(228)
(536)
(574)
(311)
خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الإحسان، بحارة حصن عوض، بمدينة تريم، 16 رمضان 1444هـ ، بعنوان:
حال المؤمن في توالي مرور أيام رمضان وتذكُّر أهل بدر والإصغاء إلى نداء الرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله.. الحمد لله حمدًا يملأُ الله به القلوب، من أنوارِ الإيمان واليقين، ويلحقنا به بحزبه المفلحين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ربُّ الأولين والآخرين، ربُّ السماوات والأرضين؛ جامع الخلائق ليوم الدين؛ ففاصلٌ بينهم وحاكم فيما كانوا فيه يختلفون، فمبوِّءُ الذين آمنوا جنات تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون، ومبوء الكفار والفجار نار السعير التي تطلع على الأفئدة وهم فيها خالدون. وأشهد أن سيدنا ونبينا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمدًا عبده ورسوله، ونبيه وصفيه وحبيبه وخليله، أرسله رحمةً للعالمين بالهدىٰ وحسن الدلالة والتَّبيين، فبلَّغَ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصحَ الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، اللهم صلِّ وسلم وبارك وكرم على سيد المجاهدين، عبدك المصطفى محمد الأمين، خاتم النبيين وسيد المرسلين، وعلى آله وأهلِ بيته الطاهرين، وعلى أصحابه الصادقين الغرِّ الميامين، وعلى من والاهم فيك، واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآلهم وصحبهم والتابعين، وعلى ملائكتك المقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعدُ عباد الله: فإني أوصيكم وإيَّايَ بتقوى الله، فاتقوا الله عباد الله، وأحسنوا يرحمكم الله، {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56].
أيها المؤمنون بالله: مضت عليكم أكثر أيام الشهر المبارك الأغر، وأحوالكم مختلفة في ما بين أحدكم وبين إلههِ العلي الأكبر، في ما يحملهُ قلبه من إيمانٍ ويقينٍ وتصديق، يلزم منه تطهيرا وتنقيةً وتصفية للفؤاد عن كل ما لا يرضاه رب العباد جل جلاله، ومحبةً وأخوةً مع المؤمنين، وولاءًا لأهل الهدى والحق والدين، وبراءةً من المشركين والكافرين والفاجرين والفاسقين، ومما تنطلق بهِ عيناه ويداهُ ورجلاه وبطنه وفرجه وسمعه وعيناه، ولسانه الذي به يتكلم، إلى ماذا ينظُر؟ وكيف ينظُر؟ وإلى ماذا يسمع؟ وكيف يسمع؟ وما الكلمات التي تصدر منه في النهار وهو صائم أو في ليالي رمضان؟شهر المغانم، ما تعمله جوارحه وخطوات قدميه، وحركات يديه،وكل ذلكَ محصيٌّ عليه مجازىً بما كان من الحسنات؛ نعيمًا ورفعة ودرجات، ومكافأً على ما كان من السيئات في يي كل ما لم يعف الله عنه ويغفره له؛ عذابًا لا يُطاق يوم الميقات، {فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} [الفجر25-26].
أيها المومنون: وحالُ قلب وأعضاء أحدكم؛تُستجلى في علاقته بأهل بيته وأسرته، وبأرحامه وجيرانه، وبأصحابه وأصدقائه، ورغبة قلبه كيف يقضي وقته؟ وفرح قلبه بساعات الركوع والسجود، وتلاوة كلامِ الإله المعبود، وفرحه بالاعتكاف بالمساجد، كل ما مرت به ساعة وهو في المسجد عدَّها غنيمة، وشاهدها مِنَّةً من الله كريمة، وعلم أن خيرها كثير، وأن أجرها كبير، وندمُهُ على ما كان من ساعات تقصير وغفلة عن العلي الكبير؛ فضلًا عن ساعات تحدث بغيبة، وهي تُذْهِبُ أجر الصائم الكثير الكثير يحبط بغيبة، الصوم جُنّة ما لم يخرقها، بم يخرقها يا رسول الله؟ قال: بكذب أو غيبة، بكذب أو غيبة.
أيها المؤمنون باللهِ جلَّ جلاله: ومن كان مستفيدًا من سرِّ الصوم، وحكمة الصوم، وبركة الصوم، وفائدةِ الصوم، فإنه لا تمر عليه ليالي الشهر وأيام إلا ونورُ التقوى يشعشع في قلبه، ويكون أعظم مراده ومقصودهِ رضا ربِّه، لا يهتم قلبه بطعام ولا شراب، ولا بيت ومسكن، ولا سيارة ولا أرض، ولا زراعة ولا تجارة، ولا قريب ولا بعيد،كما يهتُّ قلبه برضوان الحميد المجيد، الملك البر الودود الفعال لما يريد، ويوقن أنه ما من فرصةٍ ليكسب بها رضوان الرب؛ إلاَّ أيام هذه الحياة، وإلاَّ من خلال هذا العمر القصير، ومن خلال هذا الأجل الذي أُجِّل له في حياة العيش الحقير الفاني الزائل، {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ*وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن 26-27].
أيها المؤمنون بالله: صاحبُ هذا القلب الذي استفاد من درس الصيام؛ يتضاعف إقباله واجتهاده في مرورِ الأيام؛ حتى يجتهدَ في العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيرها من رمضان، وقد كان مجتهدًا في أول رمضان قبل العشر الأواخر ما لم يجتهد في غيره من أيامِ العام، كذلكم كان هديُ خير الأنام، نبيُّكم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كان يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها من رمضان.
أيها المؤمنون بالله: إنَّ صاحب القلب الذي تكاسل بعد مرور الأيام الأولى، وصار في أيامه هذه إلى تواني وإلى تأخر في الصلوات وحضورها، والجماعة وتعظيمها، والتلاوة للقرآن وتدبُّر الآيات؛ عبدٌ اختل نظامه ولم يمضِ على قدم الصدق في لياليه وأيامه.
أيها المؤمن: تنبَّه، وإلى ربك توجَّه، أنت تودع العشر الأواسط، لتستقبل العشر الأواخر، فانظر كيف تستقبلها؟ إنك في موسمِ الغنائم، وفي فرصةِ القرب من الإله، والغفر للذنوب، ورفعة الدرجات، وصلاح الحالِ والمآل، ونيل رضوان ذي الجلال جل جلاله وتعالى في علاه.
وتذكر أيها المجتهد الموفق المبارك، ويا أيها المتكاسل الغافل الذي يجب عليك أن تجدد وجهتك، وتنظر في حالكَ بينك وبين ربك في ختم هذه العشر الأواسط؛ تذكروا جميعا ما كان في السنة الثانية من هجرة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، في مثل هذه الأيام، ما جاء عليه مثل هذا اليوم السادس عشر من رمضان، في العام الثاني من الهجرة، وهو لا في بيته، ولا في منزله، ولا في مستقره، ولا في بلده، ولا في موطنه، وما جاء عليه هذا اليوم إلاَّ وهو خارج البيت والمنزل والبلاد، إلاَّ وهو في قدم الجد والاجتهاد والجهاد، إلا وهو بجوار موضع بدر، اسم بئر سُمِّيَ الموضع بها بين مكة والمدينة، متهيئ في ليلته هذه ليلة الفرقان لمقابلة جيش الكفر والطغيان، جيش الاستبداد والعصيان، جيشِ الاعتداء والإيذاء للضعفاء ولمن لا ناصر له من قبيلةٍ وذي مكانةٍ في مجتمعهم، يعادون من آمن بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها المؤمنون: في ذاكم السَّفر نبيكم الأطهر في اجتهاده وإقباله ووجهته، وصلوا مثل هذه الليلة ليلة السابع إلى مكانِ بدر، ونام في الليل عامة الصحابة، ولم تنم عينُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبات مصلياً داعياً مستغيثاً، قائلاً عن صحابته: اللهم إنهم جياعٍ فأطعمهم، وإنهم ظماؤٌ فاسقهم، وإنهم ضعاف فقوهم رضي الله تعالى عنهم.
وصلُّوا معه الصبح، وتهيأوا لقتال العدو، كان عددُ الذين معه ثلاثمائة وبضعة عشر، نحو ثلاثة عشر، غائب بعضهم عن نفس المعركة نحو الثمانية، وهؤلاء عامتهم من الأنصار، وفيهم عدد من المهاجرين عليهم رضوان الله تبارك وتعالى. لِمَ كان نبيكم خارج البيت وخارج المنزل؟ لِمَ كان في هذا الحال؟ ليُبلغكم شريعة؛،ليؤدي إليكم أمانة، لينذر، لينصر دين الله، ليقيم الحُجٍّة ويوضح المَحجَّة، فما أنتم صانعون بهذه الرسالة؟وهذه الشريعة، وهذه الدين، أتصوم وتصلي وتحضر الجمعة؟ وشريعة الحق ورسوله تخرَّب في بيتك! يُظهَر على النساء الأجانب في بيتك! يُتفرَّج على المناظر القبيحة الخبيثة المحرمة النظر إليها في بيتك! تقاطَعُ الأرحام في بيتك؟ يعقُّ الوالدان في بيتك! يُتكلم بالغيبة والنميمة كل يوم في بيتك! تتعلَّقُ قلوب أطفالك وأبنائك وبناتك بفسَّاقٍ وفُجَّارٍ وأشرارٍ في بيتك! يُهجر القرآن في بيتك!
ما صنعت بشريعة الله؟ ما حقيقة إيمانك بالله؟ما حقيقة تصديقك برسالة النبي محمد بن عبد الله خاتم النبيين؟ إذا كان بيتك بهذه الصورة، تشرف على العشرِ الأواخر والقطيعة في بيتك، وربُّ السماوات ينشر لك منشورا في آياته {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُم} [محمد:22-23].
أيها المؤمن: تحقَّقْ بحقائق الإيمان، فإنه لن يفوز بالصوم وثوابه العظيم وخيره الجسيم إلا من صامَ إيمانًا واحتسابا، ولن ينال ثواب القيام وأجره والدرجات العلا به؛ إلا من قام رمضان إيمانًا واحتسابا، والصائم إيمانًا لا يتناقض صومهُ مع حاله وحال أسرته وحال آل بيته، فكيف إذا كان معِدٍّا للعشر الأواخر أن تخرج أسرته إلى السوق لمقابلةْ الرجال الأجانب، وربما كانت متعطرة، فإذا وجد الأجانب رائحةَ عطرها كتب عليها إثم الزنا، وعلى من تعمَّدَ شمَّ ريحها والعياذ بالله. وربما أظهرت من يديها أو من رجليها، وربما من عينيها ووجهها، وحلَّتْ اللعنة على الناظر والمنظور إليه، وخالفوا منهج الرحمن في كتابه، الذي هو الخير للخلائق ظاهرا وباطنا، {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ ..} ثم قال في آخر الآية {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ ...}[النور: 31] أي: حرامٌ عليها أن تتعمد ضرب رجلها، وتحريك رجلها ليظهر صوت الخلخال، وكنَّ النساء يلبسن الخلاخيل في أرجلهن، وله صوت إذا حركت الرِّجل، والرِّجل مغطاه، والخلخال مغطّى، ومع ذلك قال الجبار الأعلى: {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ ..} ماهو مايظهرن يُخْفِينَ {مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} حرَّمَ عليها أن تتعمد تحريك الرِّجل، فيسمع الرَّجُل الأجنبي صوت الخلخال في رجلها، لأن ذلك مدعاةٌ لما يلقي الشيطان في القلب من الوجهة إلى الحرام، وإرادة الحرام، وشهوة الحرام، وذاكم المرض الذي يحلُّ في القلوب، وقال عنه ربنا يؤدب أسرة نبينا والمؤمنين معهم: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ..} [ الأحزاب:32]
لا تُليِّنَ أصواتكن، ولا ترققنها عند الحاجة لمخاطبة الرجل الأجنبي، {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } وهو شهوة الحرام والعياذُ بالله، المزيِّن لها عدو الله.
أيها المؤمن: تذكَّر غزوة بدر وجهاد الصحابة الغرِّ في ذاك اليوم ورفعة الله لدرجاتهم، إنهم الذين ترجموا الإيمان عملًا وذوقًا وتحققًا وتطبيقًا، وبذلوا أنفسهم وأموالهم من أجل الإله، فهل هكذا صومك؟ هل هكذا قيامك؟ هل هكذا إيمانك؟ إن الإيمان ما وقرَ في القلبي وصدَّقَهُ العمل، وصدَّقَهُ العمل، فأقِم تصديق الأعمال في هذه الأيام والليال؛ تظفر بخيرِ الدنيا والمآل، واستمع بقلبك وأذنِك وعقلك وروحك وكليِّتِك إلى نداء ربك الذي خلقك، وهو الأرحم بك، والأعلم بما يصلحك ظاهرًا وباطنا، دنيا وآخرة، فهو ربك وربُّ الظاهر والباطن وربُّ الدنيا وربَُ الآخرة جل جلاله وتعالى في علاه.
ولا تستبدل الاستماع لكلام الله ورسوله بأن يصغي قلبك أو قلوب أحد من أهل بيتك إلى ما يدعوننا إليه شياطين الإنس والجن في شرق الأرض وغربها، ولهم وسائل الدعوة ببرامج مرتَّبَة مدروسة مرسلة بواسطة الأجهزة؛ لإفساد الأفكار، وللإنحراف في الخلُق، ولقلبِ الذوق، وللقضاء على الهوية، هوية الإيمان والإسلام، أتصغي إلى أراجيف وأقوال ودعوات أعدائك وأعداء إلهك؟
{ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} [يس:60-61]
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [البقرة:34]
{ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50]
حقِّق إيمانك بالله ورسوله المصطفى المنيب الأواه، واغنم بقية الشهر على خير حال في السرِّ والجهر.
اللهم بارك لنا في خواتيم رمضان، واجعلنا في باقيه أسعد وأكرم وأرفعَ مما كنا في ماضيه، وبارك لنا في ليلة القدر والعشر الأواخر، وأصلح لنا الباطن والظاهر، وما قذفتَ من الإيمان في قلوب أهل بدرٍ الأكابر، فاجعل لنا سرايةً في قلوبنا من نور الإيمان واليقين، نرقى بها مراتب المقربين، ونلقاك وأنت راضٍ عنا يا رب العالمين.
والله يقول وقوله الحق المبين: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]
وقال تبارك وتعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98]
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [النحل:9]
{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران:126]
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال:11-13]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ* فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال:15-18]
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأجارنا من خزيه وعذابه الأليم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا، ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الله الغفور الرحيم.
الحمد لله الخالق المبدئ المعيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين الحميد المجيد، وأشهد أن سيدنا ونبينا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمداً عبده ورسوله، سيِّدُ أهل حقيقة التوحيد، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك وكرِّم على أشرف الخلق وخير العبيد، سيدنا محمدٍ وعلى آله وأصحابه والسائرين على منهيه الرشيد، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين أهل التكريم والتمجيد، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وملائكتك المقربين، وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد عباد الله: فإني أوصيكم ونفسِيَ بتقوى الله، فاتقوا الله في مرور ليالي الشهر وأيامه عليكم، اتقوا الله في استقبالكم للعشر الأواخر، اتقوا الله في تذكركم لغزوة بدر وجهاد نبيكم وصحبه، خرجوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ليس معهم إلا سبعون بعيرًا يعتقبون عليها؛ كل ثلاثة يركبون على بعير مرة هذا ومرة هذا ومرة هذا، وليس معهم إلا فَرسان اثنان، وليس معهم من السيوف إلا ثمانية، ثمانية سيوف، وليس معهم من الزاد ما يكفيهم، وخرج عدوُّهم في تسعمائة وخمسين، ومعهم أعداد كبيرة من الجمال ينحرون كل يوم تسعةً أو عشرة، ومئتا فرسٍ مقابل فرسين اثنين، مع النبي وأصحابه فَرسان اثنان، ومع المشركين مئتا فرس، بعددٍ كبير من السيوف والرماح مع المشركين، وتقابلوا {..يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ..ۗ} [الأنفال:41] {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّة..ۖ } قليل عددكم بالنسبة للمشركين {ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ} [آل عمران:123-124]
أيها المومنون بالله جل جلاله ونصر الله العدد القليل، وأهل العدة القليلة اليسيرة تأييدًا منه جل جلاله {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ..} [الأنفال:17]
وما أُذِن للملائكة أن يقاتلوا إلا في غزوة بدر، أما بقية الغزوات والسرايا كانوا يحضرونها تطمينًا وتثبيتا ولا يقاتلون، إلا في غزوة بدر قال لهم: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ..} [الأنفال:12] قال الصحابة: فكنا نميز قتل الملائكة بسوادٍ في أعناقهم وعلى مفاصلهم {وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ..}
أيها المؤمنون بالله: وصفَّ رسولُ الله الجيش، وقال سيدنا عبد الرحمن بن عوف: نظرت عن يميني وإذا فتى صغير من الأنصار، وعن يساري مثله، فكأني لم آمن بمكانهما، فلما تهيأنا للقتال، قال: إنفرد بي الأول يقول يا أم أتعرف أبا جهل بن هشام؟ قال: نعم، قال: إذا رأيته في المعركة فدلني عليه، قال: وماذا تصنع به؟ قال: إنه بلغني أنه كان يؤذي رسول الله ويؤذي المسلمين ويسب الدين والحق، وإني آليت على نفسي إن وقع نظري عليه ألَّا أرجع عنه حتى يموت الأعجل منَّا أنا أو هو، قال: فعجبت في قوة إيمانه. هذا فتىً نحو الخامس عشر من الأنصار، لا يعرف أبا جهل، وما بينه وبينه تجارة ولا معاملة، لكن الإيمان بالله ورسوله والمحبة لله ورسوله. وهكذا يُربّى الشباب أبناء الخمسة عشر والستة عشر والسبعة عشر من أبنائنا ما فكرهم؟ على ماذا يتفرجون؟ ما رغباتهم؟ :قال ففرحت منه وعجبت، قال: فأخذني الثاني يُسارُّني ويقول لي: أتعرف أبا جهل بن هشام؟ قلت: نعم، فماذا تريد منه؟ قال: إذا رأيته في المعركة فدلني عليه، فإنني سمعت أنه كان يؤذي رسول الله ويسبه، ويؤذي المسلمين ويسب الحق والدين، وإني آليتُ على نفسي إن رأيته أن لا أرجع عنه حتى يموت الأعجل منّا، قال: فعجبت منهما، وما أحببت أن مكانهما رجلين جلدين قويين، أحببت أهل قوة الإيمان هذه، وعرفتُ أن الله يدفع عنا بهذا الإيمان، قال: فلما بدى لنا أبو جهل في أثناء المعركة
قلت: هذا صاحبكما عدو الله أبو جهل، قال فَخَرَّى عليْه، فما شبَّهتهما إلا بالصقرين يَخِرَّانِ على الجيفة، قال: فضرباه بسيفيهما حتى أثخناه وأسقطاه على الأرض، ثم ذهبا إلى رسول الله، وقالا: قتلنا عدو الله أبو جهل، قال: هذا أنا قتلته، وقال هذا أنا قتلته، قال: أمسحتُما سيفيكما؟ قالا: لا، قال: أرياني سيفيكما، فأرى هذا سيفه وهذا سيفه، قال: كلاكما قتله، القتل وقع من الإثنين عليهم رضوان الله، يطلبون رضوان الله، هكذا موالاة النبي والمؤمنين ومعاداة الكفار والفاجرين، واليوم أزياء هؤلاء الكفار، بل شرار الكفار، بل المفسدين من شرار الكفار، الذين ينشرون الأزياء الخبيثة للرجال والنساء، نتسابق عليها في بلدان المسلمين، ونشتريها بأغلى الأثمان! أهكذا يعامل الكفار؟ أهكذا يوالى أعداء الخالق القهار؟ جل جلاله وتعالى في علاه.
لكن الشابين المباركين معاذ ومعوّذ بني عفرا قالا دلنا على أبي جهل فلا نرجع حتى نموت أو نقتله، لمَ؟ لأنه يؤذي رسول الله، لأنه يصد عن سبيل الله، هكذا.
أيها المؤمنون : ثم نقبل صد الصادين عن سبيل الله، ونرتضيه في بناتنا وفي أولادنا وفي أنفسنا، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } [المائدة55-56]
أيها المؤمنون بالله: وأحد الثمانية السيوف انكسر، وصاحبه يُقاتل عليه ، قال فرجعت إلى رسول الله، قلت يا رسول أنكسر سيفي، وما معي شيء أقاتِل به، قال فالتفت إلى عود جنبه من حطب فحمله، وقال: خذ هذا فقاتل به، قال:فتناولته من يده فاستحال سيفًا ذا حديدة بيضاء مسنونًا حادًّا فقاتلت به، ثم لم يزل معه يشهد به المشاهد حتى توفي وهذا السيف معه ،عودًا قلبه الله سيفًا على يدِ زين الوجود محمد، وفي هؤلاء المقاتلين من ضُربت يده حتى تدلت على جنبه، قال: فمازلت عامة يوم أقاتل بها وهي متدلية ساقطة، قال: ثم آذتني، فتمطيت عليها برجلي حتى قطعت جلدتها، فلما انتهت المعركة حملتها، وجيت بها إلى رسول الله، وقلت: يا رسول الله هذه يدي قطعت علي في الجهاد، قال: فحملَها، وبصقَ فيها، وردَّها مكانها، فرجعت كما كانت، فهي الآن أقوى يديَّ عليه رضوان الله تبارك وتعالى. وكان تأييد الله، {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران:123]
أيها المؤمنون بالله: تذكروا الواقعة العظيمة، وارجوا أن يحشركم الله مع أهل بدر، فإن في جبريل أتى نبيكم، قال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قالوا: خيرنا يا جبريل، قال: كذلك من حضر بدرًا معك من السماء هم خير من في السماء، رفع الله قدرهم، وقال اطلع الحق على أهل بدر اطلاعا، وقال اعملوا ما شيتم فقد غفرت لكم، رضي الله عنهم وأرضاهم، ألا تذكَّروهم، وإن الله يحشر في زمرتهم في كل قرن من قرون أمة النبي محمد عددا يحشرون مع أهل بدر، فادعوا ربك أن يجعلك معهم، ولن يكون إلا بمحبتهم وموالاتهم واتباعهم والتشبه بهم.
أحيي الإيمان في قلوبنا يا رب، وقلوب أهلينا وأولادنا، واجعل العشر الأواخر من أبرك الأيام علينا ظاهرًا وباطنا، واجعلنا نكمل العدة على خير الوجوه في عافية وصلاح ونصرٍ للإسلام والحق والهدى، ورد لكيد الكافرين والفاجرين والفساق والمفسدين، يا حي يا قيوم.
وأكثروا الصلاة والسلام على نبيكم خير الأنام فمن صلى عليه مرة صلى الله عليه بها عشرا، وإن ربكم يقول تعظيما وتكريماً:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
اللهم صل وسلم على النور المبين سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد، وعلى الخليفة من بعده المختار وصاحبه وأنيسه في الغار، مؤازره في حالي السعة والضيق، خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق، وعلى الناطق بالصواب حليف المحراب أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، وعلى محي الليالي بتلاوة القرآن من استحيت منه ملائكة الرحمن أميرنا ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان، وعلى أخي النبي المصطفى والن عمه ووليه، وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب أمير مؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، وعلى الحسن والحسين سَيدَي شباب أهل الجنة في الجنة، وريحانة نبيك بنص السنة، وعلى أمهم الحورى فاطمة البتول الزهراء ، وعلى خديجة الكبرى، وعائشة الرضا، وعلى الحمزة والعباس، وسائر أهل بيت نبيك الذين طهرتهم من الدنس والأرجاس، وعلى أهل بيعة العقبة، وأهل بدر، وأهل أحد، وأهل بيعة الرضوان، وعلى سائر الصحب الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم أذلّ الشرك والمشركين، اللهم أعلي كلمة المؤمنين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم اجمع شمل المسلمين، اللهم ألّف ذات بين المسلمين، اللهم أيقظ قلوبهم من النوم والغفلات وارزقهم الاستعداد ليوم الميقات، اللهم زَودنا بأشرف في الزاد من هذه الليالي والأيام، وبارك اللهم لنا فيما بقي من أيام رمضان المبارك، ووفقنا في العشر الأواخر لزيادة الإقبال عليك والاجتهاد في طلب مرضاتك، والاستعداد للقائك يا أكرم الأكرمين.
اللهم غَنِّمنا في جمعتنا نور إيمانٍ تمتلئ به قلوبنا، ونزداد به يقينا، ونرقى به مراقٍ عليٍّة، في مراتب من قربتهم من عبادك وملأتهم إيمانا ويقينًا، اللهم كن لنا بما أنت أهله في ظواهرنا وخوافينا، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا ووالدينا، وذوي الحقوق علينا والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات بأوسع المغفرات يا واسع المغفرة، اجعل لنا الحظ الوافر الوافي من مغفرتك في رمضان، ومن رحمتك في رمضان، ومن العتق من النار ،والعتق من العذاب، والعتق من النفاق، والعتق من الذنوب والسيئات، والعتق من الغفلات، اعتقنا واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا يا أكرم الأكرمين.
وثبتنا على الحق فيما نقول، وثبتنا على الحق في ما نفعل، وثبتنا على الحق فيما نعتقد، واختم أعمارنا بالحسنى، واجعل آخر كلام كل واحد منا من هذه الحياة الدنيا لا إله إلا الله متحققاً بها وأنت راضٍ عنه برحمتك يا أرحم الراحمين.
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } وقنا عذاب النار
نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عباد الله: إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث،
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ} فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر.
17 رَمضان 1444