فوائد من محاضرة : لمن العزة؟ ومن أحق بالأستاذية في البشر وتولي إرشادهم وهدايتهم؟
فوائد من محاضرة :
لمن العزة؟ ومَن أحق بالأستاذية في البشر وتولِّي إرشادهم وهدايتهم؟
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، ضمن سلسلة إرشادات السلوك، في مصلى أهل الكساء بدار المصطفى بتريم
ليلة الجمعة 1 جمادى الأولى 1444هـ
- حقٌّ على من أُكرِم بسماع كلامِ الله، فآمنَ وصدَّق المصطفى محمد بن عبدالله، أن يقومَ في هذا المجال والمضمار لمَن يعيش معهم في هذا العالم، مدةَ عمرِه بدعوتِهم ودلالتِهم وإرشادِهم إلى ما أنزل اللهُ وبعث به مصطفاه، ولا يجوز أن يقاومَ هذا أو أن يقابلَه، أو أن يحلَّ محلَّه، توجيهاتٌ مستوحاةٌ مِن وحيِ نفوسٍ مقطوعة، وعقولٍ ناقصة غير منوَّرة، يدَّعون بها الأستاذية، ويدَّعون بها الإمامة والتقدّمَ على الناس.
- الحقُّ على ظهرِ هذه الأرض أن يُنشرَ ويُبلَّغ ويُذاع خبرُ اللهِ وشريعتُه ودينُه وما بَعثَ به مصطفاه صلى الله عليه وسلم، وأتباعه هم أهلُ الأستاذية بحقٍّ في الأرض، هم أهلُ الإمامة والتَّقدِمة بحقٍّ على ظهرِ الأرض، هم الذين يستحقون ذلك، هم ورثةُ مَن قال ربُّكم عنهم: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) فلَهم هذه التَّقدِمةُ والكرامةُ، في الدنيا والبرزخ والقيامة، وكلٌّ منهم يقدُم قومَه.
- يا رب .. قلوب الحاضرين والسامعين ومَن معهم مِن المؤمنين، مننتَ عليها بالهداية إلى أن لا إله إلا أنت وحدكَ لا شريكَ لك وأنَّ محمدًا عبدُك ورسولُك، فثبِّتها على ذلك وقوِّمها وقوِّها، ووسِّع لها الآفاقَ وأعِنها على القيامِ بحقِّ هذا لأدائه لبقيَّة المكلَّفين على ظهر الأرض، يارب فهم الذين يجبُ أن يكونوا مكانَ الدَّلالة، ومكان الإرشاد، ومكان الهداية، ومكانَ التبيين عن الحق سبحانه وتعالى، وعن رسولِه الأصدق صلى الله عليه وسلم.
- يا كلَّ عاقلٍ مِن إنسٍ وجنٍّ على ظهر الأرض، يعيشون معنا أو يصلُهم هذا النِّداءُ مِن بعدنا، (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ)، فوالله لن تحصِّلوها في حضاراتِهم، ولا في ألاعيبهم، ولا في أسلحتِهم، ولا في دُولهم، (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) فاطلبوا لكم مكانًا عند الإله الذي خلقَكم يُعزُّكم والعزُّة له وحدَه، ومَن لم يُعِزّه فهو المُهان، (وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء).
- يقول سبحانه وتعالى (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، فمُحاسِبُهم عليه، كلُّ كذب وكلُّ خيانة وكلُّ دجل وكلُّ تلبيس وكلُّ تدليس، لا يحسب أصحابُه أنه إن مرَّ على فئاتٍ مِن الناس، وظفروا به بشيءٍ مِن المتاعِ الحقير، أنهم فازوا وسعدُوا!! وراءَهم محاسب، وراءَهم مُراقب، وراءَهم مؤاخذٌ لهم بما فعلوا.
- فيا مَن أُكرِمت قلوبُهم بنورِ لا إله إلا الله، اعلموا ما أعزَّكم اللهُ به مِن هذا الدين، فلا تضيِّعوه، ولا تذلُّوا أنفسَكم وتُهِينوها لعدوِّكم مِن إبليس وجندِه مِن شياطينِ الإنسِ والجن، لا تجعلوا لهم مكانةً ليسوا فيها، ولا تفتحوا لهم أبواباً عزيزةً عليهم مِن قلوبكم، افتحُوها لمولاكم ومُعزِّكم ومَن ائتمنَه على هدايتِكم، وصلاحِكم ونجاحِكم، عبده الذي لا ينطقُ عن الهوى، محمد صلى الله عليه وسلم.
لقراءة المحاضرة كاملة:
للاستماع إلى المحاضرة:
02 جمادى الأول 1444