فوائد من جلسة الجمعة الشهرية ال61 بتريم: كيف تُحصِّن قلبك؟

من محاضرة الحبيب عمر بن حفيظ في جلسة الجمعة الشهرية في حارة المطار بمدينة تريم - محرم 1447هـ
مثقال الذرة ميزان يُحدد المصير
الاستعداد للقاء الله من خلال ما يجري في ضمائرنا وخواطرنا وما نتعامل به في الحياة، نُصِحنا على لسان رسول الله ﷺ أن نُحسِن النظر فيما ننوي ونُفكِّر ويخطر على بالنا، وفيما نتعامل ونقوله، وما نُصرِّف فيه أبصارنا وأنظارنا.
كل ما صُرِف من النيات والمقاصد والإرادات الباطنة والأقوال والأفعال في طلب رضوان الله وفي منفعة خلق الله، فهذا زاد حسن يتزوَّد به للقاء الرب عالم السر والعلن، وللاستعداد لموقف القيامة.
وكل نية خبيثة وكل طَويّة على البغضاء، على الشحناء، على الحقد، على الاحتقار، على الكِبر، على الغرور، على الرياء، على إرادة الضُّر، فهذا خسران وهذا اسوداد وجه يوم وضع الميزان، (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه).
أكبر من كل ما تراه عيناك
نحن نتكلم عن شؤون أكبر مِن شأن الحياة هذه ومرورها بأي كيفية كانت.. للمرتاحين فيها - وما أحد مرتاح فيها بكل معنى الراحة إلا القلوب المتصلة بالله - وللمتعبين فيها، ستمر على الجميع، والمسألة أكبر من ذلك! من كل ما يُخطِّط حكام الأرض والدول الصغرى والكبرى!
المسألة: فاطر السماوات والأرض ربّ الكل يجمع الأولين والآخرين ثم يحكم، فالقضية أكبر من كل الأفكار والاتجاهات على الأرض؛ هذه قضية إرسال من رب الأرض والسماء، أرسل بها الأنبياء من عهد آدم إلى أن جاء خاتم الرسل سيدنا محمد ﷺ.
سرّ النور الذي يجذب الأرواح
تسمعون مِن أحبابنا الذين شاركونا الإيمان والإسلام وحمل الأمانة والهَمّ في زماننا هذا، مِن آثار بلاغ محمد عن الله، كيف أحسُّوا بأثرِ إرث هنا للنبوة؟ وشعاع أنوار من الرسالة تُنازِل القلوب والأرواح!
جاءوا من البلدان البعيدة، وساقوا ركبهم إلى هذه البلاد، لا تبع حِزب ولا تبع حكومة ولا تبع سياسة ولا تبع غرض من أغراض الدنيا! ساقتهم العِناية، لِسِرِّ واحد: أنَّ الله ناصر محمد! لا معنا إعلاميات مثل هؤلاء، ولا عندنا إمكانيات مثل فِرق الشر والفساد الموجودة على ظهر الأرض.. ولكن معنا اتصال بفوق! اتصال بالعليّ الأعلى، الاتصال بخاتم النبوة والرسالة.
سورة العصر: النجاة في أربع صفات
كل إنسان لم يجمع هذه الصفات الأربع خاسر! (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)؛ من قام بِحَقِّ الإيمان والعمل الصّالح والتَّواصي بالحق والصبر فهو خارج من الخسران، هو الناجي وهو الفائز، يكون ما كان: كان غنيًا أو فقيرًا، صغيرًا أو كبيرًا، عربيًا أو عجميًا، ذكرًا أو أنثى.
اخرج من أنانيتك
مِن أهم وخير ما قُمتُم به من الأعمال ما قامت به هذه اللجنة الطبية في حارة المطار زادهم الله توفيقًا، وكل ما فيه المصلحة للعباد إذا تتوّجَ بنورانية الإخلاص لرب العباد فهو من خير الزاد.
مبدأنا الذي جاء به نبينا: "الخلق كلهم عيال الله، وأحبّهم إلى الله أنفعهم لعياله"
اخرج من أنانيّتك هذه من أجل مصلحتك، اخرج من أنانيّتك والتفكير في خاصة نفسك، فَكِّر في خدمة الدين، في نفع الخلق، في ما يُفيد أهل حارتك، أهل بلدك، أهل زمانك، فهَب بهذا القُرب إلى الرب مُخلصًا لوجهه جل جلاله.
حصِّن قلبك مما يُسَوِّد الوجوه
يجب أن نُحسن الأمر بيننا وبين الله ونتجنَّب ما يكرهه من الظلمات والآفات، وما يطرح علينا دُعاة الضلال على ظهر الأرض؛ يطرحون علينا احتقار الدين، الاستهزاء بالماضي المُنوَّر الطاهر، استبدال وحي الله ومنهجه بوحي شياطين الإنس والجن والعياذ بالله!
ويلٌ لِمَن استلذَّ ما حرَّم الله عليه فأصرَّ عليه، وإنّ الجبار بِفَضله فتح باب التوبة لِمَن وقع في هَفوَة أو زلَّة، لكن نفى عن أهل الجنة الإصرار على الذنوب.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) ينفعون خلق الله، لا يريدون مدحًا لا سُمعة ولا شُهرة؛ يريدون نفع العباد من أجل أن يرضى الرب!
ما تُعقَد المجالس عبث
لنا مُهمّات وواجبات، وما تُعقَد هذه المجالس عبثًا، ووراءها سؤال مِن ذي الجلال، نسأله يجعلها حُجّة لنا لا حُجّة علينا.
شكر الله لأهل الحارة جُهدهم وما قاموا به، واستقبالهم لهؤلاء الوفود من بلاد وقبائل شتّى، اجتمعنا على ذكر الله فذكرناه، وتُذكِّرنا ما جاءنا به رسوله ومصطفاه، اللهم اجعل ذلك كله في حَيِّز القبول عندك.
لقراءة المحاضرة كاملة أو المشاهدة: (اضغط هنا)
23 مُحرَّم 1447
تاريخ النشر الميلادي
مشاركة
اضافة إلى المفضلة
كتابة فائدة متعلقة بالمادة
آخر الأخبار
21 مُحرَّم 1447
(مقطع يتضمن الأبيات الأولى من منظومة هدية الصديق، من مجلس الروحة العلمي للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ،...
12 مُحرَّم 1447
يعلن معهد الرحمة للعلوم الشرعية و أصول الدين بالأردن عن فتح باب التقديم للدورة الصيفية الثانية...