوم القيامة وجدناه صاحبَ: أنا لها (لِيُظْهِرَهُ) (لِيُظْهِرَهُ) (لِيُظْهِرَهُ) صلى الله عليه وسلم فأنعِم وأكرِم بهذا العبد المأمون المصطفى المختار، اللهم قوِّ روابطَ إخوانِنا هؤلاء ومَن يسمعُنا بهذا الجنابِ الرفيع، وقوِّ اللهم سرَّ صلتهم بحبيبك الشفيع، واجعلها تقوى فيما يبقى مِن أعمارهم إلى وقتِ اللقاء، ويشكُرون عليها ساعة الملتقى بالمنتقى.. يا الله.

هذه مسائلُ مِن خير ما يُسأل مولاك الذي برأكَ والسماوات والأراضين، رب الأولين والآخرين جل جلاله وتعالى في علاه، نسأله إياها أن يحقِّقها لنا ولك، يا حاضراً ويا مَن يسمع وبهذا الخير يتولَّع، نتوجَّه إلى أسمعِ سميع، وأقربِ قريب، وأعلمِ عليم، وأرحمِ رحيم، الله تعالى في علاه، فاسمَع دعاءنا ولبِّ نداءنا، وحقِّق رجاءَنا، أرأيتَ إن رحمَك في المجمع أو أنت تسمعه هنا أو هناك فسمحَ أن تُكتبَ في ديوانِ أهلِ الارتباط الخاصِّ بحبيبه.. من أنت إذاً؟ أنت السعيد، أنت المُكرَم، أنت الذي ظفرتَ من خير الحياة ما لم يظفر به أحدٌ من أهل الرئاسات ولا أهل الاموال الكثيرات، إن كتب لك في هذه الليلة هذا الكتاب فمن أنت إذاً؟ أنت الذي ظفرتَ مِن خير الدنيا بما لم يظفر به ملوكُها مِن أول ملك إلى آخر ملك، لم يحصل مثل هذا العطاء، ولم ينَل مثل هذه الساعة، فكلهم مِن الذين لم يحصِّلوا هذا، إنما الذين حصلوه كسيدنا سليمان عليه السلام، ونوادر من أولئك الملوك فهُم معنا في هذا العطاء وهُم معنا في هذا الفضل، لكن مَن لم يحصل هذا وهم كل ملوك أهل الأرض مِن عداهم وعزَّة العزيز سيندمون، ويتمنون ما ملكوا مُلكاً قط، وظفروا بمثل هذه الساعة، أو سئل لهم هذا الإله سؤالاً متهيئين فيه لأن يَقبل هذا السؤال في حضرةٍ مِن حضرات الوجهة إليه، أو التفضُّل من حضرته على متقرِّبين إليه تعالى في علاه، فيا رب حقِّق لنا الأرَب وأنِلنا المَطلب، وقوِّ روابطَنا بحبيبك الأقرب في الدنيا والبرزخ والمنقلب يا ربي، يا رب، يا ربي، يا رب، يبيت سعيداً الليلة كم مِن عبدٍ من الإنس والجن عثرُوا على هذا الارتباط ولم يكن معهم، وكم من أسعد ممن قد كان معه هذا الارتباط ولكنه زادت قوتُه في ليلته هذه، زادت مُكنَتُه في ليلته هذه، فيا مُسعد السعداء، ألحِقنا بالسعداء، ولا تُبقِ بيننا ولا في ديارنا شقياً ولا محروماً ولا مطروداً ولا مأثوماً يا الله، واجعلنا وهؤلاء ومَن يسمعنا في أنصارِه ومقتفي آثاره، مستضيئين بأنواره، يا حي يا قيوم يا الله، فإنها اختيارات واصطفاءات واجتباءات، ليست صادرة من شعب ولا مِن حكومات ولا مِن شيءٍ مِن الكائنات، هو الذي ينتخب، هو الذي يصطفي، هو الذي يجتبي، (اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ) (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) (فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) ويهديهم إليه، ويهديهم إليهم، ويهديهم إليه، ما هو إلى صنعة، ما هو إلى حِرفة، ما هو إلى مظهر، يهديهم إليه، وإذا هداهم إليه وصلوا إليه، وإذا وصلوا إليه كرُموا عليه، وإذا كرُموا عليه فلا مهانةَ عليهم، لأن (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) وَمَن يُكرم فما له مِن مُهين، فإنه لا يذل مَن واليت ولا يعز مَن عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، فلك الحمد على ما قضيت.

وأنتم ترون معنى ( وليظهره ) تجتمعون وتستمعون، وغيركم يسمع وغيركم ينتفع من الإنس والجن في شرق الأرض وغربها، في ساعات قُضيت أن تتسلسلَ مِن سلسةٍ نورانية مُسندة إلى معدنِ النور، وصل إلى زماننا منها هذه الخيور، وصل إلى زماننا منها هذه الأنوار وهذه التفضلات الربانية الرحمانية القدوسية، من حضرة الوهاب السميع العليم جل جلاله وتعالى في علاه، فبارِك لنا وفي أحبابنا وهذه الأمة في خيرِك وفي برِّك وفي نظرك وفي عنايتك وفي رحمتك وفي جودك، وبارِك لنا في محبتِك لحبيبك ومحبة حبيبك لك، حتى نُسقى من كؤوس تلك المحبة شربةً ننعم بها في الدنيا والآخرة، نسعد بها في الدنيا والآخرة، يقوى لنا بها الارتباط في تمام الانضباط من غير زيغ ولا اختلاط ولا انحراف ولا اختباط يا الله.

 ربما أدخلك الليلةَ في تلك الدائرة، ربما، وما أسعدَك إذا أدخلك، هذه أبوابُ جودِه وهذه أبواب كرمه، وطرقُها مِن الأرواح الحاضرة معها، وتأمين الملائكة المتصل شأنُ الأرض بالسماء، فكأن الأرض سماء وكأن السماء أرض في تجلي رب السماء والأرض جل جلاله وتعالى في علاه، والكلُّ في قبضته، والكلَّ تحت هيبتِه، والكلُّ في رحمته، والكلُّ عبيدٌ له (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) لكن منهم أهلُ وِدادٍ منه، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) كلُّ ما قد عرفتَه أو تصوَّرته من اللذائذ لا يساوي ذرةً مِن معاني وِداد الحقِّ إذا قابلَك (سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) اللهم اجعل لنا عندك ودّاً، وفي قلوبِ أوليائك مودة.. يا الله. طرَقنا أبوابك، قصدنا أعتابَك، قدَّمنا أحبابك، فبكتابِك المُنزل ونبيَّك المرسل أجِب للسائل ما سأل، وحقِّق للمؤمِّل ما أمَّل يا الله، لم ينقطع خيرك مع توالي القرون وامتداد الأزمان، فمِن الخير الذي صبَّ على أكرم إنسان مُنساب على توالي الأوقات والدهور اللهم فوفِّر حظنا من مِنَنك الربانية وفيوضاتك الإحسانية ومنوحاتك الرحمانية، يا الله. وأنت نادِه وخاطِبه وادعُه وسله، وقل له يا الله..

واقرب إليه فهو إليك أقرب..

