فوائد الدرس الخامس في شرح صلة الأقربين
#فوائد من: الدرس الخامس للعلامة الحبيب عمر بن حفيظ
في كتاب: صلة الأهل والأقربين، بتعليم الدين للحبيب عبدالله بن حسين بن طاهر
ضمن دروس الدورة العلمية في موسم مؤتة، الأردن
مساء السبت 11 جمادى الأولى 1445هـ
- السنن ما سنَّه لنا رسولُ الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ودعانا إليه ورغَّبنا فيه، ويُطلِق عليه فقهاء الشريعة (السنة) و(المستحب) و(المندوب) و(النفل) و(الحسن) و(المتطوَّع به)، وكله عبارة عن ما يثاب على فعله ولا يُعاقَب على تركِه، وعند بعض الأئمة فرق بين السنة والمندوب؛ فعندهم ما ثبت عن النبي ﷺ فهو السنة، وما كان بالاجتهاد والقياس فهو المندوب.
- الله سبحانه فرض علينا فرائض ما نتقرب إليه بشيء أحسن وأعظم منها، رزقنا الله حسن أدائها، ثم جعل لنا نوافلَ وسُننا، والتعلُّقُ بها دليلُ رغبةِ المؤمن في قُربِه مِن الرب ودليلُ محبتِه للإله جل جلاله، ولذا قال ربنا سبحانه في الحديث القدسي الذي رواه البخاري بسنده إلى النبي ﷺ عن الله جل وعلا: "ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل بعد أداء الفرائض حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعَه الذي يسمع به.." إلى آخر ما ذكر ربُّنا مِن إفاضته المِنن والمواهب على عبادِه الذين يتقرَّبون إليه بالنوافل جعلنا الله وإياكم منهم.
- من السنن: ابتداء السلام على الجنس (أي سلام الذكر على الذكر والأنثى على الأنثى) وقال عليه الصلاة والسلام في سنيَّة ابتداء السلام: "وخيرُهما الذي يبدأ بالسلام" ويسن أيضاً من الذكر على المرأة المحرم وعلى العجوز وعلى جمع من النساء سواء كن صغارا أو كبارا، وأما المرأة الشابة المفردة غير المحرم فيحرم ابتداؤها بالسلام، ويكره الرد عليها، وقيل يحرم.
- الابتداء بالسلام مِن النوافل التي يزيد فضلُها على الفرائض؛ فردُّ السلام واجب والابتداء به سنة، فالابتداء أفضل مِن الرد، وإلا فالغالب أن ثوابَ الفرض يضاعَف على النفل بسبعين ضعفا إلا في نوافل مخصوصة يكون النفل أعظم، ومنها كذلك: إبراء المُعسر؛ فإبراؤه ومسامحته سنة وإنظاره وانتظار حقك منه واجب، قال تعالى: {وإن كان ذو عُسرة فنظِرة إلى مَيْسَرة}.
- الابتداءُ بالسلام وردُّه يسن على الأفراد وعلى الجماعة؛ فإن كان الداخلون جماعة يسن لهم الابتداء بالسلام، فإن سلَّم بعضهم.. سقط الطلب على الباقين واختص الفضلَ بمَن ألقى السلام، وإذا ردَّ السلام بعضهم.. سقط الحرج عن الباقين واختص الثواب بالذين ردُّوا، والحسنات والأجور تتضاعف مع الجماعة بعدد كل واحد سلَّم عليه أو ردَّ عليه.
- من السنن كذلك: تجديد الوضوء لمَن صلى به، والوضوء على وضوء نورٌ وحسنات، وكان سيدنا عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب كلما أرادوا القيام لصلاة.. يتوضؤون وإن كانوا متوضئين.
- تتأكد سنيَّة تجديد الوضوء لآكل لحمِ الجزور (أي الإبل)؛ فقد قال بعض أهل العلم ومنهم الحنابلة: إن أكل لحم الجزور ينقض الوضوء، ويتأكد كذلك لجُنبٍ أراد أن ينام أو أراد أن يأتيَ أهلَه مرةً أخرى أو أراد أن يطعم أو أن يشرب، وقد سأل سيدنا عمر النبي ﷺ عن مَن تصيبه الجنابة في الليل ويريد أن ينام، فقال له اغسل ذكرك وتوضأ ثم نَم، فتنتفي الكراهة، وكذلك الحائض إذا انقطع عنها الدم.. يكره لها ما سبق حتى تغتسل.
- من السنن كذلك: الأذان للصلوات الخمس على الذكر فقط، والإقامة للذكر والأنثى، وقال كثير من أهل العلم: إن الأذان فرض كفاية على أهل كل بلدة لأنه شعار من شعائر الدين، فلو تركه أهل قرية.. أمرهم الإمام أن يقيموه، وهو أمان وسبب لجلبِ الخير لهم.
- ينبغي أن يحرص المؤمن على أن يؤذن ولو في بعض الأوقات ففضلُه عظيم، والمؤذنون أطول الناس أعناقاً يومَ القيامة، فلا ينبغي أن يمرَّ على المؤمن شهر وشهرين وثلاث وهو ما أذن ولا مرة ولو في بيته إذا أدركته الصلاة فيه، وفي المسجد أفضل.
- المؤذن المحتسب لله سبع سنين للصلوات الخمس في مسجد.. يلحق بمن لا تأكل الأرض أجسامَهم مثل الشهداء والأنبياء والعلماء العاملين، فسبحان خالق الأرض الذي جعلها تفرِّق بين جسد وجسد! كما كان مُشاهداً في بعض الأحداث.
- تسن سجدة الشكر لهجوم نعمة أو اندفاع نقمة، اندفاع نقمة شديدة ما تُوقِّع اندفاعُها واندفعت كأن يشكو مِن أمر مخوف فاندفع، فحينئذ يسجد شكرا لله تعالى، أو هجوم نعمة غير معتادة مثلا كأن يبشرونه بولادة ولد له وأمه بخير، أو يبشرونه بقدوم غائب لم يُنتظر أو كان متوقَّعا موته، وإلا ففي كل لحظة عندك آلاف النعم تصبح وتمسي على نعم كثيرة، اللهم إنا أمسينا منك في نعمة وعافية وستر فأتمم نعمتَك علينا وعافيتَك وسترَك في الدنيا والآخرة.
- من السنن إكرامُ الضيف، وقيل لا تتكلفوا للضيف فتبغضوه، ومَن أبغضَ الضيف.. أبغضَه الله تعالى، قدِّم له الميسور، وافرَح به حتى لا يتطرقَ إلى باطنك بغضٌ للضيف فيبغضُك الله سبحانه بذلك.
- مِن أهم إكرام الضيف: استقباله إذا ولَج، وتوديعُه إذا خرج، والبشاشة في وجهِه، ولِين القول له بحسب المقدرة، وكان سيدُنا الخليل مضيافا لا يطيب له الأكلُ إلا مع ضيفٍ، وكذا كثير مِن صلحاء الأمة، وكانوا إذا اجتمعوا عند رسول الله ﷺ لم يتفرَّقوا إلا عن ذواق.
- الجهاد في سبيل الله سنة، والمراد بالجهاد إعلاء كلمة الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، والله يهدي لنوره مَن يشاء، ويُراد به قتالُ الحربيين من الكفار، وقد يُفرض على العين أو الكفاية عند الحاجة، على العين إذا داهم الكفارُ بلادَ المسلمين ليغتصبوها ظُلما، فيجب على أهل تلك البلد أن يدفعوهم كبارا وصغارا ذكورا وإناثا، ولا يحتاج الولد لإذن والديه في ذلك، ثم على مَن يليهم من البلدان بحسب ما يحتاجون، فإذا اكتفوا.. سقط الطلب على البقية، فيصير فرض كفاية على مَن حواليهم، وإذا كان فرض كفاية أو سنة.. فإنه يحتاج إلى رضا الوالدين وإلى سماح وليِّ الأمر، وفي فرض العين لا يحتاج إلى رضا أحد.
