الملتقى القومي للدعاة بماليزيا: الحبيب عمر يدعو إلى ترسيخ العدل ووحدة القلوب

شارك العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في الملتقى القومي للدعاة الذي عُقد بجامعة سلطان زين العابدين في ولاية ترنغانو بماليزيا، تحت عنوان:

«رفع راية العدل وتوحيد الأمة ووحدة العلماء».

 الثلاثاء 22 ربيع الثاني 1447هـ

وشهد الملتقى حضور نخبة من العلماء والدعاة والمفكرين من مختلف أنحاء ماليزيا.

 محاضرة الحبيب عمر بن حفيظ

أكد الحبيب عمر على أن تربية رسول الله ﷺ كانت مدرسة في إقامة العدل والإنصاف حتى مع الأعداء، وأن على العلماء والدعاة أن يعوا هذه التربية قبل غيرهم، فيميزوا بين المحبة والبغض على ضوء ميزان الشريعة لا على هوى النفوس.

وقال إن النبي ﷺ لم يمنعه بغضه للكافرين من إقامة العدل لهم، ولم تحمله شدة محبته للمؤمنين على أن يجور في الحكم، بل أعطى كل ذي حق حقه، ودعا الجميع إلى الهداية برحمة وعدل.

 العدل في التاريخ النبوي

وضرب الحبيب عمر مثالًا بعدل عبد الله بن رواحة رضي الله عنه مع اليهود، الذين خانوا العهد، ومع ذلك أعطاهم حقوقهم كاملة دون ظلم أو تحامل، مؤكدًا أن الإيمان الصادق هو الذي يغلب الهوى والطبع البشري ويقيم العدل في القول والفعل.

دعوة للعلماء والدعاة

ذكر أنّ من أخطر ما يتعرض له العلماء اليوم هو الانحراف عن ميزان العدل في الفتوى والإرشاد حين توافق الفتوى رغبة نفس أو هوى جماعة، مُشددًا على أن العالم الحق هو من يفتي ويُرشد بما يُرضي الله ورسوله، لا بما تميل إليه نفسه.

وبيّن أن الله تعالى وعد بنصرة هذا الدين بقوله:

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ...)

موضحًا أن هؤلاء القوم يتميزون بصفات عظيمة: محبة الله، والتذلل للمؤمنين، والعزة على الكافرين، والجهاد في سبيل الله، والثبات على الحق دون خوف من اللوم.

صفات العلماء الربانيين

وأضاف أن على حملة العلم والدعوة أن يكونوا أذلة على المؤمنين، متواضعين لزملائهم وطلابهم، كما كان رسول الله ﷺ يسمع للكبير والصغير، ويأخذ بيد الجارية حتى يقضي حاجتها.

وقال إن التواضع بين العلماء هو أول ميادين تطبيق هذه الصفة القرآنية، مشيرًا إلى أن بعض النفوس يسهل عليها التواضع لمن دونها، ولكن التحدي الحقيقي هو التواضع للمنافسين والنظراء.

 المداخلات والأسئلة

بعد المحاضرة، فُتح المجال للمداخلات والأسئلة، فطرح الحاضرون مجموعة من التساؤلات حول العمل بالأوراد والمداومة عليها، والغضب لله تعالى، ومحبة المخالف.

 حول الأوراد والمداومة:

أجاب الحبيب عمر أن السنة النبوية أرشدت إلى الدوام على العمل الصالح ولو كان قليلًا، مستشهدًا بقوله ﷺ:

“أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل.”

وبيّن أن من فاته وردٌ من الأذكار أو التلاوة، فالسنة أن يبادر إلى قضائه، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي قال:

“من نام عن وِرده من الليل فقرأه ما بين الفجر والشروق فقد قضاه.”

 حول الغضب لله والغضب للنفس:

وضح أن الغضب لله يكون عند انتهاك الحُرمات، فيسعى المؤمن لإزالة المنكر بالحكمة دون تعدٍّ أو سباب، ويستوي عنده أن يكون المخطئ قريبًا أو بعيدًا، محبوبًا أو مبغوضًا.

أما الغضب للنفس فهو ما يزداد حين يصدر الخطأ ممن بينه وبينه خصومة، ويتجاوز حد البيان إلى الأذى.

حول محبة المخالف:

قال: “لا نحب المخالفة إذا كانت خارجة عن سنة رسول الله فضلاً عن الشريعة، لكن نحب المخالف بما عنده من إيمان وتصديق عن الله ورسوله وطاعة”

وبيّن أن الاختلاف إذا كان في دائرة السعة والاجتهاد فالأمر فيه واسع، أما إن خالف السنة فإننا نترفق لهدايته للسنة ما استطعنا، ولا نقره على مخالفة السنة، مع ذلك لا ننسى إعطاءه حقه من المحبة لله؛ من حيث كونه مؤمن بالله ورسوله ومن حيث طاعات أخرى يقوم بها.

ختام الملتقى

وفي ختام اللقاء، دعا الله أن يبارك في أهل ترنغانو وشرق ماليزيا وسائر بلدان المسلمين، وأن يوفق الدعاة والعلماء لحمل راية العدل والوحدة، وأن يحفظ بلاد المسلمين.

 للاستماع إلى محاضرة الحبيب عمر بن حفيظ

لمشاهدة جزء من الملتقى

 

تاريخ النشر الهجري

24 ربيع الثاني 1447

تاريخ النشر الميلادي

16 أكتوبر 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار