أسرار الحمد للرحمن ومجاليه في حياة أهل الإيمان

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، في مسجد الشريفة فاطمة بنت ناصر، في عمّان، الأردن، 9 ذو القعدة 1445هـ بعنوان:

أسرار الحمد للرحمن ومجاليه في حياة أهل الإيمان

(يمكنكم الاطلاع على الصور في أسفل الصفحة) 

نص الخطبة:

الخطبة الأولى :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمدلله الذي له ما في السماوات وما في الأرض، وله الحمد في الأولى والآخرة وهو الحكيم الخبير.

الحمدلله الذي عظمت مِنّته، واتّسعت رحمته، وجلَّت عن الإحصاء نعمته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسعت كل شيء رحمته.

وأشهد أن سيدنا ونبينا وقرَّة أعيننا ونور قلوبنا محمدًا عبدُهُ ورسوله وصفوته، وخيرته من برّيته، ختم به أنبياءه، وجعله سيد أصفيائه، اللهم أدِمْ صلواتك على الحامد المحمود الحمّاد، خير العباد عبدك المختار سيدنا محمد، وعلى آله الطاهرين وأصحابه أهل الرشاد، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التنادِ، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، مَن خصّصتهم بالفضل الذي جلّ عن التعداد، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

الابتلاء رحمة للمؤمنين:

أما بعد… 

عباد الله،، فإني أوصيكم وإياي بتقوى الله، فاتقوا الله في الغيب والشهادة، لتنالوا حقائق الفوز والسعادة.

فقد استوى عنده السر والعلن، وعظُمت منه على عباده المنن، وإن في الشدائد والمحن وما يَنال الناسَ من البأساء والضراء في هذه الدنيا لَمِنَنٌ باطنةٌ ومنحٌ خفيةٌ وسطها للمؤمنين الصابرين.

﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.

قال سيدنا عمر بن الخطاب: نِعْمَ العِدلانِ ونعمةِ العِلاوة؛

  • (عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ): عِدلان

  • (وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ):علاوة 

على ما أوتوا فضلا من حضرة الرحمن ﷻ .

وقد جعل سبحانه سُنَّته في هذه الأرض -لحِكمٍ عظيمة- أن الابتلاءات والاختبارات تمر بطوائف الناس ومختَلف أصنافهم، من أنبياء وأتباع لهم، من مُقربين وصديقين ومن عامة، ومن كافرين ومن جاحدين ومن ملحدين ومن فاسقين ومن ظالمين. 

ولكنها على الأنبياء والمؤمنين:

  • رحمة يترتب عليها تنقية بواطنهم

  • وتطهير سرائرهم

  • وزيادة إيمانهم

  • ومضاعفة أجورهم

  • واتّساع خيورهم

  • وارتقائهم الدرجات العُلى

  • وتحققهم بالعبودية للملك الأعلىﷻ، وقربهم منه، ورضوانه عنهم سبحانه وتعالى. 

وهي للجَزعين وهي للفاسقين وهي للكافرين:

  • تعجيل عقوبة يصحبها منهم السخط والتبرُّم والجَزَع

  • ثم ينالهم من كل ذلك عذابٌ شديدٌ، وبُعدٌ عن الملك المجيد

  • وزيادةٌ في السيئات وظلمات القلب والعياذ بالله تبارك وتعالى.

حال المؤمن:

وإذا وصف صاحبَ الرِّسالة حال المؤمن، قال: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له) وليس ذلك إلا للمؤمن.

وعلى قَدَرِ الإيمان، يتنعم المؤمن بامتنان وامتحان، وبرخاءٍ وشدة، وبأصنافِ ما يُنازله من مرضٍ وصِحةٍ وفقرٍ وغنى، فهو بإيمانه يعلم حكمة المُدبّر المُصَرّفِ للأمور، مَن بيده القليل والكثير والصغير والكبير، ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیر﴾.

وظهر لنا مَجْلى تحكُّمه في الوجود، لا ما يدَّعيه المدَّعون والملحدون والكافرون، مِن الذين رأوا أن المُلك مُلكهم وأن الأمر أمرهم وهم أقل وأذل، ولكن الله يختبر عباده سبحانه وتعالى فأظهر لنا مَجْلى تصرُّفه في الوجود، قال: (تُولِجُ ٱلَّیۡلَ فِی ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِی ٱلَّیۡلِ﴾.

