العلامة الحبيب عمر بن حفيظ:
استقوا من هذه المجالس؛ ما يملأ قلوبكم باليقين، الذي هو أعلى وأشرف ما يَنزِل من السماء إلى الأرض؛ وهذا اليقين الذي يُثمِر المقامات والأحوال الشريفة كلها، التي بتحصيلها على ظهر هذه الأرض تُهَيَّأ المراتب والدرجات في الجنات لأهل الجنات.
بمثل هذه المجالس تتلقَّى القلوب، تتلقى العقول، تتلقى الأرواح؛ سِرَايات تَسرِي من:
- - ذِكر الحق تبارك وتعالى،
- - وإفاضة هذا المذكور بذكره الكريم لمن يذكره جَلَّ جلاله،
- - وبتجنيده ملائكة من ملائكته لحضور هذه المجالس، وللتأمين على دعاء الداعين فيها، ولمشاركة الذاكرين فيها،
- -ثم ما يُحاورهم به في كل مجلس يُعقَد على ظهر الأرض يُقصَدُ به وجه الله.
اعلموا قدر هذه المجالس، وما يُدَار فيها، وما يَتنَزَّل فيها، وما يَهَبُ الله لأهليها! :
- - كيف وفيها: "أنْ قوموا مَغفورًا لكم قد بُدِّلَتْ سيئاتُكم حسَناتٍ"!
- - كيف وفيها: "هُمُ القَوْمُ لا يَشْقى بهِمْ جَلِيسُهُمْ"!
- - كيف وفيها: "إذا مررتُم برياضِ الجنةِ فارتَعوا"!
- - كيف وفيها: "ما غنيمة مجالس الذكر؟" فيقول: "غنيمةُ مجالسِ الذِّكرِ الجنَّة".
إن المزايا والمِنَح والمواهب الموهوبة من فيض فضل الله لخيار هذه الأمة؛ لم تنقطع ولم تَرتَفِع، ولم تُحجَب عن الأمة؛ ولكن :"إنَّ لربِّكُمْ في أيامِ دهرِكُمْ نفحاتٌ ألا فتعرَّضوا لها".
وهذا التعرُّض بِصدق الوِجهة من كل واحد منكم، وما يريد أن يَدِينَ الله به في عمره وبقية عمره.. فِكرا واعتقادا، وقولا وعملا، ومعاملة مع الصغير ومع الكبير.. على منهج البشير النذير والسراج المنير ﷺ.
خذوا النصيب الوافي العظيم الكبير من سِرِّ هذا الإقبال على الله والوِجهة إليه، بأن:
- - تتشرَّفوا بالتبعية لخير البرية ﷺ،
- - وتَسْلَمُوا من كل دعوات السوء والفساد والشر التي يقودها إبليس وجنده من شياطين الإنس والجن.
اللهم اجعلنا محبوبين لك ولحبيبك محمد ﷺ في عافية، وأَجْرِ على أيدينا نصرتك ونصرته، وإحياء كتابك وسُنَّتِه، وخدمة شريعته ومِلَّتِه وسُنَّتِه وملته وأمته، على خير الوجوه وأكملها وأعلاها وأفضلها، يا خير مجيب وأكرم مستجيب.
____
محاضرة مكتوبة بعنوان: مجالس الذكر والعلم وامتداد حبل الدلالة على الحق على لسان ويد رسوله عبر القرون وآثار ذلك
ضمن سلسلة #إرشادات_السلوك، ليلة الجمعة 13 جمادى الأولى 1446هـ
لقراءة المحاضرة كاملة أو الاستماع:
لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):
04 جمادى الآخر 1446
