بسم الله الرحمن الرحيم
وصل العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ صباح يوم الخميس 28 محرم 1431هـ الموافق 14 يناير 2010م إلى العاصمة الفرنسية باريس في مستهل زيارة تشمل ست دول أوربية وهي فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا، يلقي خلالها العديد من المحاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية وعدد من الجامعات، قياما بواجب التزاور والتذكير والتناصح.
وقد كان في استقباله عند وصوله الأستاذ وليد المهدي والشيخ محمد باشعيب الذي قدم من لندن مع عدد من طلبة العلم لحضور المحاضرات والدروس.
وعقب وصوله باريس زار مدرسة النجاح الإسلامية التي تأسست عام 2001 م وتلتزم بتدريس المنهج الحكومي وتخضع لمعايير المدارس الفرنسية. مع إضافة مادتي التربية الإسلامية واللغة العربية. وقد حصلت على المركز الأول في تقييم مدارس

باريس لوزارة التعليم الفرنسية إذ حققت نسبة نجاح العام الماضي 100%، وقد التقى بمدير المدرسة الشيخ ضو مسكين واستمع منه إلى شرح مفصل عن تأسيس المدرسة ونشاطاتها ودورها في التثقيف الديني لمسلمي فرنسا، واستعرض بعض الصعوبات التي تواجهها في أداء رسالتها التربوية والتعليمية.
وقد ذكر لهم الحبيب الأسس التربوية للعملية التعليمية وما يجب أن يتحلى به المعلم.

ثم أخذ الحبيب عمر في جولة في صفوف المدرسة، والتقى بالطلاب، وحدثهم عن نيات المتعلم ومقاصده في الحياة وحثهم على بذل المزيد من الجهد في التحصيل العلمي ليكونوا قدوة لغيرهم في المجتمع.

جالية جزر القمر:
توجد بفرنسا جالية كبيرة من مسلمي جزر القمر، ولهم مجالس أسبوعية يتذاكرون فيها، ويتدارسون كتب العلم مثل كتب الإمام الحداد وغيره من كتب العلم والتزكية. فحضر الحبيب ظهر هذا اليوم الخميس مجلسهم الذي افتتح بآيات من الذكر الحكيم، ثم قدم منشدوهم أناشيد طيبة، ثم ألقى أحد الحاضرين كلمة شكر فيها الحبيب عمر على زيارته لهم، وذكر أحوالهم في بلاد الغربة وسعيهم للمحافظة على دينهم، ثم ألقى الحبيب عمر كلمة قيمة بعنوان: ذكر الله وتأثيره على الفرد والمجتمع.
وبعد صلاة العصر زار الحبيب عمر حفظه الله مسجد الدعوة بباريس الذي يشرف عليه الشيخ العربي الكشاط. وتباحث معه أحوال المسلمين وسبيل وحدتهم ونبذ الفرقة بينهم .
وبعد المغرب عقد مجلس مبارك في مقر آخر لجمعية جزر القمر. تضمن قراءة فصول من السيرة النبوية والشمائل المرضية، وطلب الحاضرين من الحبيب عمر أن يحدثهم بحديث المحبة المسلسل بالأولية، فرواه لهم عن طريق شيخه المسند الحبيب إبراهيم بن عقيل، وتوالت بعد ذلك القراءة في عدد من الكتب العلمية واستمعوا إلى شرح من الحبيب عمر لمعاني كثيرة مما تضمنته.

وصبيحة يوم الجمعة، وبعد صلاة الفجر وقراءة الورد اللطيف ألقى الحبيب عمر حفظه الله درسا في الحكم العطائية في مسجد افري، حيث تناول بشرح مستفيض الحكمة الثانية (إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية. وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التجريد انحطاط عن الهمة العلية).

وألقى خطبة الجمعة في مسجد ايفري كوركورون جنوب العاصمة باريس الذي يعتبر من أكبر المساجد في أوربا، بعنوان: محبة الله ومسؤولية حمل الأمانة. حيث حضر ما يقارب 5000 مصلي. ومنهم طلبة كانوا في دار المصطفى من عدة سنوات ماضية. قدموا للسلام على الحبيب من مدينة مرسيليا (800 كلم جنوب باريس).

وبعد صلاة المغرب احتضن مسجد أفري أيضا محاضرة للحبيب عمر  بعنوان: فقه الواقع واحترام الثوابت.

وصبيحة اليوم التالي السبت الأول من شهر صفر الخير واصل الحبيب عمر حفظه الله درسه اليومي في شرح الحكم العطائية.
وشهد ذلك اليوم زيارات متعددة وعدة لقاءات ومحاضرات أهمها:
لقاء مع مسئولي جمعية نور الإسلام في الغرب، تضمن محاضرة بعنوان: طرح التحديات والحاجات وتطوير الرؤية.

والتقى بالشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي كان في زيارة لباريس حيث تباحثوا أوضاع الدعوة الإسلامية في الغرب والفرص المتاحة والتحديات الموجودة التي يواجهها المسلمون في فرنسا خصوصا واوربا على وجه العموم.

وبعد العصر التقى حفظه الله بعدد ممن أكرمهم الله بالدخول في الإسلام حديثا، وكلهم من أصول فرنسية، وضمه معهم مجلس طيب، ألقى فيه محاضرة بعنوان: محبة النبي صلى الله عليه وسلم حاجتنا وزادنا. 
ثم كان اللقاء بعد المغرب بعدد من أئمة وخطباء المسجد في مسجد درانسي ودار حوار مفتوح بلسان الأئمة لسماع حاجات المسلمين.

وطلبت إدارة المسجد زيارة أخرى مطولة للحبيب لعمل دورة لأئمة المساجد في المركز.
وكان مسك ختام المجالس المباركة التي شهدتها فرنسا، ليختتم به زيارته الأولى للجمهورية الفرنسية . ومنها توجه برا إلى بروكسل عاصمة بلجيكا