دعاء وتضرع إلى الله في صبيحة ذكرى غزوة بدر 1446هـ

للاستماع

دعاء وتضرع إلى الله، للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ، في صبيحة ذكرى غزوة بدر، في دار المصطفى بتريم، 

يوم الإثنين 17 رمضان 1446هـ

 

النص مكتوب:

تتوجّهون إلى الله تعالى بجمعكم والمؤمنين، من أهل الظاهر والباطن إلى الّذي بيده الأمر كلّه، وإليه يرجع الأمر كلّه -سبحانه وتعالى-، بالحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم سيّد أهل بدر، ومن كان معه في بدر؛ فهو والذين معه في بدر مَجْلى فضل الله، ورحمة الله وجود الله، وكرم الله، وإحسان الله، واصطِفاء الله، فهم إذًا مرجع التوسّل بهم، توسّلٌ بصفات الله -تبارك وتعالى-، وأسمائه التي تَجلَّت فيهم، وتجلّى بها عليهم، فصاروا مظهرها في هذا الوجود، فهم:

  •  مظهر رحمته.

  • ومظهر عنايته.

  •  ومظهر توفيقه.

  •  ومظهر إحسانه.

  •  ومظهر محبّته.

  • ومظهر رضاه عليهم رضوان الله و اطّلع عليهم الإطّلاع..

فنتوجّه إليه بهؤلاء القوم، وسيّدهم، مجمع الكمالات ﷺ، وجميع أسماء الله، وصفاته، وآياته، وذاته العليّة، أن يُصلح الأحوال.

 فكلّكم اعقدوا نيّات صالحات، فيما يتعلّق بأفْرادكم، وأسركم، وأهليكم، وقرَاباتكم، وشُؤونكم الدينية و الدنيوية والبرزخيّة والأخروية، وشؤون الأمّة، وأحوال الأمّة، وَوضع الأمّة، وما هو حال الأمّة؛ عسى الله أنْ يُنقذ، ويحول الحال إلى أحسن حال، ويجعل لنا سراية من يوم الفرقان، يُقْمَع بها أهل الزيغ، والطغيان، والبغي، والعدوان، ويصلح بها للمسلمين كل شأن.

اجعل لنا من عندك يا ربي عظيم العناية، وشريف العناية، وكبير العناية، وواسع العناية، حتى تلحقنا بأهل بدر أجمعين، وأهل بيوتنا، وأصحابنا، ومنازلنا، وتحشرنا في زمرتهم أجمعين، ولا تخلف أحداً منَّا عنْ ركبهم يا قوي يا متين، يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.

 وبما آتيتهم وتجلّيت به عليهم، وتفضلت به عليهم وَفَضّلتهم؛ انظر إلى وضعنا، وإلى واقعنا، وإلى حالنا، وحال أمة حبيبك محمد ﷺ في يومنا هذا، وفي شهرنا هذا، وما بقي من أيام شهرنا هذا، واجعلها نظرة تزيل عنَّا العناء وتدني منَّا المُنى، وكل الهناء نعطاه في كل حين، بوجاهة الحبيب الأمين، يا أكرم الأكرمين، ويا أرحم الراحمين.

و يَا حَيُّ يَا قَيُّوم بالقلب الذي سألك، واللسان الذي سألك من حبيبك محمد ﷺ، والابتهال الذي ابتهل به إليك، والوجهة التي توجه بها عليك، انظر إلينا به، وسر بنا في دربه، واسقنا من شربه، واجعلنا في حزبك وحزبه، ولا تفرق بيننا وبينه بجاه عليك ومنزلته عندك يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، أَرِنا تلك الوجوه المنوّرات التي تنورت بأنوار المعرفة والعلم واليقين، ورضوانك الأكبر.

 اللهم أجزهم عنَّا وعنْ الأمة خير الجزاء، اللهم أجزهم عنَّا وعنْ الإسلام والإيمان والإحسان خير الجزاء، اللهم أجزهم عنْ أهل العرفان وأهل المحبة خير الجزاء، اللهم زدهم منْ نوالك، وواسع إفضالك، وأعد علينا عوائد ما تكرّمت به عليهم،

 إِنْ كنت تدخل في كل زمن مِنَ الأزمان في دوائرهم من سبقت لهم منك العناية، فها نحن بين يديك نُلح عليك أن لا تبقي أحداً منّا إلا أدخلته في تلك الدائرة، ورفعته إلى تلك المنازل الفاخرة، وربطته بأهل تلك القلوب الطاهرة، ربطاً لا ينحل في الدنيا والاخرة يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين.

فرّج الكرب عنّا وعنْ كلّ مكروب منْ أمة الحبيب الأعظم ﷺ، أنسهم وجنهم، وصغارهم وكبارهم، وأهل البرزخ وأهل الحياة.

 اللهم ادفع الشدائد وارفع العذاب عنْ المعذّبين في قبورهم من أهل لا إله إلا الله، واعف عنهم وسامحهم وتجاوز عنّا وعنهم، واجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة، واجعل لهم من عذابك وقاية وحرزاً وكهفاً وجنة.

 و يَا حَيُّ يَا قَيُّوم..  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم..  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم.. صفِّ قلوبنا، وصفِّ مشروبنا، وأنلْنا مطلوبنا واقضِ ديوننا وأصلح شؤوننا، وأقرّ برضاك عيوننا.

يا الله رضا  يا الله رضا *** والعفو عما قد مضى 

يا الله رضا  يا الله رضا *** يا الله بتوبة والقبــول  

 

يا الله رضا  يا الله رضا *** والعفو عما قد مضى 

يا الله رضا  يا الله رضا *** يا الله بتوبة والقبــول  

 

يا الله رضا  يا الله رضا *** والعفو عما قد مضى 

يا الله رضا  يا الله رضا *** يا الله بتوبة والقبــول  

 

يا الله رضا  يا الله رضا *** والعفو عما قد مضى 

يا الله رضا  يا الله رضا *** يا الله بتوبة والقبــول

 وانظر إلى قلوبنا وقلوب أهلنا وطُلابنا وأحبابنا وأصحابنا واجعلنا من جندك، أهل ودك، الموفين بعهدك، الناصرين لك ولرسولك بأنفسهم وأموالهم وبجميع ما آتيتهم وأنعمت به عليهم، باذلين له بوسعك، موفين بحق البيع الذي اشتريت به أنفسهم وأموالهم، وقلت: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:111].

وحققنا بحقائق الصفات التي وصفتهم بها، وقلت: (التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [التوبة:112] 

وهب لنا أعلى البشائر التي حَمَّلْتَها حبيبك محمد ليحملها إلى خاصة المؤمنين وقلت له: (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب:47] فاجعلنا من المبشرين منك على لسان رسولك وعلى يد رسولك بأعلى البشائر وأجلّها  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم يا رحمن يا رحيم، لا تصرفنا من المجمع إلا وقد جمعت لنا الخيرات، ودفعت عنا الآفات، وجمعت قلوبنا عليك، ورزقتنا صدق الوجهة إليك.

  •  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم اجمعنا بالسيد المعصوم.

  •  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم افتح علينا في العلوم. 

  • يَا حَيُّ يَا قَيُّوم وسع لنا الفهوم.

  • يَا حَيُّ يَا قَيُّوم أزل عنا ظلمات الخيالات والظنون والوهوم.

  • يَا حَيُّ يَا قَيُّوم علّمنا من لدنك علماً.

  • يَا حَيُّ يَا قَيُّوم نسألك العلم اللدني والمشرب الصافي الهني.

 يَا حَيُّ يَا قَيُّوم اجعلنا منْ جندك، الموفين بعهدك، الناصرين لك ولحبيبك وعبدك سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في أنفسنا وأهلينا وبأموالنا وأرواحنا وفي جميع مجالاتنا في هذه الحياة، ارزقنا تحقق بحقائق وجاهة: 

اللهم فصلِّ عليه وعلى أهله وصحبه، واجعلنا من الموفين بالعهود، والراقين على مراتب الشهود بمرآته صلى الله عليه وعلى أهله وصحبه وسلم يا بر يا ودود، وبلغنا فوق المراد وما أنت أهله، واحفظنا وأهلينا وأولادنا وذرياتنا وطلابنا وأحبابنا وأصحابنا من شرور الأنفس وسيئات الأعمال، ومن شرور الأهواء، ومن شرور الإنس والجن، ومن جميع الشرور في جميع الأمور، وقِنَا وإياهم كل محذور، وعاملنا بالفضل وما أنت له أهل حتى تجمعنا في مراتب العلى في الحياة وفي البرازخ وفي يوم القيامة ومواقفها، وفي ذُرى الجنة  وأعلاها وفردوسها الأعلى، وفي ساحة النظر إلى وجهك الكريم، خير جمع تجمع به من سبقت لهم منك السعادة الكبرى، وكانوا مِنْ محبوبيك في خيار الورى  يَا حَيُّ يَا قَيُّوم يا من يرى ولا يُرى، لا إله إلا أنت انظر إلينا واعف عنا، وقربنا لك زلفاً، وزدنا من نوالك ما أنت أهله.

 وكما أطلعت علينا شمس هذا اليوم فأطلع على قلوبنا شمس المعرفة بك، والإخلاص لوجهك والقبول عندك والاتصال الذي يقوى في كل لمحة و نفس بحبيبك وعبدك وصفيك ونبيك محمد بن عبد الله، الرحمة المُهداة، والنعمة المُسداة، والسراج المنير، وبلغنا في شروق تلك الشموس في ساحات قلوبنا فلا تغيب أبداً، ونزداد نوراً وهدى فيما خفي وفيما بدا، ها هنا وغداً يا مجيب الدعوات يا قاضي الحاجات في خير ولطف وعافية.

بسر الفاتحة 

إلى حضرة النبي محمد 

 اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

 الفاتحة 

 

في ليلة الفرقان ختمنا القرآن، وتضرعنا  إلى الرحمن، وفي يوم الفرقان صلينا الصبح جماعة، وقعدنا نذكر الله تعالى حتى طلعت الشمس فنصلي الركعتين أو  أربع وننصرف كلٌ مِنَّا مقبول بحجة وعمرة تامة.. تامة.. تامة.

 المقبول منكم سيسبق كثير مِن أهل الْعُمَرْ وأهل الحَجَّات الكثيرات.

 فيا ربنا اقبلنا في يوم الفرقان، وَأَبْرِزْ لنا بيان منك في صلاح الشأن لنا ولأهل الإسلام، وأرنا وأسمعنا في أمته ﷺ  ما تقر به أعْيُنه   يَا حَيُّ يَا قَيُّوم بيدك الأمر كله، فأصلح الشأن كله.

والحمد لله رب العالمين 

تاريخ النشر الهجري

18 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

17 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار