اختتام تفسير سورة طه في جلسة الإثنين الأسبوعية، وتوجيهات للعشر ذي الحجة

 

ضمن جلسة الإثنين الأسبوعية بدار المصطفى بتريم، اختتم العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ مساء الإثنين 28 ذو القعدة 1446هـ تفسير سورة طه، وشرع في تفسير سورة الأنبياء، مُقدماً دروساً عميقة في معاني من القرآن الكريم تربط بين خواتيم سورة طه حول طلب الآيات والمعجزات، وأوائل سورة الأنبياء التي تحذر من غفلة يوم الحساب، وارتباط ذلك بواقع الأمة وحياة المسلمين.

دروس في الإعجاز والآيات في ختام سورة طه:

ذكر الحبيب عمر في تفسيره للآيات الأخيرة من سورة طه معالجة قضية طلب المشركين للآيات والمعجزات، مستعرضاً قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى﴾.

ووضّح أن هذا نمط متكرر عبر التاريخ، حيث يطلب الناس الآيات والمعجزات رغم وضوح الحق وبيان الدليل. وأشار إلى أن القرآن الكريم هو أعظم آية وبرهان على صدق النبي محمد ﷺ، إذ يتحدى البشر أن يأتوا بمثله ويخبرهم بما في الصحف الأولى المنزلة على الأنبياء من قبل.

كما تطرق إلى الآية: ﴿وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزَى﴾، موضحاً أن الله تعالى قد أقام الحجة على الناس بإرسال الرسل وإنزال الكتب، فلم يعد لأحد عذر في التأخر عن الإيمان.

الغفلة عن قرب الحساب في أوائل سورة الأنبياء:

انتقل الحبيب عمر بعد ذلك إلى تفسير مطلع سورة الأنبياء، متأملاً في قوله تعالى: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾.

وشرح أن هذه الآية تُنبِّه الناس إلى حقيقة مهمة، وهي أن يوم الحساب قريب، لكن الناس في غفلة وإعراض عن هذه الحقيقة. وأوضح أن الاقتراب هنا يحمل عدة معانٍ:

  1.  إن الحساب واقع حتماً، وكل آتٍ قريب.
  2.  أن ما بقي من عمر الدنيا قليل جداً بالنسبة لما مضى، مستشهداً بحديث النبي ﷺ: "بُعِثْتُ في نَسَمِ السَّاعَةِ"، وحديث: "بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
  3.  أن أعمار البشر قصيرة، وبمقياس الآخرة فإن الدنيا كلها قليلة.

وبيّن أن الغفلة والإعراض سببهما انشغال القلوب بالدنيا وزينتها، مما يجعل الناس يستبعدون قيام الساعة ويؤخرون العمل للآخرة.

توجيهات للعشر من ذي الحجة:

وفي ختام المجلس، أشار حفظه الله إلى قرب حلول شهر ذي الحجة، مذكراً بفضل العشر الأوائل منه، مستشهداً بحديث النبي ﷺ: "ما من أيام في الدنيا العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من أيام العشر".

وقدَّم توجيهات مُهِمّة للمسلمين، منها:

  • - من أراد أن يُضحّي فعليه الامتناع عن قص الشعر وتقليم الأظافر من بداية الشهر حتى يذبح أضحيته.
  • - سنة التكبير عند رؤية البهائم في أيام العشر.
  • - الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير خلال هذه الأيام المباركة.
  • - بيان أوقات التكبير المقيد بعد الصلوات من فجر يوم عرفة إلى عصر اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.
  • - توضيح أن وقت الأضحية يبدأ بعد صلاة العيد.

وختم مجلسه بالدعاء، سائلاً الله أن يحيي في الأمة حقائق الدين والإيمان واليقين، وأن يوفق المسلمين لاغتنام هذه الأيام المباركة في طاعته وعبادته.

 

لمشاهدة الدرس كاملاً:

https://www.youtube.com/live/tjgEjDCJJno?t=1302

يمكنكم قراءة دروس التفسير أو الاستماع والتحميل على الرابط التالي:

https://omr.to/Tafsir

قائمة دروس التفسير عبر اليوتيوب:

https://youtube.com/playlist?list=PLW_g96PMCVLISZY1IgtPLpYCxZu-vK5w7

 

تاريخ النشر الهجري

01 ذو الحِجّة 1446

تاريخ النشر الميلادي

27 مايو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

آخر الأخبار