وهل هذا لغيره؟ أَلِقُوَّة على ظهر الأرض أن تتحكم في الليل والنهار؟ أم لمُتقدمين؟ أم لمتطورين؟ أم لمن بلغوا الذروة في ما سمَّوه بالعلم، أن يقدِّموا ليلًا أو نهارًا أو يولجوا نهارًا في ليلٍ أو يولجوا ليلاً في نهار، والله إنهم تحت قهر مُولِج الليل في النهار والنهار في الليل.

العبودية لله وحده:

ولكنهم يتكبرون، ولكنهم يعاندون ولا يدركون حقيقة عبوديتهم، ولا عظمة ألوهيّة الذي ﴿تُولِجُ ٱلَّیۡلَ فِی ٱلنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِی ٱلَّیۡلِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡحَیَّ مِنَ ٱلۡمَیِّتِ وَتُخۡرِجُ ٱلۡمَیِّتَ مِنَ ٱلۡحَیِّ وَتَرۡزُقُ مَن تَشَاۤءُ بِغَیۡرِ حِسَابࣲ﴾، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ﴾.

أمة الحمد:

وجب على المؤمن أن يتعلم الحمد وخصوصًا أمة الحَمّاد، الذين وُصِفُوا أيضًا في الكتب المُنزلة في التوراة والإنجيل بأن أمته هم الحَمّادون، يحمدون الله على كل شِدة ورخاء.

وبذلك تطمئن قلوبهم ويُعجَّل لهم نعيمٌ في الدنيا؛ من السكينة والطمأنينة وحصول الثواب، حتى قال سيدنا عمر بن الخطاب: ما أُصِبْتُ بمصيبة إلا وجدت لله علي فيها ثلاث نِعَم:

الأولى :أنها في الدنيا ولم تكن في ديني، ولو أُصِبْتُ في ديني لكان خزيًا وعارًا وسببًا للعذاب، 

والثانية :أن الله يقدر أن يبتليني بأكبر منها فما ابتلاني إلا بها 

والثالثة :أنه يأجُرُني عليها ويُثيبني على ما كان منها

 فهذه ثلاث نِعم لا تُفارق أي شدة ولا أي مصيبة نزلت بالمؤمن؛ إذا عرف حق الله ﷻ وحمده.

ولا يستطيع حمده أهل السماوات والأرض، وخير الحامدين نبيكم المصطفى محمد، ومع ذلك فهو القائل في خطابه لربه: (سبحانك لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، فإن الحمد هو الثناء، والثناء بما يستحقُّ المُثنى عليه من إنعامه وإفضاله ومن عظيم قدره.

ولا يقوم بحق الحمدلله أحد، وأحمد الخلق عبده محمد ولذلك أسماؤه اشتُقَّت من الحمد، محمدٌ وأحمدٌ ومحمود وبيده لواء الحمد يوم القيامة، وهو القائل: "و لواء الحمد بيدي يوم القيامة، آدم فمن دونه تحت لوائي" .

صفات المؤمنين:

أيها المؤمنون،، سبحان المتصرِّف المقدم المؤخر، الرافع الخافض المعطي المانع، المُحْيِي المُمِيت الحي القيوم الذي بيده ملكوت كل شيء.

ويستقيم قدمُ المؤمن في هذا السبيل على أن يتصرف بما يُحِب منه الرب، مُثنِيًا شاكرًا عليه قائمًا بالأسباب كما شرع، لا يتعدى طوره ولا يجزَع ولا يضجُر، ذلك شأن من ضعُف إيمانه أو لم يؤمن، وذلك شأن من بَعُدَ ولم يقرب ولم يعرف الحقيقة، فالإنسان بطبيعته إن لم يتنور بنور الإيمان.

(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ).

وهكذا شأن الإنسان (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾.

لا جَزع ولا تكبُر ولا غُرور برخاء ولا بنِعَم، ولا ضجر ولا جزع مِن شدة ولا من كرب، بل يتعاملون في الحالين بما يحبه منهم ربهم، من الرجوع إليه والإنابة، والتلبية لندائه وحسن الاستجابة، بإقامة ما أمر والابتعاد عما نهى عنه وزجر.

أسباب البلاء:

ويعلمون أنه ما يصيبهم شيء إلا وله سبب من أعمالهم، ﴿ظَهَرَ ٱلۡفَسَادُ فِي ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ بِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾.

﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ﴿وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ يُؤَاخِذُكُمْ بِبَعْضِ الذُّنُوبِ فَيُعَجِّلَ لَكُمُ الْعَذَابَ، فَمَنِ اعْتَبَرَ وَادَّكَرَ سَامَحَهُ وَعَفَا عَنْهُ فِي بَقِيَّةِ ذُنُوبِهِ. 

ومن أصرَّ واستكبر والعياذ بالله تبارك وتعالى فحاله حالُ ﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحمدلله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

أي: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحمدلله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

أي ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ) أوتوا شيئا مما يُغْرَون به أو يَغترّون به، وقالوا قدرنا وانتصرنا وبيدنا وصنعنا القرار وتقدمنا وأخّرنا، وبعد قليل تتقلب الأمور عليهم، وإذا بهم عبيد لا يقدرون من الأمر شي وتتلخبط حساباتهم يمنة ويسرة، ويؤولون إلى جبار قهار يحاسبهم على القليل والكثير والصغير والكبير والنقير والقطمير ﷻ، (وَنَضَعُ ٱلْمَوَٰزِينَ ٱلْقِسْطَ لِيَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْـًٔا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍۢ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ).

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالحمدلله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

الاستدراج الإلهي:

والعياذ بالله تبارك وتعالى من المكر الذي لا يُطاق والاستدراج الذي يَضيق به الخِناق، على من لم يتأدب مع الخلاق، ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾.

شكر الله على النعم:

ألا فاحمدوا الذي جعلكم في أمة محمد وجعلكم في المؤمنين، وجعلكم تقيمون هذه الصلوات وتأتون إلى هذه الجُمعات، فوالله لولا توفيقه ما قدرتم على شيء من ذلك، ثم والله من صدق منكم في القيام بهذا وحضر قلبه وعمل بمُقتضاه فهو كاسب السعادة في الغيب والشهادة في الدنيا والآخرة.

فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾.

﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ على من يشاء.

املأنا يا ربنا بالإيمان واليقين، واجعلنا من الهداة المهتدين، واجعلنا من الشكّارين الذكّارين الحمّادين الراكعين الساجدين، وأثبِتنا في ديوان من كتبت لهم السعادة الكبرى، في الدنيا والآخرى، فرّج كروب أمة النبي محمد، وانظر إلى المؤمنين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وفي غزة ورفح والضفة الغربية وفي جميع أقطار فلسطين، وفي جميع الشام واليمن والشرق والغرب، نظرة ترفع بها البلايا عنا وعن أمة حبيبك محمد في الظواهر والخفايا يا رب العالمين.

والله يقول وقوله الحق المبين: ﴿فَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾، وقال تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وثبتنا على الصراط المستقيم، وأجارنا من خِزْيه وعذابه الأليم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولوالدينا ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية :

الحمدلله وهو أهل الحمد، وهو المحمود على كل حال ولا يُحمد على مكروه سواه، فإن المكروه إذا كان من فعله كانت فيه المَثوبة ورفعة الدرجة وتكفير السيئات، فهو المحمود على المكروه ولا يُحمد على مكروه سواه -جل جلاله وتعالى في علاه- 

وأشهد أن سيدنا ونبينا وقُرة أعيننا ونور قلوبنا محمدًا عبده ورسوله، سيد الحمّادين، وسيد الشاكرين، وسيد الذاكرين، وسيد المُنيبين، وسيد الخاضعين لرب العالمين.

اللهم أدِم الصلاة على النور المبين عبدك الأمين سيدنا محمد وعلى آله وأهل بيته الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، ومن والاهم فيك واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآلهم وصحبهم والتابعين، وعلى ملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

صلوات لا غاية لها ولا منتهى دون علمك، ترفعنا بها أعلى المراتب، وتكفينا بها المصائب والنوائب، وترزقنا بها الإنابة إليك والخشية منك يا كريم يا واهب، يا جزيل المواهب.

الحمدلله سبب دخول الجنة:

أما بعد.. 

عباد الله،، فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله في تعلُّم الحمدلله، فهو بضاعتكم وهو واجبكم وهو مهمتكم وهو سبب رِفعة قدركم عند الله.

وإن أول من يدخل الجنة في القيامة هذه الأمة، وأول من يدخل من هذه الأمة الحَمّادون.

الحَمّادون الذين يرون منّة الله عليهم في كل شدة وفي كل رخاء، وفي كل يسر وفي كل عسر، وفي كل راحة وفي كل تعب، يعلمون الأجر منه ويعلمون الفضل منه، ويعلمون أنه أرحم بهم من أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم.

الاختبارات الإلهية وقرب نصر الله:

أيها المؤمنون بالله، سبحان الرحيم بعباده المؤمنين، وما يجري لهم ما يجري الامتحان واختبارًا في سنةٍ سَنَها ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾.

﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.

ألا إن نصر الله قريب، ولابد أن ينتهي الأمر في هذه الدنيا إلى أن تعلوَ كلمة الله، ولأن يظهر دين سيدنا محمد في كل بيت من بيوت الأرض، تصوّر وتخيّل المِنة الربانية في كل بيت من بيوت الأرض "حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر ولا شجر ولا حجر إلا دخله ديني بذلة ذليل أو عزّة عزيز".

أعزنا بدينك يا رب، وأعزنا بنصرتك ونصرة رسولك يا رب، ولا تجعل فينا ولا في أهلينا ولا أولادنا من يُذل بعزة هذا الدين لكفرانه ولجحوده ولعصيانه، أعزنا بعزة الدين يا عزيز، وأعزنا بما أعززت به المؤمنين يا من له العزة كلها جميعًا، لا إله إلا أنت سبحانك، كُنت مُجيبًا عليمًا سميعًا.

الحمدلله تملأ الميزان:

أيها المؤمنون بالله ﷻ ، والحمدلله تملأ الميزان، قال نبينا: "الحمدلله تملأ الميزان"، أي ثوابها -إذا جُسِّمَ- ملأ كفّة الميزان، وكفّة الميزان أوسع مما بين السماء والأرض، سبحان الله والحمدلله تملأ ما بين السماء والأرض، والحمدلله تملأ الميزان، والحمدلله تملأ الميزان.

أيها المؤمنون بالله ﷻ، ما أعجب حمد الله لمن عرف عظمة الله، وعرف حكمة إجراء الله الأقدار والأقضية، وعلِمَ أنه ليس من شيء إلا وللمؤمن الصادق فيه خير، كائنًا ذلك ما كان.

التعامل مع الشدائد:

  أيها المؤمنون بالرحمن ﷻ، يوحي إليكم أنفسٌ وشياطينُ من الإنس والجن أن تجزعوا وأن تتَبرموا وأن تتَضجروا، وأن تعاملوا الأشياء بغير ما شرع الله فاحذروهم، وتعاملوا مع الرخاء ومع الشدة بما شرع الرب، وبما أحب سبحانه وتعالى، فإن في ذلك فوزكم وسعادتكم في الدارين.

احذروا الجزع والسخط، واحذروا التكبر والعجب بشيء من القدرات أو من النعم، وسخّروا ما في أيديكم لما فيه نفع العباد، فإن خير العباد أنفعهم للعباد وأحبهم إلى الله أنفعهم لعباده وخلقه.

   أيها المؤمنون بالله، أنتم في الأمة الحَمّادين فاشكروا الذي جعلكم في خير أمة، واحمدوه في كل شدة ورخاء، وانصرفوا بالجمعة والقلوب ممتلئة بسر الحمد، حتى تلقونه حَمّادين تحبون لقاءه، وهو وهو وهو وهو يحب لقاءكم.

وهو وهو سبحانه وتعالى، من أنت حتى يحب لقاءك ملك الملوك جبار السماوات ورب العرش العظيم يكرمك بهذا؟

وتشهد ملائكته في السماوات أنه يحب لقاءك بأمر يسير تبذله! صدقٌ معه وإنابة إليه، وأدب وخضوع لجلاله، واتّباع لحبيب محمد ﷺ ويقينٌ بما قال وما قال حبيبه، فتلْقاه وهو يحب لقاءك.

وهو يحب.. من هو؟ وهو من هو؟ يحب لقاءك، ما أسعدك إذا لقيته وهو يحب لقاءك، فلا تعلم نفس ما يُنازلك، ولا تعلم نفس ما ينالك من النعيم والألطاف والسعادة الكبرى، لا تعلم نفس ما أُعِد لك إذا لقيته وهو راض عنك، إذا لقيته وهو يحب لقاءك، فتعلم محبته وإن حمده وشكره من أسباب استنارة القلب بنور محبته حتى تحبه فيحبك.

قوم يحبهم الله ويحبونه:

    واعلموا أنه لا تمر بالأمة أحداث يزيغ فيها من يزيغ إلا هيأ الله قلوبًا تصدق معه، قال عنهم في كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ﴾.

انظروا الإعداد لهم من أين؟ ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ﴾ أي هيئة تَعدُّهم؟ أي حكومة تَعدُّهم؟ أي مؤسسة تَعدُّهم؟ قال: ﴿يَأْتِي اللَّهُ) لِيُعِدَّهُمْ (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾.

ألا فلا تقعوا في الشرك الخفي، أن تظنوا أن لكم الاستقلال في تقديم أو تأخير أو نفع أو ضر ولكن تسببوا في ذلك، ولا تقعوا في الإهمال والتقصير وتظنون أنكم معفوّون عن ما في وسعكم من إقامة الأسباب ومن بذل ما تستطيعون، فكونوا على الصراط المستقيم.

فمن الناس من ظن التقديم والتأخير بيده وقد زاغوا وظلّوا، ومنهم من عذر نفسه في أن يقوم بالمستطاع وقال الأمر لله، الأمر لله وقد أعطاك ما تستطيع وأمرك أن تبذله، فَقُم بحق الله، وهذا هو الصراط المستقيم، لا يمْنة ولا يسْرة، ولكن وسطًا عدلًا في معرفة أن الأمر له، وهو المقدم وحده والمؤخر، والرافع والخافض، والضار والنافع، والمسعد والمشقي، والمقرب والمبعد -جل جلاله- وأداء لما يحب من العمل الصالح، وبذل للوسع في طاعته ورضاه. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾.

خاتمة الدعاء:

اللهم لك الحمد شكرًا ولك المنّ فضلًا، فانظر إلينا، واجعل قلوب الحاضرين في هذه الجمعة من القلوب الحمَّادة لك، اللّاهَجَةِ بشكرِك وذكرِك، والقائمة على حسن عبادتك حتى يلقاك كلٌ منا وأنت راضٍ عنه، يحب لقاءك وأنت تحب لقاءه يا كريم.

وأكثروا الصلاة والسلام على سيد الحمّادين، فَمِن حمْدكم لله أن تعرفوا قدر عبده الأمين، وأن تُكثروا الصلاة والسلام عليه ليلًا ونهارًا، وخصوصًا يوم الجمعة وليلتها، كما أمر بذلك: "أكثروا من الصلاة عليّ في الليلة الغرّاء واليوم الأزهر".

وتوجهوا إليه ﷻ:

  •  ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، فإن من نتائجها ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ﴾

  • وقولوا: ﴿حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾، فإن من نتائجها ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ﴾.

واصدقوا مع الله، وأكثروا الصلاة على هذا المصطفى، فمن صلى عليه واحدةً صلى الله عليه بها عشر صلوات.

وهو القائل كما روى الترمذي في سننه وغيره: "إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة".

وإن الله أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بالملائكة وأيّه بالمؤمنين، فقال مخبرًا وآمرًا لهم تكريمًا: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللهم صلِّ وسلم على العبد المجتبى المختار سيدنا محمد خاتم النبيين، وسيد المرسلين وإمام الذاكرين وأشكر الشاكرين، وعلى آله وأهل بيته الغر الميامين. 

وعلى الخليفة من بعده المختار، وصاحبه وأنيسه في الغار، مُؤازِره في حالَيْ السعة والضيق، خليفة رسول الله سيدنا أبي بكر الصديق 

وعلى من نشر العدل في الآفاق فاشتهر وقام بحق الأمر وبه ائتمر، وخضع للملك العزيز جل جلاله وتعالى في علاه فيما بطن وظهر، أمير المؤمنين سيدنا الفاروق عمر 

وعلى الناصح لله في السر والإعلان، من استحيت منه ملائكة الرحمن، منفق الأموال رجاء رضا المنان، ومُحيي الليالي بتلاوة القرآن، أمير المؤمنين ذو النورين سيدنا عثمان بن عفان، 

وعلى أخي النبي المصطفى وابن عمه، ووليه وباب مدينة علمه، إمام أهل المشارق والمغارب، ليث بني غالب، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، 

وعلى الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة في الجنة، و ريحانتي نبيّك بنَصِّ السنة، 

وعلى أمهما الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى خديجة الكبرى وعائشة الرضى، وأمهات المؤمنين، وبنات سيد المرسلين، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم، وعلى الحمزة والعباس، وسائر أهل بيت نبيّك الذين طهرتهم من الدنس والأرجاس.

وعلى أهل بيعة العقبة، وأهل بدر، وأهل أحد، وأهل بيعة الرضوان، وشهداء موتة، وعلى جميع الصحب الأعيان ومن تبعهم بإحسان، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا رحمن.

اللهم لا تصرفنا من جمعتنا إلا بقلوب مستضيئة بأنوار الحمد لك، والإقبال الصادق عليك، والتوجه بالكلية إليك، وثبتنا على ذلك حتى نلقاك، واغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا والمتقدمين في مساجدنا هذه، ووالدينا ومشايخنا وذوي الحقوق علينا، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، وخذ بيد ملك البلاد عبد الله بن الحسين إلى ما تحب وإلى ما ترضى وإلى ما فيه الخير للعباد والبلاد، وإلى ما هو أحب إليك وأنفع للخلق، على ما هو أوفق بشريعتك الغراء وملة حبيبك سرًا وجهرًا، وخذ بيد من معه على الخير والهدى، وادفع عنا وعنهم وعن أهل هذه البلاد وعن بلداننا أهل الزيغ والضلال، والفسق والفساد والشر والضر والظلم والطغيان.

اللهم وعجِّل بنصر المؤمنين في فلسطين، وبنصر المؤمنين يا رب العالمين في جميع بقاع الأرض، وبرفع الكرب والشدائد عنهم وعن أهل السودان وعن أهل الصومال، وعن أهل ليبيا وعن أهل الشام وعن أهل اليمن، وعن المسلمين في المشارق والمغارب، يا كاشف الشدائد يا كاشف الضر، يا من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، ويجعل المُقبلين عليه خلفاء الأرض، لَا إِلَهَ مَعَكَ وَلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ.

فتداركنا والمسلمين بفرج عاجل، ولُطف شامل، وأصلح لنا شؤوننا في الدارين، وحلِّنا بكل زين، وخلّنا عن كل شين، واجعلنا لنبيّك قرة عين، وأولادنا وأهلنا، واشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وأصلح ظواهرنا وخفايانا.

تمادى المتمادون من الطاغين والمجرمين، والمعتدين والظالمين على المسلمين في أرواحهم وفي دمائهم، وفي أرزاقهم وفي أموالهم، وفي حسهم ومعناهم.

اللهم فعجل بكشف الغمة، وأجلِ عنّا الظلمة، وادفع عنّا النقمة، وارحمنا يا واسع الرحمة، وأعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، اللهم ونستغفرك لنا وللمؤمنين والمؤمنات فاغفر لنا وأبعد البلاء عنا، وسامحنا فيما جنينا وتولنا بما أنت أهله ظاهرا وباطنًا.

اللهم فرّج كروب الأمة، وعامل بمحض الجود والرحمة، وبارك في أعمارنا وارزقنا صرفها فيما يرضيك عنا، وبارك للأمة في أشهر الحج، وفي الأشهر الحُرُم، ولا تجعل فينا من يظلم فيها نفسه، واجعلنا من أهل الصدق معك والإقبال الكليّ عليك.

﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾.

﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.

﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.

﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.

(وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَىٰنَا فَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَٰفِرِينَ). 

﴿رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾.

برحمتك يا أرحم الراحمين، نسألك لنا وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيّك سيدنا محمد، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

عباد الله،، إن الله أمر بثلاث ونهى عن ثلاث (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون﴾.

فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾.

 

 

 

 

تاريخ النشر الهجري

09 ذو القِعدة 1445

تاريخ النشر الميلادي

16 مايو 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام