(229)
(536)
(574)
(311)
بالإيمان والعمل الصالح: ينجح الإنسان وتجتمع له الخيرات والمصالح، على وجه الحقيقة في حياته ثم عند وفاته، ثم في البرزخ ثم يوم القيامة، ثم يكون المصير في المستقبل الخطير الكبير إلى جنات ورضوان ورب غير غضبان، ومرافقة للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
كان يقول سيدنا علي بن أبي طالب: "كونوا بقبول العمل أهم منكم بالعمل، فإنه لا يقِلُّ عمل مع قبول"، إذا قبلك الله في أي عمل فليس ذلك العمل بقليل، لأن العمل المقبول يُضاعَف عند ربك.
يزداد الإيمان:
مضى صُلحاء الأمة وكلامهم في ليلهم ونهارهم عن الله وعن رُسُله وعن اليوم الآخر، يُرَدِّدون ذِكر ذلك حتى بين أهليهم وأولادهم، ولا يَسمع الأطفال في بيوت المسلمين إلا قصص النبيين وأخبار الصالحين، ولا يسمعون إلا ذِكر الله وذِكر رسوله الأمين ﷺ بالتعظيم والشوق والمحبة؛ وبذلك ينمو ويكبر ويزداد ويقوى الإيمان في قلوبهم، وتنشأ أُسَر المسلمين على الخير.
غُشّ المسلمون وقَبِل الكثير منهم الغش بنشْر أخبار الفُجار والفُساق والقَصَص البعيدة عن النور والخير والهدى، مِمّا فيها من الشر والتَجرِّي على أوامر الله ورسوله، وصارت تُذكَر في ديار المسلمين ويُتابِعها صغارهم وكبارهم عبر الشاشات والأجهزة.
وبذلك يضعُف الإيمان في القلوب، بل وتتقوَّى الظلمة، ويزداد الكدر في القلب ويقسو ويغلظ حتى يكون كالحجارة أو أشد قسوة.
زَيِّنوا بيوتكم بالقرآن، وما فائدة أن يكون الابن قارئاً أو البنت قارئة إن لم يَكُن القرآن مقروءاً وسط بيوتكم وفي دياركم!
تتنوَّر الديار والمنازل بالقرآن وبالذّكر للإله والذكر للنبي محمد ﷺ، والذّكر للأنبياء والمرسلين والعباد الصالحين.
فذِكرهم:
قال تعالى: (وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ) يعني احفظهم واحرسهم من السيئات، وما السيئات في القيامة؟ نتيجة المعاصي في الدنيا:
كلوا من رزق الله وخذوا ما أباحه لكم:
فما من خير في الدنيا إلا هذا، وما من خير في المال إلا هذا.
* ما تعتبر محمداً ﷺ؟ إن اعتبرته رسول الله فشأنك اتِّباعه والاقتداء به وتعظيم أمره.
وهو الذي قال: "مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ، وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ": ربُّوهم على العفاف والحياء والحِشمة من عشر سنوات، لا ينامون مُتقاربين مُتلاصقين ولا في فرش واحد، وفَرِّقوا بينهم في المضاجع، اضربوهم على ترك الصلاة في هذا السن، وعلِّموهم من قبل السبع السنوات كيف يصلون، لأن الصلاة عماد الدين وهي أول ما يُسأل عنه العبد في الآخرة.
قال نبينا المصطفى في حديثه الصحيح: "ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها"، فمن فاتته سنة الفجر فقد فاته الخير الكثير، أغلى من جميع الدولارات ومن جميع الدراهم والجنيهات والريالات، فإنها تنتهي من أولها إلى آخرها وركعتا الفجر لا ينتهي ثوابها لِمَن صلّاها، ولا ينقطع خيرها لِمَن قَبِلها الله منه.
ما من فُرصة لنا إلا هذه الحياة، وعند الموت يتمنّى الإنسان لحظة يُسَبِّح الله فيها، لحظة يركع ركعة فيها فلا يجد ولا يقدر، انتهت الفرصة بخروج الروح من الجسد، لا وسيلة ولا سبب ولا فُرصة للعمل الصالح إلا ما دُمنا في هذه الحياة الدنيا.
اللهم ارزقنا كمال الإيمان وقوة الإيمان وزيادة الإيمان، في كل يوم وفي كل ليلة وفي كل آن، وارزقنا العمل الصالح ووفِّقنا للعمل الصالح، وثبِّتنا على العمل الصالح، وقِنا السيئات في الدنيا ويوم الميقات يا رب العالمين.
اقرأ: خطبة مكتوبة للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ بعنوان:
مجالي العمل الصالح مع الإيمان وما تثمره من سعادة الدارين
في جامع شريوف، بمنطقة شريوف، وادي حضرموت، 29 ربيع الثاني 1446هـ
لقراءة الخطبة كاملة:
لتحميل الخطبة (نسخة إلكترونية pdf):
21 جمادى الأول 1446