مجلس ختم القرآن الكريم وكلمة الحبيب عمر بن حفيظ، في معهد الرحمة، عمّان، الأردن

أقيم في صباح يوم الجمعة 21 صفر 1447هـ، مجلس ختم القرآن الكريم، ضمن فعاليات الدورة الصيفية الثانية في معهد الرحمة بالأردن، ألقى العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ كلمةً قيمة حول صلة المؤمن بربّه، وكيف تُترجم هذه الصلة في الواقع، مبيّنًا أن مظاهرها تستجلى في الارتباط بشعائر الله تعالى، وفي مقدمتها القرآن العظيم..

نص الكلمة مكتوب:

صلة المؤمن بربّه، بالإله الحق الخالق لا إله إلا هو، كيف تترجم؟ بماذا تترجم صِلَته بالله تعالى؟ وما علاماتها؟ وفي ماذا تُستجلى؟

تترجم صِلَة المؤمن بالله بِصَلته بشعائره سبحانه، وشعائر الله تعالى هي معالم دينه، وأعظمها خمس شعائر: 

  • - محمد رسول الله ﷺ، 
  • - والقرآن العظيم، 
  • - والصلوات الخمس، 
  • - وشهر رمضان، 
  • - والكعبة المشرفة.

نعرف صِلَتنا بالله على قدر صِلتنا بها، وقوّتها على قدر قوة صِلتنا بشعائر الله سبحانه.

ومنه هذا القرآن العظيم.. فصِلَة المؤمن بالقرآن صِلة إيمان ويقين وتصديق أنه كلام الله الذي خلق، ثم صِلة تلاوة وتدبُّر لمعاني القرآن وحمل النفس على العمل بما فيه، وهذه الصِلَة إذا تمت تقوَى إلى معاني كبيرة مِن الصِّلات بالقرآن الكريم؛ تنتهي إلى مراتب شريفة عظيمة، أقلّها في صلة التلاوة، يقرأ يومياً ولو جزء بحيث يختم في كل شهر، ولا أقل من نصف الجزء يختم في شهرين وهذا عمل الكسالى والغافلين والمتأخّرين من المؤمنين، يقرأ له ولو نصف جزء في اليوم.

وكان عادة أكثر سادتنا الصحابة رضوان الله عليهم وعامة السلف الصالحين يختمون في كل أسبوع، ويحبون أن يكون ختمه في بُكرة شيء من الأيام أو أول الليل، ورد في الخبر أنه عند ختم القرآن يحضرون ستون ألف من الملائكة يستغفرون لمن ختم، من ختمه بالنهار يستغفرون له إلى الليل، ومن ختمه في الليل يستغفرون له إلى النهار، وكان سيدنا أنس يجمع أولاده وأهله عند ختم القرآن، ويقولون أن الدعاء مستجاب عند ختم القرآن. 

ثم صِلَة من حيث التأمُّل بالمعنى، وصِلة من حيث العمل بما في القرآن، لأن ترك ذلك يدخل في دائرة الهجر {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}، فهجره من حيث التلاوة، ومن حيث تأمُّل المعنى، ومن حيث ترك العمل بما فيه، وهو مأدبة الله في أرضه، ومن خير ما يُتقرّب به إلى الله تعالى.

عندنا الآن ختم للقرآن الكريم، نحضُر قلوبنا ونتأمّل معاني هذه السور العظيمة من: سورة "والضحى" إلى سورة "الناس"، ونجتمع على قراءة الدعاء، ومنه هذا الدعاء المأثور عن سيدنا علي زين العابدين، أدعية عظيمة، أدعية أهل صِدِّيقيّة كبرى وأهل معرفة بالله، تتعلّق بالصلة بالقرآن وتتعلّق بأحوال المؤمن في حياته وعند الموت وفي البرزخ وفي يوم القيامة وما يحتاج إليه، فمُهِمّات الأمور كلها مذكورة في هذا الدعاء.

 

 تابع: قائمة فعاليات الدورة على يوتيوب

 

تاريخ النشر الهجري

21 صفَر 1447

تاريخ النشر الميلادي

15 أغسطس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار