فوائد من تفسير سورة الزخرف - 2 - دروس إيمانية تُغيِّر نظرتك للكون

في الدرس الثاني من تفسير سورة الزخرف:
- - كيف تخبرنا الأرض التي نمشي عليها كل يوم عن عظمة خالقها
- - الأسرار العجيبة في نزول المطر "بقدر" وكيف يرتبط بالبعث والنشور
- - كيف نحول كل مظاهر الحياة اليومية إلى رحلة تذكّر بالآخرة؟
تفسير سورة الزخرف -02- من قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} الآية 9 إلى الآية 20
للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، صباح الأحد 2 رمضان 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
فوائد من الدرس:
(وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9))، يُقيم الله تعالى الحُجج والبَيِّنات على عَظَمتِهِ ووَحدانِيَّتِه وأُلُوهِيّته ورُبُوبِيّته التي يُعبِّر عنها كل شيء في الوجود، ويُثير التعجُّب مِن الذين آتاهم العقول والأسماع والأبصار ثمّ حادوا عن سواء السّبيل، وانْحَرَفوا عن الاستدلال بها على المُوجِدِ الخَالِق، وَمَعرفة وُجُوب طاعته، والعمل بالمنهج الذي ارتضاه، واسْتِبدال ذلك بأهواء وشهوات!
(الذي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا)، خلق لكم الأرض مُمَهّدة فَجَعلها مِهَادًا؛ تَأويكم كما يَأوِي المَهْد الصّبيّ فيَستقِرّ فيه، أنتم في هذا المِهاد لا تَضْطَرِب الأرض مِن تحتكم وَلَا تَمِيد بكم.
(جَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ): طُرُقا للوصول إلى المصالح:
- إمّا بالمشي في مناكبها والوصول من منطقة إلى منطقة ومِن بلد إلى بلد.
- وإمّا باستعمال ما في أجزاء الأرض؛ فَتَصنعون منه ما تحتاجون إليه: مِن ملابس ومِن أواني، ومِن أدوات ومن أجهزة.
(لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)، إلى مصالحكم القاصرة؛ فتتذكّرون أنّ الذي قدَّر كلّ هذا وخلقه إلهكم الحقّ؛ فَتَهْتَدُون إلى تَوْحِيدِه والإيمان به، والعَمَل بشريعته وما جاء عنه.
(وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ)، فَإذا زاد أَغْرَق، وإذا زاد خَرَّب وضرّ، كما تُشاهدونه إذا أراد أن يُؤدِّب أو يُعذِّب كيف يفعل بهذا الماء، وإذا شاء نَفْعَ العباد به، أنزله بِقَدَرٍ مَقْدُور وَحَدٍّ مَعلوم، بِمِقْدَار مَا يَنْفَعْ.
(كَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ)، من هذه الأرض، كما نُخرج لكم منها الزّرع والثّمار من الحبوب التي توضع فيها، ونُحَوِّل موتها إلى حياة؛ فكذلك نُميتكم ثمّ نُخرِجكم منها بِقُدرتنا، كما أحيينا هذه الأرض الميتة.
"الأنبياء والشُّهداء، والعلماء العاملون بعلمهم، وحفظة القرآن غير الجَافِين عنه ولا الغَالين فيه، والمُؤذنون المُحتسبون" : هؤلاء الخمسة مِمّن لا تأكل الأرض أجسادهم.
(لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ)، كُلُّ ما سخّر لنا مِن الرُّكوب عليه: مِن الدّراجات أو السّيّارات أو الطّائرات، نَذْكُرُ أنّ كُلّ ذلك بِتَسْخِيره وتَقْدِيره وتَدْبِيره، فَنَحْمَدُه إذا ركبنا على شيء من هذا، كما نَحمَدُه إذا طَعِمنا ونحمده إذا شَرِبنا، ونَحْمده إذا لبسنا، ونَحْمَدُه إذا دَخَلْنَا أو خَرَجْنا، لأنّ الكلّ مِنه وبِتَيْسِيرِه وَبِتَوْفِيقِه.
(وإنا إلى ربنا لمنقلبون): هذه الأشياء التي وَضَعها أمامنا، وضعها لنأخذ منها العِبرة، ونتزوَّد منها للمَوقِف الذي يَحكُم فيه بين عِباده، لأن المَرجِع إليه والحُكم له جل جلاله.
المؤمن بكل شيء يتذّكر العاقبة ويَتَذَكَّر المَصير، ويَتَذَكَّر الحاكِم الذي إليه المَرجِع جل جلاله، وكذا يجب أن يعيش المؤمن على هذه المشاعر وعلى هذه الأحاسيس، فإن كُل شيء يُذَكِّر.
كل ما في الدنيا من خَيرٍ يُذَكِّرنا بالخير الأعلى الذي يَدوم في دار الكرامة، كل ما في الدنيا من بؤس وشدة وشر، يُذَكِّرُنا بشدائد النار وأهوالِ يوم القيامة، فيجب أن نَكون على هذه الذكرى.
يا وَيح الذي يَمشي في الدنيا ولا يَذكُر خالِقَه ولا المرجع إليه ولا المآل ولا المَصير، ما أغفله!
اللهم أعِذنا من قَولٍ تَسوَد به الوجوه يوم القيامة أو يَلقى صاحبه غَضَبًا أو عَذابًا، وأَعِذنا من أي فعل يصيب صاحبه عذابًا أو تغضب به عليه أو تسود به وجهه في القيامة، ومن كل نية ومن كل مقصد ومن كل حركة أو سكون تعقبها حسرة أو ندامة.
نص الدرس مكتوب:
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #تفسير #القرآن #درس_التفسير #درس_الفجر #تفسير_القرآن #سورة_الزخرف #فوائد #habibumar #habibumarbinhafidz #tarim #quran
05 رَمضان 1446