- الجهاد في الشريعة من حيث الفضل يشمل أشياءَ كثيرة، فطلبُ العلم في سبيل الله من الجهاد، وقال ابن مسعود رحمه الله: "مَن رأى أن الغدوَّ إلى طلب العلم ليس بجهاد.. فقد نقص في رأيه وعقله" ومَن خرج في طلب العلم.. فهو في سبيل الله حتى يرجع، وكذلك السعي في نفقةِ الأهل والولد، وإذا أُطلق الجهاد فإنه يراد به مدافعة ودرء المعتدين من الكفار الحربيين وقتالهم وصدهم عن أن يبسطوا أيديهم على المؤمنون أو يأخذوا أراضيهم وأموالهم.
- من السنن عيادة المريض، وفيها يشيِّعه سبعون ألف ملك، وكذلك التزاور في الله إن زار أخاً له في الله يشيِّعه سبعون ألف ملك، هؤلاء يستغفرون لعائد المريض وزائر الأخ في الله إذا زاره في الصباح يستغفرون له حتى المساء، وإن عاده في المساء يستغفرون له حتى الصباح، وفي القيامة ينادي المنادي "أين المتحابُّون فيَّ أين المتزاورون فيّ.. اليوم أظلُّهم في ظلِّ عرشي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي".
- إذا كان مَن زار أخاً له في الله شيَّعه سبعون ألف ملك.. فكيف بمن زار عارفا! فكيف بمن زار صِدِّيقا! فكيف بمَن زار مقربا! فكيف بمن زار شهيدا! فكيف بمن زار جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبدالله بن رواحة! سبعون ألف ملك إذا زرت مسلما عاديا فكيف بخيار الأمة وأكابر الأمة زرتهم في الله، قبل الله الزيارة منا ومنكم وعجل بالبشارة لنا ولكم وللأمة أجمعين.
- من السنن كذلك: تشميت العاطس إذا حمد اللهَ تعالى، فإذا لم يحمد لم يستحق التشميت، وإن ذكَّرته بالحمد فهو أفضل لك، وقال بعض أهل العلم: إن الذي يبدأ العاطسَ بالحمد.. يسلمه الله مِن وجعِ الأذن ومِن وجعِ السن ووجعِ البطن، يؤمِّنه من شَوْص ولَوْص وعِلَّوْص، الشوص وجع السن واللوص وجع الإذن والعلوص وجع البطن.
- مِن السنن تقليم الأظفار لليدين والرجلين، في أيِّ يوم، والأفضل يوم إثنين أو خميس أو جمعة، والكيفية الأفضل من سبابة اليمنى إلى الخنصر ثم الإبهام، ويرجع إلى اليسرى يبدأ من الخنصر إلى الإبهام، وفي الرجلين الأفضل من خنصر اليمنى إلى خنصر اليسرى بالترتيب، وينبغي أن يدفنَها في أماكن محترمة وإن كانت في مقابر المؤمنين فهو أفضل، ولا ينبغي أن يرميَها في القمامة لأنها تعود له يوم القيامة لتشهد، ولذا ينبغي ألا يقلِّم أظافرَه إلا بعد تجديد التوبة، وإن كان على طهارة وعلى ذكر فهو أفضل.
___
للاستماع إلى الدرس:
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/live/7FkvqHNBh0M
#الحبيب_عمر_بن_حفيظ #عمر_بن_حفيظ #صلة_الأقربين #الأردن #عمان #موسم_مؤتة #دورة_علمية #رحلة #رحلة_دعوية #زيارة #الحبيب_عمر #habibumar #habibumarbinhafidz #Jordan #mutah #retreat
22 جمادى الأول 1445