 وإذا خضعت حقق الهرب، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، كما لا يتعاظمه مخلوق أن يعذبه، فالأمرُ أمرُه، والملك ملكُه، والخلق عبيده، الألوهية له وحده والربوبية له وحده، وكفانا الله شرَّ الطغاة المنازعين في الربوبية والألوهية، المُعاندين لأوامرِ الله ورسله، المحسِّنين للشرور والناشرين لها بين الناس، اللهم ادفعِ شرهم عنا وعن ديارنا وأهلينا وأولادنا حتى تحيا البيوت بنور العلم والقرآن والتقوى والسنن يا الله، يظهر فيها نور جد الحسن، وتنقطع عنها وتبتعد صور الكافرين والفاجرين وأخلاقهم وأفكارهم وأصواتهم، مسلم مؤمن صيّرت بيتك محل لأصوات الفجرة، محل لصور الكفرة والمعاندين ومن لا يصلي لله، طهِّر دارك وطهّر قلبك وطهّر دارك، احيوا ديارَكم بالقرآن، احيوا دياركم بسنن سيد الأكوان، احيوا دياركم بكلام الصالحين، نوَّر الله قلوبكم، ونَّور الله دياركم، ونوَّر الله قبوركم، إذا اعتنيت بنور القلب والدار فستصل إلى قبر منور، تصل إلى قبر منور، يحسبون أنهم جعلوك في مضيق وأنت دخلت دائرة السعادة الكبيرة، يا رب نور قلوبنا، يا رب نوِّر ديارَنا، يا رب نوِّر قبورَنا، يا رب نوِّر قبورَنا، فإذا أوى أحدُنا إلى قبره يومَ أو ليلةَ أن يأويه يكون أهل الدنيا في أنوار شمس أو قمر أو كهرباء وهو في نور محبتك، في نور رضاك، وهو في نور البشارة من عندك، لا يساوي شمس ولا يساوي كهرباء، يا رب نوِّر قبورنا، نعوذُ بك من ظلماتِ القبور، نعوذ بك مِن ضيق القبور، نعوذ بك من كدر القبور، فاجعل قبر كل واحد منا ومن أهلينا روضة من رياض الجنة يا ربي، روضة من رياض الجنة، روضة من رياض الجنة، يا الله يا الله، استعد لذلك بمثل عمل يسير تقرأ آية الكرسي في كل ليلة، تقرأ سورة تبارك، كان سيدنا علي يقول ما أظن مؤمناً يعقل ينام قبل أن يقرأ آية الكرسي، يقول ما أشوف مؤمن عاقل يرضى لنفسه هكذا، آية الكرسي اقرأ آية الكرسي يتنور بها قبرك، اقرأ سورة تبارك كل ليلة، فهي المانعة من عذاب القبر والمنوِّرة لِلَحدِك ومرجعك في ذلك المكان.

 الله يجعلنا مِن أهل النور ويُدخلنا في دائرة النورِ بدرِ البدور، اللهم نوِّر به قلوبَنا، اللهم نوِّر به منازلَنا وديارَنا، اللهم نوِّر به قبورَنا يا الله، طغَى كثيرٌ مِن أعدائك على كثير منا فتراكمَت في ديارِنا صورُهم وأصواتُهم وأشرطتُهم، فطهِّر ديارَنا يا رب، واجعلها ديارَ المتقين المؤمنين الصالحين، تتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجومُ لأهل الأرض، يا الله، واجعل ذلك عُدةً لكل واحد منا وممن يسمعُنا لنورِ قبرِه ولجعلِ قبرِه روضةٍ مِن رياض جناتك يا سميع الدعاء يا مَن لا يخيِّب الرجاء يا ربَّ الأرض والسماء يا الله، وبصدقٍ وتذلُّل وأدبٍ وخضوعٍ وانكسارٍ قل له فهو الأقرب يا الله، قل له هو الأسمع يا الله، قل له وهو البصير يا الله، قل له وهو المجيب يا الله، قل له وهو الرحيم يا الله، قل له وهو الرؤوف يا الله، قل له وهو الوهاب يا الله، قل له وهو المنان يا الله، قل له وهو الكريم يا الله، ارحَم مَن استرحمك، اعطِف على من استعطفَك، واغفر لمن استغفرك، تُب علينا لنتوب، ونقِّنا عن كل شُوب، واربطنا بحبيبك المحبوب، وأرِنا ظهورَ أنواره في جميع الأقطار، ودخولَ دينه إلى جميعِ الديار، واجعلنا في ذلك أسباباً ووسائل وأنصار، آمين، آمين، آمين يا رب العالمين، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).

وصلِّ وسلِّم على وسيلتِنا إليك، حبيبِنا الداعي الدالِّ عليك، محمد وعلى آله وأصحابه، وأهل حضرةِ الاقترابِ مِن أحبابِك وأنبيائك ورسلك والملائكة المقربين وعبادك الصالحين، وعلينا ومعهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.

للاستماع إلى المحاضرة

تاريخ النشر الهجري

21 جمادى الأول 1438

تاريخ النشر الميلادي

17 فبراير 2017

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية