خلاصة مستفادة من درس ميزان العمل (37) وظائف المتعلم والمعلم

خلاصة مستفادة من درس ميزان العمل (37) وظائف المتعلم والمعلم

مدارسة واستخلاص درس العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ - حفظه الله -

في كتاب (ميزان العمل) للإمام حجة الإسلام/ محمد بن محمد بن محمد الغزالي – رحمه الله -

الخلاصة المستفادة من الدرس السابع والثلاثين/ (الوظيفة العاشرة للمتعلم)

 

وظائف المتعلم في تحصيل العلم:
  1. الوظيفة العاشرة: (تحرير القصد والتفتيش عن دقائق قصد غير الله)، ما أدقه وما أكثره، والأكثر منه لا يشعر به صاحبه إلا إن انتبه وفتّش ولجأ إلى الله، وإلا يبقى موْبوءًا به وهو لا يشعر به، يظن أنه يقصد ربه وهو قاصدٌ غيره، حتى أنه قد يَخفى على بعض الملائكة من الكتبة والحفظة فإذا عرض العمل على الله قال: أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على قلبه إنه لم يقصدني بهذا العمل، ارموا به وجه صاحبه، { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، وفي الحديث " من تعلم علماً مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا؛ لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" يعني ريحها، رواه أبو داود، وفي الحديث الآخر "وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام".
  2. العلوم الشريفة المتلقاة عن الأنبياء شأنها شأن، وحفظتها مرابطون، لأن إبليس وجنده يدخلون على المسلمين عبر هؤلاء العلماء، فيُضلونهم ويصدونهم وينالون منهم منالا أشد، لهذا كان يقول سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه : "من رأى أن الغُدو والرَّواح في طلب العلم ليس بجهاد فقد نقص في عقله ورأيه"، ولهذا سَمع بعض الصحابة سيدنا ابن مسعود يقول: "لَيودَّنَّ رجال قُتلوا في سبيل الله أن يُبعثوا علماء لِما يرون من كرامتهم" أي عند الله تبارك وتعالى، ويقول الحسن البصري: "يوزن مداد العلماء بدم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء".
  3. قال سيدنا الإمام العيدروس رحمه الله "خاصة الناس المؤمنون وخاصة المؤمنين العلماء وخاصة العلماء الأولياء العارفون وخاصة أهل المعرفة أهل الصديقية الكبرى والعاملين على الرضى"، {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللهِ}.
 
وظائف المعلم المرشد:
  1. أول وظائف المعلم: أن يجري المتعلمين منه مجرى بَنِيه؛ فيرأف بهم ويتعطف عليهم وينظر مصالحهم وأحوالهم ويرشدهم لها، فهذه العلاقة بين المعلم والمتعلم.
  2.  لما سألوا الحبيب محمد بن الحبيب علي الحبشي، عندما ذهب إلى الحج في حياة والده، قالوا له جماعة من علماء مكة.. ما أكثر ما يذكر والدك في قصائده الحبيب أبا بكر بن عبدالله العطاس، ونادرا ما يذكر والده الحبيب محمد بن حسين الحبشي وهو عالم جليل! فلما رجع من الحج وجلس مع والده يسأله عما جرى في الحج، ثم ذكر له أنهم سألوه علماء مكة.. قال له: ماذا قلت لهم، قال: ما عرفت أجيب عليهم، قال: لماذا لم تقل لهم إن جدي محمدًا بن حسين كان أب جسده وأن أبا بكر العطاس كان أب روحه وأب الروح مقدم على أب الجسد.
  3. الوظيفة الثانية: أن يقتدي بصاحب الشرع صلوات الله عليه وسلامه فلا يطلب على إضافة العلم أجراً وجزاء، وأن يكون مراده من كل فرد من المتعلمين، أن يعلموا وأن يعوا وأن يدركوا وأن يفهموا وأن يتصفوا وأن يعملوا وأن يتخلقوا وأن يقربوا من الله تبارك وتعالى وأن يحوزوا السعادة بهذا العلم.
  4. لولا وجود المخلصين المسلسل إسنادهم والصادقين مع الله تبارك وتعالى، ما حُفظ الدين إلى زماننا هذا، وبسبب هؤلاء حُفظ علم الدين وبقيت لنا هذه الموارد والمشارب، والإمكانية للوعي عن الله وإدراك معاني وحي الله، وبلاغ رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإمكانية الوصول إلى الله ورسوله والوصول إلى الله عبر رسوله ﷺ، ولا زالت باقية إلى الآن بسبب هؤلاء المخلِصين الصادقين، ولذا قال الإمام عبد العزيز الدباغ رحمه الله: "لو عرف الناس قدر العلماء فيهم – أي هذا الصنف من العلماء - لما تركوهم يمشون على الأرض ولحملوهم على رؤوسهم" ففضلهم على الأمة كبير..

قال الإمام الحداد – عليه رحمة الله -:

بهم يدفع الله البلايا ويكشف الرَّزايا ويسدي كل خير ونعمة

ولولاهم بين الأنام لدكدكتْ جبال وأرض لارتكاب الخطيئة

 

لمشاهدة الدرس كاملاً

 

تاريخ النشر الهجري

16 جمادى الآخر 1447

تاريخ النشر الميلادي

07 ديسمبر 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية