(339)
(535)
(364)
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ (38)) وجعلَ الوحي إلى أُمه من المِنَّة عليه، فإن الله تعالى اختارها أُمًا لموسى وأكرمَها، ومنهُ ما أوحى إليها: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ): بالإلهام، وما يحصُل من رؤيا المنام الصادقة.
(إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰ) الوحي أقسام -وهو إعلامٌ في خَفاء-:
كل هذا الإعلام في خفاء يُقالُ له وَحي، والوَحي بالنبوة والرسالة انقطعَ بانتقال سيدنا محمد إلى الرفيق الأعلى.
(وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي)
(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي (41))
(وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي (39))

(اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) لا تعجَزا ولا تضعُفا في ذكري، ما طلبته؛ لتذكُرني كثيراً وتُسبِّحني كثيراً؛ هذا زادكم وبه إمدادُكم، لا تُقصِّروا فيه، لا تغفَلا عن ذِكري ولا تَضعُفا وتُقصِّرا في ذكري.

(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا ..(44))؛ لأن هذه مُهمة الأنبياء وأتباعهم يبحثون:
كان نبيُّنا إذا بعث سرِيَّة من السرايا إلى المحاربين من الكفار يقول: "ادعوهم إلى الإسلام، فوالله لأن تأتوني بإسلامهم أحب إلي من أن تأتوني بأموالهم وسباياهم"، أفضل أن تأتون لي بخبر إسلامهم وإنقاذهم فهذا هو وَصْفُ الأنبياء.
(فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا) لماذا؟ قال: ابذُلوا الوُسعَ بما آتيتكم من أسباب ناوينَ هدايته؛ لأن هذه عبادتكم لي، وأنا أهدي من أشاء، عبادتكم لي أن تنوُوا هداية الخلق.

(إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ) يقول عُلماء التوحيد: فلو فرضنا أنه جِيء بنملة -ذرَّة سوداء- فوُضِعت في صخرةٍ صمّاء فرُمِيَت في أعماق البحر، وجاءت ظُلمة الليل، فكان الرحمن الخالق يراها ويسمع دبيبَها ويرى عظامها والمُخَّ في عظامها سبحانه.

زكّى الله لنا النفوس، وربَطَنا بحبيبه محمد ﷺ حتى يجمعنا به في الحِمى المَأنوس، ثبَّتنا على دربه وسقانا من شُربِه، ورزَقنا كمالَ الإيمان واليقين والصدق والمحبة.

_____
تفسير سورة طه -4- من قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) إلى الآية 50
ضمن دروس التفسير للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في جلسة الإثنين الأسبوعية، 13 رجب الأصب 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/uBxBQeo6D2M?t=1682
30 رَجب 1446