واصل العلّامة الحبيب عمر بن حفيظ دروس الفجر ضمن شرحه لكتاب قامع الطغيان على منظومة شعب الإيمان للإمام نووي البنتني الجاوي، في العاصمة التايلندية بانكوك، وشرح في هذا الدرس الشعبة السادسة والعشرين (الجهاد في سبيل الله) والشعبة السابعة والعشرين (المرابطة في سبيل الله).

 شعبة الجهاد في سبيل الله

بيّن الحبيب عمر أن الجهاد بذلُ الجهد في نصرة الحق، ويشمل النفس والمال والوقت والعلم والدعوة، وليس محصورًا في القتال. فالجهاد في مكة كان جهادَ بلاغٍ وصبرٍ وثباتٍ على الدعوة، كما قال تعالى: «وجاهدهم به جهادًا كبيرًا» أي بالقرآن والبيان.

وأوضح أن القتال لا يكون إلا للمحاربين المعتدين، مع الحفاظ على ضوابط الشريعة: فلا يُقتل طفلٌ ولا امرأةٌ ولا مدبر، ولا يُمثَّل بأحد، وأن الجهاد لا يُقبل إلا إذا كان خالصًا لوجه الله وتحت رايةٍ شرعيةٍ واضحة، لا لغرضٍ دنيوي أو حظٍ شخصي.

وبيّن أن أصل كل أنواع الجهاد هو جهاد النفس، وهو مجاهدة الهوى والذنوب، لأنه شرط لصحة النية في سائر ميادين الجهاد. واستشهد بقول النبي ﷺ:

 «والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله».

كما أوضح أن طلب العلم بنية خالصة من أعظم ميادين الجهاد، لأن العلماء يحملون نور الهداية، ومداد العلماء يُوزن يوم القيامة بدماء الشهداء فيرجح مداد العلماء.

وختم ببيان أن الجهاد الحق هو ما كان لإعلاء كلمة الله، جامعًا بين الإخلاص، والعمل الصادق، والتزام ضوابط الشرع.

___

 شعبة المرابطة في سبيل الله

ثم شرح معنى المرابطة بأنها الثبات في مواقع الحراسة والدفاع عن ديار المسلمين، مبينًا فضلها العظيم، بقول النبي ﷺ:

"رباط يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها." 

وأشار إلى أن المرابطة لا تقتصر على ميادين الحرب، بل يدخل فيها الرباط المعنوي كالثبات على العبادة وانتظار الصلاة بعد الصلاة، وهو ما فسره النبي ﷺ بقوله:

 «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط».

وبيّن أن من مات مرابطًا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، ودعا في ختام الدرس أن يجعل الله الأمة من المرابطين على طاعة الله ودينه، وأن يثبتهم على الصدق والإخلاص والجهاد بمعانيه كلها، داعيًا لأهل تايلند وللمسلمين في المشارق والمغارب بالخير والنصر والثبات.

للاستماع إلى الدرس كاملاً أو المشاهدة