14- اقرأ: الدرس الرابع عشر من دروس التفسير في رمضان:

لماذا يحدث التفرق بين الناس بعد ما جاءهم العلم؟ كيف يمكن التمييز بين الخلاف المقبول والتفرق المذموم في الدين؟

تفسير سورة الشورى -04- من قوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك.. } الآية 13 إلى الآية 15

 للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح الجمعة 14 رمضان 1446هـ

للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:

https://omr.to/q-alshura4

للمشاهدة:

https://youtube.com/live/meUQq2PHa1g

فوائد من الدرس:

أصل الدين وتنوع الشرائع:

(شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا..): كان أصل الدين: من الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والصوم والحج إلى بيت الله الحرام، وتحريم الزنا واللواط والسرقة والظُّلم وأمثال ذلك؛ دينٌ واحدٌ مُجمَع عليه لا اختلاف فيه.

- أما عدد الصلوات وكيفيّاتها، وكيفيّة الطهارة لها، وما يتعلّق بعد ذلك بالمُحرّمات والواجبات الأخرى؛ فجعل الله لكلِّ نبيٍ لقومِه شِرعة ومِنهاجا في ذلك الأمر، بما يتناسب معهم ومع عصرهم ومع أحوالهم.

الذي يستقِرُّ ويستقيمُ به حال المُكلَّفين من الإنس والجن في أي زمان من الأزمان، وفي أي مكان من الأمكنة إلى أن تقوم الساعة؛ منهج الله وشريعته الذي جاء به محمد ﷺ.

(وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ)؛ حَسَد، يَحْسدون بعضهم البعض، يقومون يَتَخالفون لأجل الأغراض؛ لأجل المصالح الفانية اختلفوا.

مكائد الشيطان وهدفه في التحريش:

(وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) لا يُوقِع في الافتراق في الدين -أي أصوله أو الأمور الواضحة فيه- ؛ إلا الأهواء والشهوات والبَغي والحسد، ومن تخلَّى عن ذلك فلا يتجرَّأ على انتهاك حُرمات الله بالبُغض أو السب أو الشتم إلى أحدٍ باسم مَذهب، ولا باسم منطقة، ولا باسم قبيلة؛ ولا بأي غرض من الأغراض.

قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ" يعني هذا غاية ما يطمَع إليه إذ فاتَهُ أن يُحوِّل المُصلِّين إلى مُشركين فيُفرِّق بينهم، حتى يُنسَب الشِّرك إلى أخلص الأمة توحيدًا، وأعظمهم يقينًا ويُسَمُّونهم مُشرِكين بالهوى، وبعدم الانصياع للحقيقة فيما جاء به الله ورسوله ﷺ!

كان ابن عباس يقول: عمدتم إلى الآيات التي أنزلها الله في أهل الشرك فصرفتموها إلى أهل الإيمان والتوحيد.

المجتبون والمنيبون:

(اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ) صنفين: 

• - صنف مَخطوب، محبوب مجتبى.
• - وصنف مُجتهد، سالك، مُتحبِّب، مُحبّ.

1. الأول: (يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ)، اجْتِباء واصْطِفاء من فوق؛ سبق له جذب الإله إلى قُربه ومعرفته ومحبته، وهؤلاء كلّهم عُبّاد وكلّهم مُقبِلون على الله وزُهّاد؛ ولكن سَبَقت هذه المعرفة من قبل.
2. - والثّاني: (يَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ): "ما يزالُ يتقرَّبُ عبدي إليَّ بالنَّوافلِ" بعد أداء الفرض، "حتَّى أحِبَّهُ".

تَظهَر عليه آثار المحبّة والقرب بعد الاجتهاد وبعد المُجاهدة، وهؤلاء الأكثر، وهؤلاء خلاصة يختصّهم الله.

(اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ)، (يَجْتَبِي): يصطفي وينتقي وينتخب من يشاء؛ كالأنبياء وخواص الصالحين من عباده، من بطن أمهاتهم وهم على نور، يخرجون إلى الأرض وهم على نور وعلى هدى.

نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alshura4

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #سورة_الشورى #القرآن #تفسير #دروس_رمضان #درس_الفجر #درس_التفسير #تريم #حضرموت #عاجل #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran