اقرأ: الدرس الثامن من دروس التفسير في رمضان:

كيف تعرج روحك إلى عالم الملكوت من خلال العبادة؟ كيف تدوم صداقاتك في الآخرة؟ هل سمعت عن قصة ثوبان وكيف نزلت آية المعية بسببه؟

تفسير سورة الزخرف -08- من قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)} إلى الآية 70

للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح السبت 8 رمضان 1446هـ

للاستماع والحفظ، أو قراءة نص الدرس مكتوباً:

https://omr.to/q-alzukhruf-8

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/live/Gz1Ywjli4Bg

فوائد من الدرس:

 (إِنَّ اللهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَٰذا صراطٌ مُّسْتَقِيمٌ (64))

- إنَّ روح العبادة تعرج بروح المؤمن من عالَم المحسوسات وعالَم المُلك وعالَم الشهادة، إلى عالَم المعنى وعالَم الروح وعالَم الملَكُوت وعالَم الغيب، فيعبد الله كأنه يراه جل جلاله.

نتطلب روح العبادات؛ لتعرج بأرواحنا من أراضي الحجابات والغفلات والمحسوسات؛ لنُعاين أمراء الهدى والحق والصراط المستقيم، ونُمسي ونُصبح كأنَّنا نرى عرش ربنا بارزًا، وكأنَّنا نرى أهل الجنَّة يتنعّمون فيها ونسمع أهل النار يتعاوون فيها.

- وظيفة الصيام والقيام والتلاوة والصدقة والذكر والزكاة والصلاة، وأنواع العبادات: أنْ تُوصلك إلى هذا المقام وترفعك إلى هذه الدرجات العاليات السَّوام، فاحذر أن تكون كالأنعام، وتشبَّث بروح العبادة.

- قال سيد العابدين ﷺ لسيدنا معاذ: "يا مُعاذ إني أُحِبُّك، فلا تدَعنَّ أن تقول في دُبُرَ كلِّ صلاة: اللهم أعنِّي على ذِكرك وشُكرك وحُسن عبادتك"، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحُسن عبادتك.

يقول ﷺ: "لو أن رجلًا بالمشرق أحبّهُ في الله رجل بالمغرب جمع الله بينهما يوم القيامة وقال: هذا الذي أحببته فيَّ"، ترى أثر هذه العلائق؟ إذا صفت، إذا زكت، إذا علت من أجل الله!

العجيب أنَّ خيط المحبة في الله ومن أجل الله؛ يمتد بعظمة الحق تعالى حتى تُشارِك بخالص المحبة مَن مضى قبلك من قرن وقرنين وثلاثة وأكثر، حتى تصل إلى السابقين الأولين المهاجرون والأنصار، حتى تصل إلى زين الوجود ﷺ، حتى تصل إلى الأنبياء من قبل!

(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67))؛ الذين كانت علائقهم والروابط بينهم على الإيمان بالله، على محبته وتعظيمه واتباع شرعه، هؤلاء العلائق بينهم لا تتحول إلى عداوة، بل يزدادون محبة لبعضهم البعض، حينما يرون نتيجة التحابب في الله من النعيم والقرب والخير، ثم يتآنسون بها حتى وسط الجنة (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ).

على قدر رسوخ قدمك وتحقّقك بحقائق المحبة: تظفر مِن شرف المرافقة لأولئك الأكابر، ويكون مقدار لقائك بهم في دار الكرامة والبقاء على قدر ما قَوِيَت محبتك لهم أيام كنت في الدنيا.

هذه المحبة إذا صَدَقت؛ تملأ جوانح الإنسان وتأخذ بِكُلِّيّته، ومن أجلها يسهر ومن أجلها يتعب، ومن أجلها يستعذب التعب ومن أجلها يبذل، وربما طار النوم عن عينه في شيء من منازلات أحوالها له.

(وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ) انظر: لم يذكر الحق جزاء في الآية إلا المعية! لا ذكر جنة ولا ذكر حور ولا ذكر قصور ولا ذكر طعام ولا ذكر شراب؛ ذكر المعية فقط.

الله لا يُخلِّفنا عن ركب من أَنزَل عليه هذا القرآن، ولا يُباعدنا عنه، ولا يُفرِّق بيننا وبينه، وما آتى من حظوظ من رؤيته ومرافقته ومكالمته ومسامرته في البرازخ والقيامة ودار الكرامة؛ يهب لنا أوفى الحظوظ من ذلك، وأجزلها وأعلاها.

(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا (65)) مِمَّن خالفوا الأنبياء، وانتهجوا غير ما بينَّوا لهم من الشرائع؛ هؤلاء الظالمون! 

- هذا الظلم ثابت لكلِّ مُكَلَّف عاقل بلغته دعوة الله ورسوله، وأبى وأصرَّ إلَّا أنْ يتخذ مسلكًا في اتباع الشهوات واتباع الغي وترك الصلوات!

(هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً)؛ الساعة للكل: وقت النفخ في الصور يوم القيامة، ولكن كل واحد ينتظر ساعته؛ "منْ ماتَ قامتْ قيامتُه"، يعني انكشفت له الحقائق وانتهت علاقته بالفانيات من أصلها وبهذه الحياة الدنيا، وعلم حقيقتها وعلِمَ حقيقة ما دعا الأنبياء والمرسلون.

(تُحْبَرُونَ): تُنَعَّمون وتُسَرُّون مسرَّة تظهر حبَرتها عليكم، تُحْبَرُونَ بأنواع هذه العجائب التي كان كل ما ذكر منها ﷺ جزءًا وأخبارًا وقف ثم قال: "وفيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ".

نص الدرس مكتوب:

https://omr.to/q-alzukhruf-8

#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #سورة_الزخرف #تفسير #القرآن #درس_الفجر #تفسير_القرآن #درس_التفسير #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran