فوائد من: درس تفسير سورة مريم (2) دروس وعِبر من قصة سيدتنا مريم
لا شَكَّ أن ذِكرَ الأنبياء من ميلادِهم إلى كل ما جَرى لهم في حياتهم: قُربةٌ إلى الله، وسبب زيادة الإيمان واليقين والمحبة؛ وبذلك ذَكَر الله لنا من أحوال الأنبياء، ومن وِلادتهم ومما كان بين ولادتهم إلى بِعثَتِهِم، وما كان بعد بعثتهم كثيرًا في كتابه العزيز..
من جديد دروس #تفسير القرآن الكريم:
تفسير سورة مريم - 2 - من قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} الآية 16 إلى 29
ضمن دروس التفسير للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ في جلسة الإثنين الأسبوعية، 6 ربيع الأول 1446هـ
للاستماع والحفظ، أو قراءة الدرس مكتوباً:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/bPq8pg2EnVs?t=768
#فوائد من الدرس:
- في هذه الآيات في سورة مريم يَذكُر لنا إرهاصاتٍ لعيسى ابن مريم، وكراماتٍ جَرَت على يَد أُمهِ مريم ابنة عمران عليها رضوان الله.
والحَقُّ جل جلاله وتعالى يُذَكِّرُنا:
- بِمُهمات الأُسرِ والبيوت والمنازل والأمهات والأبناء والبنات.
- وما ينبغي أن يكونوا عليه من أحوالٍ وحالاتٍ وصِفات.
- وما ينبغي أن يَعمُروا به أعمارَهُم القَصيرات وأيامهم المحْدودات في هذه الحياة الدنيا.
- وأن لا يُضَيِّعوا من الأعمار شيئًا فيما يَضُرُّ وفيما لا يَنفَع من تَقليدِ مَن لا خَلاق له، ومن لا قَدرَ له عند الخَلاق، ومن تَقليدهم واتّباعهم يَضُرُّ بالسِّيَر والأخلاق، ويَسلُكُ بأهله مَسالِك الشقاق والنفاق والعياذ بالله.
- (وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً (13)) الحَنان والزكاة؛ أن نَحيا على العَطفِ والرِّفقِ والمَحبة، وتُقَوي كُلَّ أُسرَةٍ هذه المعاني فيها؛ بين الأب والأم والأبناء والبنات والقرابة، ليَسود بينهم الحنان والعطف، والحنان الذي حَظِي به يَحيى من الرَّب حنان عظيم لا يُبلَغُ مَداه
- (وزَكَاةً) طُهرًا ونَقاء، فيجب أن تقوم دِيارُنا على الطُّهر، على النّقاء من الشوائب ومن الالتِفاتات إلى الدَّنايا.
قال ربنا جل جلاله لنبيه محمد: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ (16)) فَذِكرُ هؤلاء المُقَرَّبين الأَطهار:
- قُربَةٌ الى الرَّب الغَفار
- وتَطهيرٌ للجَنانِ عن الأكدار
- شرع لنا سُبحانه ذِكرَ أحبابه وأصفيائه، وكَرَّرَ ذلك في كِتابه وذكر رَسولُه ﷺ لنا كثيرًا منهم، مِن الأنبياء ومن الصالحين الأصفياء يُمَجِّدهُم ويُعَظِّمهُم ويذكرُ بعض كراماتِهِم، فهذا مسلَكُ رُشد ومسلك هداية.
- كُنا نَعهَدُ بيوت المُسلمين في مختلف الأقطار على ذلك، تَنشأ وبذلك تُحَلّى، يُذكَرُ فيها أخبارُ الصالحين أهلُ كل بلدة يذكرون صُلَحاء بَلدتهم، ويُحَدِّثون بها أبنائهم وبناتهم، وكانت هذه برامجهم ومُسَلسَلاتُهُم، يَزدادون بها إيمانا ويقينًا، لا يَقرَبهم منها تشويش ولا غِش في فِكرٍ، ولا في خُلُق ولا في تَصَوّر.
- نزلت آياتُ الحِجاب في المدينة المنورة على نساء النبي والمُؤمنين، وأصبح النساءُ في المدينة كأنهن الغِربانُ السود لمّا نَزَلَت آيةُ الحُجاب، فما حجابُ المَرأة إلا شَرع، نَزَلَ بِه الروح الأمين من رب العالمين على قَلب المُصطفى خاتم النَبيين وبَلّغَهُ إلينا، لم يَكُن عادةَ قُريشٍ ولا العَرب بل كان عادَتُهُم التبَرُّج، وقد نهى الله تعالى أُمهات الُمؤمنين، وبِنَهْيه لَهُنّ نَهى جميع نِساء الأُمة عن أن يَعودوا إلى ذلك التسَفُّل (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ)
- يُحبّ الله تعالى ربط الأسباب بالمُسببات في أكثر الأحوال، لهذا قال يا مريم: (وَهُزِّيٓ إِلَيۡكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخۡلَةِ) ولذا يقول شاعرهم:
ألَم ترَ أن اللهَ قال لمريَم ** وهُزِّي إليكِ الجِذعَ يُساقِط الرُّطَبْ
ولو شاء أن تجينه من غيرِ هَزِّها ** جَنَتهُ، ولكنْ كلّ شيءٍ لهُ سبَبْ
(وَقَرِّي عَيۡنٗا) افرحي واطمئني، "قرّة العين" كناية عن السرور والفرح الذي به تبرد العين، حتى أنّ:
- البكاء من الفرح تخرج به الدمعة باردة
- وإذا كان بكاء من الحزن تخرج الدمعة حارة
فقُرّة العين المراد به برودة العين، أي كوني على سرور وفرح حتى يفيض الفرح فتفيض عينك فتخرج الدمع البارد من شدة الفرح.
(فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا (26)):
- أما صمتُ الإنسان عما لا يَعنيه عبادة،
- والصمت نهائيا لا يصح، أو لا يُتعبّد به
- ولكن "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليَقُل خيراً أو ليصمت" الصَّمت عن الغيبة وعن النميمة وعن الكذب وعن السوء هذا من المُستحسنات ومن الواجبات، ومما يُقرِّب لله تعالى
- رقّانا الله أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وبارك لنا وللأمة في شهر ربيع الأول وأيامه ولياليه، وذكرى ميلاد حبيبه ﷺ، وجعل لنا ولهم سُقيا من مَعين الصدق ومَعين الأمانة، ومَعين الاتّصال القويّ به وبهذا الرسول ﷺ.
لقراءة الدرس كاملاً:
18 ربيع الأول 1446