فوائد من محاضرة: في جامعة معدن الثقافة الإسلامية، بولاية كيرلا، الهند

فوائد من محاضرة:

للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في جامعة معدن الثقافة الإسلامية، بولاية كيرلا، الهند، ليلة الجمعة 22 شعبان 1446هـ

____

تستقبلون شهر رمضان، الشهر الذي هو سيد الشهور، الموسم العظيم لأمة النبي العظيم، تفرح به قلوب المؤمنين وتتروَّح أرواحهم، وتنشرح صدورهم وتُصفَّى صفحاتهم من جميع الذنوب.

من أول ليلة تُفتح أبواب الجنان فلا يُغلق منها باب الشهر كله، وتُغلق أبواب النيران فلا يُفتح منها باب الشهر كله، وينادي المنادي في كل ليلة من رمضان: "يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر".

من يستشعر الاستعداد لشهر رمضان من قبل رمضان، وينوي أن يقوم بحقوق رمضان وإحسان الصيام والقيام؛ فهو مِمن يبغي الخير.

"إن لله في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار" ، وفي رواية: "ألف ألف عتيق من النار" (أي مليون). فإذا كان آخر ليلة أعتق مثل ما أعتق من أول الشهر إلى آخره، وغفر لجميع المسلمين إلا هؤلاء الأربعة - والعياذ بالله:

العاق لوالديه
القاطع لأرحامه
وشارب الخمر والمسكرات
ومَن بينه وبين إخوانه المسلمين شحناء وعداوة

وويل لمن أدرك رمضان فلم يُغفَر له! إن لم يُغفر له فيه فمتى يكون الغفران؟

ها أنتم بين يديه، تستغفرونه وتطلبون حوائجكم وتصلون على نبيه محمد ﷺ، وتتذكرون تعاليمه وهديه وإرشاداته على ألسُن العلماء، أرباب السند المتصل إلى رسول الله ﷺ، على قدم أهل السنة والجماعة، من الذين يَجمعون ولا يُفرِّقون، ويُؤلِّفون ولا يُنفِّرون، وقامت بينكم المدارس والمعاهد والمجالس لذكر الله جل جلاله.

وكلها أسباب رضوان الله، وأسباب دفع البلايا والآفات والرزايا والعاهات، ونزول الرحمة وحصول الألطاف من الله في واقع الناس.

اللهم انظر إلينا يا رحمن وأكرمنا يا منَّان وأصلح لنا كل شأن، وبارك لنا في خاتمة شعبان، وبلِّغنا رمضان جميعاً واجعلنا من خواص أهله، من خواص من يقومه إيماناً واحتساباً ويُقبل عندك، ويصومه إيماناً واحتساباً ويُقبل عندك.

يا ربنا انظر إلينا، وانظر إلى المؤمنين في الهند وفي آسيا، وفي الحرمين الشريفين وفي اليمن وفي الشام، وفي العراق، وفي المغرب وفي مصر وفي جميع بقاع الأرض؛

نظرة تزيل العنا عنا وتُدني المنى ** مِنا وكل الهنا نعطاه في كل حين

يا أرحم الراحمين أصلح الأمور واشرح الصدور وادفع الشرور.