كيف يتم الاجتهاد في رمضان؟

كان قدوتنا النبي محمد ﷺ يجتهدُ في رمضان ما لا يجتهد في غيره.. يوضح الحبيب عمر بن حفيظ كيف يتم الاجتهاد في رمضان:

فوائد مكتوبة من خطبة الجمعة، 29 شعبان 1446هـ:

إنه لموسم عظيم! ومددٌ من الرحمن الرحيم جسيم، وفيض من الفضل العلي الكبير الفخيم، البركة فيه من جميع الجوانب والنواحي بجميع المعان، والرحمات مصبوبة على كل مُقبل على الرحمن؛ إنه سيد الشهور رمضان!

كيف الوصول إلى الاجتهاد أيها العباد؟

  • لا يكون الاجتهاد إلا بعد التخلي عن المُحرّم والمكروه، إلا بعد التّطهُّر عما لا يحبه الرحمن جل جلاله من خاف وباد.
  • لا يجتهد في رمضان من لم يصدُق في التوبة، والرجوع والأوبة إلى غافر الذنب والحوبة، وإلى المعطي العطايا ومُسدي الهبات والمزايا؛ بالإقلاع عن جميع الذنوب صغائرها وكبائرها.

كيف يتم الاجتهاد منك ومن أهلك وأولادك ومن في دائرتك من أصحابك وأصدقائك؟

وجب عليك نحو الكل أن تتواصوا بسنة زين الوجود في الشهر، وأن تجتهدوا بالتخلي عن الذنوب صغائرها وكبائرها.

انظر حال قلبك فإن ذلك محل نظر ربك، فلا  تُبقي فيه شوبًا من شحناء على أحد يقول لا إله إلا الله، ولقد قال لصاحبه: "إن قدرتَ أن تصبِحَ وتمسي ليسَ في قلبكَ غِشٌّ لأحَدٍ فافعل، وذلكَ من سُنَّتي".

هذه الصفات الأربع سبب الحرمان من المغفرة في رمضان: 

- الشحناء والعقوق والقطيعة والمسكرات:

  1. طهِّر قلبك عن الشحناء والبغضاء لأحد من أهل لا إله إلا الله، وإن كان فيهم من استثقلته نفسك، وإن كان فيهم من ظلمك، وإن كان فيهم من قصّر في حقك، وادع ربك: (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ).
  2. لا تبقِ في البيت قطيعة لرحِم، لا منك ولا من أهلك ولا أحد من أولادك ومن يسكن معك، تفّقدهم.
  3. لا تترك في البيت عقوقًا لوالدين، وإن كنت والدًا فبادر لإنقاذ نفسك وولدك حتى تصفح وتعفو ويرجع إلى برّك.
  4. لا تُبقِ في بيتك من يقرُب من الخمر ولا من المسكرات ومذهبات العقل المخدرات.

صِدق الصيام:

  • لم يصدُق في الصيام من لم يحترِز عن الغيبة،
  • لم يصدق في الصيام من لم يحترِز عن الكذب،
  • لم يصدق في الصيام من لا يحترز عن النظر الحرام،
  • لم يصدق في الصيام من لم يحترز عن احتقار المسلمين،
  • لم يصدق في الصيام من قال عنهم خير الأنام: "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ".

الاجتهاد في الصلاة:

أدِّ حق القيام مجتهدًا، إنما يجتهد من يبذُل الوسع والغاية، وأفضل التراويح عشرون ركعة كما أجمع عليه الأئمة، بعد أن قام ذلك في المسجد النبوي وفي المسجد الحرام في خلافة سيدنا عمر بن الخطاب.

اجتهد في رمضان أن لا يفوتك تكبيرة إحرامٍ مع الإمام، في مغرب ولا عشاء ولا فجر ولا ظهر ولا عصر، بل ولا ركعتين من التراويح ولا من الوتر، بادر واستعد فإذا كبَّر الإمام فكبِّر بعده، فإن لكل شيء صفوة وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى مع الإمام.

أحسنوا القيام، وابدأوا بالفرائض فأحسنوها، وأطيلوا قيامها وركوعها وسجودها، ثم احرصوا على النوافل، فمن صلى في اليوم ثنتي عشرة ركعة غير الفريضة بُني له قصر في الجنة. 

حافظوا على الضحى والرواتب وعلى صلاة قيام رمضان التي اشتهرت بصلاة التراويح، وعلى صلاة ما بين المغرب والعشاء ست ركعات.

الاجتهاد في الدعاء:

اجتهدوا في دعاء الرب وتجتهد الأمة، فإن كشف الغمة عنهم لا يكون إلا من قبل ربهم وبإذن ربهم، ولو شرَّقوا وغرَّبوا لإصلاح شيء من أحوالهم، أو حصول خير أو بركة أو طمانينة أو استقرار، من غير اتصال بالله وأدب مع الله وذكر لله وعمل بشرع الله، فلن يكون ذلك!

فلتعالج الأمة أوضاعها الاقتصادية الاجتماعية والسياسية بصدق رجوعها إلى الله في رمضان، وإلحاحها على الله في الدعاء، والإخلاص في المسألة له (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ)

أين البَكيات في الليالي وفي السجدات؟ قَلَّت في أمة خير البريات، وقد كانت كثيرة في صغار القوم وكبارهم، ورجالهم ونسائهم.

فأين ذهبت هذه القلوب الخاشعة والعيون الدامعة من معرفة الله ومحبته وخشيته والشوق إليه، أين ذهبت؟ 

فليتخذوا من الاجتهاد في الإنابة وصدق التوبة، والتلاوة للقرآن في رمضان بالتدبر والخشوع والخضوع، وإرادة العمل والتطبيق لما في الآيات، وكثرة الإلحاح والدعاء له تعالى؛ عُدّةً لكشف الشدائد ودفع البلايا وتحويل الحال إلى أحسنه.

___

 لقراءة الخطبة كاملة:

https://omr.to/K290846

 لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/K290846-pdf

__

▫️ https://t.me/HabibOmar

▫️ Facebook.com/HabibOmarCom

تاريخ النشر الهجري

08 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

07 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار