حقيقة الفوارق المعتبرة بين الخلائق وخطر تسليم الزمام في مسار الحياة

للاستماع إلى الخطبة

خطبة الجمعة للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في جامع الروضة بتريم، 26 ربيع الثاني 1442هـ، بعنوان:

حقيقة الفوارق المعتبرة بين الخلائق وخطر تسليم الزمام في مسار الحياة

 

نص الخطبة:

 

الخطبة الأولى:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الحمدُ للهِ خالِقِ الخلائِقِ لِحِكمة، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له سَبَقَتْ مِنْهُ الرَّحمة، فوَيْلٌ لِمَن عانَدَ وعادَى حتى حَلَّت عَلَيْهِ النِّقْمة، وأشهد أنَّ سيَّدَنا ونبيَّنا وقرةَ أعيُننا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسولُه، خيرُ هادٍ إلى أقوم سبيلٍ فَهو إمامُ الأئمَّة، وَهو الذي جاءنا مِن الله تباركَ وتعالىٰ خالقِ الْكَوْنِ وما فِيهِ مِنَّةً ورحمَةً ونِعْمة، اللَّهُم أَدِم صلواتِك عَلَىٰ خيرِ مُقْتدىً نَبِيِّ الهدى، وعلى آلِه الأطهار وأصحابه الكرام السُّعداء، وعلىٰ مَن والاهُم فيكَ وبِهَديِهم اقتَدى، وعلى آبائه وإخوانِهِ مِن الأنبياءِ والمرسلين مَنْ جعَلْتهُم عنْدك سادَةَ أَهْلِ الفضْلِ والقُرب والنَّدى، وعلى آلهم وأصحابهم وتابعيهم مِمَّنْ بِهديِهم اهتدى، وعلىٰ ملائكتِكَ المُقرَّبين وجميعِ عبادِك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرْحَم الرَّاحمين يا عالمَ ما خفِيَ وما بدا.

أما بعد عبادَ الله.. فإني أوصيكم وإيَّايَ بتقوى الله، تقوى الله التي لا يقبلُ غيرَها، ولا يرحمُ إلا أهلَها ولا يُثيبُ إلا عليها، واعلَموا أَنَّ مَن اتقى الله عاشَ قوِيّاً وسار في بلادِ الله آمِناً.

ومن ضَيَّعَ التقوىٰ وأهمَلَ أمرَها ** تَغَشَّتْهُ في العُقْبى فنونُ النَّدامةِ

أيها المؤمنون بالله : تَحِلُّ أنوارُ تقوىٰ الله في القلوب على قَدْرِ الْمَعْرِفَةِ بِهِ، فتُعَظِّمُ أمرَهُ وتنْقادُ لَـهُ، وتهابُ ما نهىٰ عَنْهُ وتنْزَجِرُ عَنْهُ وتتباعد عَنْهُ، فيظهَر ذَلِك في الأعضاء التي هي الموارِد التي تورِدُ الإِنْسَان الجنَّة أوِ النَّار بَعْدَ هذا القلب؛ بما كانوا يعملون.. بما كانوا يقولون. بما كانوا يصنَعون، وَإِنَّما عملُهُم وفِعلُهُم وقوْلُهُم وصنْعُهُم نتيجةٌ لما في قلوبِهِم مِنْ معرفة الذي خَلَقَ أَو الجهل بِه، وَمِنْ تعظيمِهِ ومحبَّتِهِ وَمِن الغفلة عَنْهُ والإعراضِ والاستخفافِ بأمرِه، فهذه حقائقُ الفوارِقِ بَيْنَ الخلائق.

يا مَنْ آمَنَ بالإلهِ الخالق: ألا إِنَّهُ لا يفَرِّقُ بَيْنَ الخلائِقِ في عظيمِ الأَمْرِ وفي كبيرِ خطرِ النِّهايةِ والمستقبلِ لوْنٌ ولا منْطَقَةٌ ولا جِسمٌ بطولٍ ولا بعرْضٍ ولا بِصِحةٍ ولا بمرَض، ليستْ هذه فوارِق في المصير والمآلِ والأمرِ العظيم الخطير، إنَّما يختلِفُ النَّاسُ ويَفترقُون فيما يحكُمُ الله فِيهِ يَوْم القِيَامَة مما كانوا فِيهِ يختَلِفون مِن المَعرِفةِ به وَمنْ تقْواه، هو الأمرُ الذي يقومُ عَلَيْهِ الحُكمُ يوم لِقاه، ويخضَع الكلُّ لِحكْمهِ تعالى في عُلاه، فلا فرْقَ بلوْنٍ ولا بصورةٍ ولا بشكلٍ ولا بِبَلَدٍ ولا بِجِنسيَّة، لكن الفَرْقَ بالتَّقوى والمعصيَة، بالإيمانِ والكُفر، هذه الفوارِقُ الحقيقية الكبْرى التي بها الناس يفترقونَ إلى فريقيْن فريقٌ بالجنّة وفريقٌ في السَّعير، وبها كذلك يتفاوَتُ فريق الجنّةِ في الدّرجات، وبها يتفاوَتُ فريقُ السَّعير في الدَّركات، بالإيمانِ والكُفرِ، بالتقوى والمعصيَة.

فَلْيَعْقِلِ العاقِلُ المؤْمِنُ هذه الحقيقة، ولْيُمضِ عُمرَهُ القصيرَ على ظَهْرِ الأَرْضِ في كسبِ قوَّةِ الإيمان والمعرِفةِ بالرحمن، وكَسْبِ التقوى والابتعاد عمَّا يكرههُ ربُّه ويَبْغَضُه في السِّرِّ والنَّجوى، مِن أقْوالٍ وَمِنْ نظراتٍ وَمِنْ أفعالٍ وَمِنْ نِيَّات، خيرُ مَن تراقِبُهُ فيها عالِمُ السِّرِّ والنَّجوى، خيرُ مَن تراقِبُهُ فيها الحَكَمُ الذي لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِه وَهُو أحكمُ الحاكمين.

فهل تُراقبُ شهْوتَك؟ أو تُراقبُ نفسَك؟ أَوْ تراقِبُ جماعَتَك وَأَهْلَك؟ أَوْ تُراقبُ نظاماً من أنظمةِ أَهْلِ الأَرْض!؟

أجلُّ وأعلى وأكبَر مما تُراقب نظرَ الحيِّ الْقَيُّومِ الذي يَحْكُم على الكلِّ فيما كانوا فيه يختلِفون وإلَيْه مرجِعُ الكُل، ولا قيمةَ لعملٍ في الثَّواب وحُسنِ الجزاء ونَيْلِ النَّعيم إِلاَّ بقَدرِ ما يَقبَل ويرضَى ويُحِب، ولا قيمَة لأيِّ عملٍ في تحصيلِ العقابِ كذلك وأليمِ العذاب وشِدَّةِ النَّكالِ إِلاَّ بِحسبِ ما يبْغَضُ ويَكْرَه ويسْخَط سبحانَه وتعالىٰ.

فلا شيءَ خَيْرٌ لَكَ وأكبَر مِن رضوانِ ربِّك، ولا شَيْءَ أخطرُ عَلَيْكَ وأنت فِيهِ أخْسَر مِن سَخَطِ ربِّك جلَّ جلاله، فلا تَبِعْ رِضوانَ ربِّكَ برِضوانِ نفْسٍ أمَّارَة، ولا بِرِضوانِ شياطينَ من الإنْسِ أوِ الجنِّ يَحيكون كلاماً ويُفكِّرون تفكيراً وَيُرْسِلونَهُ إلَيْكَ كأنَّهُم خلقُوك أَوْ كَأَنَّهم جاؤوا مِن عندِ خالِقِك؛ فيَقْتادونك اقتِيادَ الضَّأن مِنْ قِبَلِ الإِنْسَان فكَأنَّكَ لستَ بإنسانٍ تُسلِّمُ زِمامَك للمُفسدين وتُسَلِّمُ زِمامَك للغافلين والهالِكين ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ )

( فَأَمَّا مَن طَغَى*  وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا*  فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى *  وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *  فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى )

وفي تِلْكَ الحقيقة وشعاعَها المضيء يَجِبُ أَنْ يعيشَ النَّاسُ كما ذكرَ ربُّ العبادِ في وصفِ الْمُؤْمِنِينَ وكذلك يعيشُ المظلمون الغافلونَ في ما وصفَ بِهِ المنافقينَ والكافرين، قال تعالى في وصفِ المؤمنين: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ)

وَقَالَ في وصفِ الفريقِ الثاني.. الذي لا يعيشُ على ظهرِ الأَرْضِ إِلَّا أحدُ هذَيْنِ الفريقيْن، وكلُّ فرْدٍ إمَّا داخلٌ في هذا أو في ذَاكَ قال في الفريقِ الآخر: ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ) أجِرْنا اللهمَّ مِن عذابِك وأدخِلنا في دوائرِ أحبابِك، يا أرحمَ الراحمين.

هذا هو المسارُ الذي تقومُ عَلَيْهِ الشعوبُ والدولُ في العالَم، يقومون على أحدِ المسارَيْن، وإنَّ كثيراً مِنْ أَهْلِ هذه المِلَّة مِلَّةِ الْهُدَى والحقِّ لَيَتَخَبَّطُ تخبُّطاً ولُيغالِطُ نَفْسَهُ مُغالطَة، فلْينتَبِه أَيْن يضعُ قدمَه وفيما يَنطِقُ فمُه، وإلى أيِّ شَيْءٍ تمْتَدُّ عينُه وتنْظُر، فإنَّ الذي خلَقهُ وإليْهِ مرْجِعُه ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ )

وَلَقَدْ قالَ قومٌ قولاً رَضِيَه ( فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ )

وَلَقَدْ قَالَ قومٌ قولاً كرِهَه فقال عنهم: ( وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ) فإنّ قولاً يوصِل إلى اللعنة وَإِنَّ قولاً يوصلُ إلى الرضوان والجنّة ، ( أَلا إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، ألا وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ).. فطريقُ النَّارِ الكذب، طريقُ الجنة الصدق.

ألا إنَّ طريقَ الجنَّة طاعةُ اللهِ بِتَركِ الغيبةِ، وبتركِ السَّبِّ والشّتْم، وبتركِ الحَلِفِ والأيمانِ الكاذبة، وبِتَركِ شَهادةِ الزُّورِ وقَولِ الزُّور، أَلا وَإِنَّ طريقَ النَّار كذبٌ وسَبٌّ وشِتامٌ وغيبةٌ ونميمَة.

ألا إنَّ مَنْ ماتَ تائباً مِن الغيبةِ كان مِن آخرِ مَن يَدْخُلُ الجنَّة، ومَن ماتَ مُصِرّاً عليها كان مِنْ أَوَّلِ مَن يدخُلُ النَّار، الذين يموتون على غيبةِ الناس والكذبِ على عبادِ الله.. لَيْسَ الأمرُ عبَثاً ولا هُزُؤاً ولا لعباً يا عاقل، يا مؤمن بالإلهِ الحَقِّ، فَانظُر أيْنَ تضعُ قدَمَك؟ وانظر كيف تَنْظُر وكيف تتكلَّم وماذا تسمَع؟ وكيف تستَمِع وإلى منْ تسْتَمِع؟

وانظر إلى ولاءِ قلبِك لأيِّ الطوائف، واحذر أَنْ تُوالِيَ عاصِياً فتَعصي، واحذر أَنْ تُوالِيَ كافِراً فتكفُر، يقول جل جلاله وتعالىٰ في عُلاه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )

إنَّ ما جاءت بهِ الشريعةُ مِن حقِّ جوارٍ وَمِنْ إنصافٍ وَمِنْ عدْلٍ مبسوطٌ لليهوديِّ والنَّصرانيِّ والفاسقِ والمجرمِ والمُلحدِ والهندوسيِّ والمجوسيِّ وأهلِ كُلِّ الديانات، لكنَّ الولاءَ لَيْسَ لأحدٍ مِنْهُمْ، لا مُعاوَنتُهُم على باطِل ولا نُصْرَتُهُم، ولا القيام مَعَهُم بمودَّة، فذلكَ حرامٌ ثُمَّ حرامٌ ثُمَّ حرامٌ ثُمَّ حرامٌ ( تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )

يقول جلَّ جلاله: ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )

ثَبَّتَ اللهُ قلوبَنا وجوارِحَنا على طاعتِه ورِضاه، ومعْرِفَتِهِ ومحبَّتِهِ وخشْيَتِهِ ورَجاه، وأَعاذَنا مِنْ كُلِّ موجباتِ سخَطِهِ ونِقْمَتِهِ في الدُّنيا وَالآخِرَة، إِنَّهُ أكرَمُ الأَكْرمين.

والله يقولُ وقولُه الحقُّ المبين: ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )

وقال تبارك وتعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )

( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ )

باركَ الله لي ولكم في القُرآنِ العظيم، ونفعَنا بما فيه منَ الآياتِ والذكرِ الحكيم، وثبَّتَنا على الصراطِ المستقيم، وأجارَنا من خِزيهِ وعذابِه الأليم.

أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم ولوالدينا ولجميعِ المسلمين، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

 الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله حمداً يرفعُ اللهُ به الغشاءَ عَنْ قلوب المؤمنين، وأشهدُ أن لَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تثبُتُ في القلبِ فيثْبُتُ بها خوْفُ الله ورجاؤه فيُغنِي عن الالتفاتِ إلى العالمين، وأشهدُ أن سيِّدَنا ونبيَّنا وقُرَّةَ أعيُنِنا ونورَ قلوبِنا محمداً عبدُه ورسولُه، ونبيُّهُ وصفيُّهُ وخليلُه المصطفى الأمين، اللهم صلِّ وَسَلِّم وبارِك وكرِّم على أصدَقِ النَّاسِ لهجَة وأعظمِهم أمانة سيِّدِ الوجود محمد، وعلى آلِه الأطهار وأصحابهِ الأخيار، ومَن والاهم وعلى منهاجهِم سار، وعلى أنبيائكَ ورُسِلِك وآلهم وصحبهم وأتباعهم، وملائكتِكَ المقرَّبين وعبادِك الخائفين الرَّاجين المُقبلين المتذلِّلين بين يَدَيْك مِن جميع الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين.

أما بعد عِبَاد الله، فإني أوصيكم ونفسي بتقوىٰ الله..

فإنَّه الذي بيدِهِ ملكوتُ كُلِّ شيء، وهو القديرُ على كُلِّ شيء، وإليهِ مرجعُ كلِّ شيء، وهو الذي أحاط بكلِّ شَيْءٍ علماً، فلْتَعقِلوا أَنْ لَيْسَ في الدنيا ولا في الآخرة شيء تتَّقونَه أعظمُ مِن الله، وما النَّارُ إلا دارُ غَضبِه، وما الفَقرُ والغِنى والصحةُ والمرضُ وطولُ العُمرِ وقِصَرِه في الحياةِ إلا بِيَدهِ وتحتَ حُكْمِه، فَهُو أجَلُّ وأوْلَى مَن يُتَّقى، وبِتقَواه تُنالُ حقائقُ السَّعادة.

يا أَهْلَ الجِدِّ مِن المؤمنين واصِلوا جِدَّكُم وابذُلوا جهدَكُم، فإنَّكم محلُّ نَظرِ اللهِ في هذا الوجود، وإنَّه لا تُدفَعُ البلايا ولا تُكشفُ الرزايا ولا يَحِلُّ أمنٌ ولا خَيْرٌ إلا بوجودِ هذا الإيمانِ والمعرفةِ بالرحمن، والطَّاعةِ والانقـيادِ والبُعدِ عن العِصيان، وواصِلوا ذلك إِذْ قَدْ سَلِمتُم مِن أَنْ يستلِمَ زمامَكم يهوديٌّ أو نصرانيٌّ أَوْ مجوسيٌّ أَوْ مُلحدٌ أَوْ هندوسيٌّ أَوْ كافرٌ من الكفار، احمُدوا اللهَ على ذلك واقتدُوا بالمختارِ واتَّبَعُوه.. يرفعْكُمُ اللهُ ويُجرِي لكم مِنْ خيراتِ الدُّنيا والآخرةِ ما لا يملكهُ أَهْلُ الشرق والغرب، ولا يستطيعُ إجراءَهُ شعوبٌ ولا حكوماتٌ ولا مؤسساتٌ ولا هيئات، بأيِّ قالبٍ وتحتَ أيِّ شكلٍ فَهْوَ الذي يتوَّلى مَن صدقَ مَعهُ وآمنَ به.

وَيَا أيُّها الأكثرُ مِن المسلمين والمؤمنين المتخَبِّطينَ في شؤونِهِم وأحوالهم، الذين سلَّموا بعضَ الزِّمامِ لِشرارِ الأنام، طهِّروا قلوبَكم وطهِّروا ديارَكم مِن عاداتِ الفِسقِ وعاداتِ الحرامِ ومِن الانحدارِ وَراء الأزياءِ القبيحَة الخبيثة، ومن الاستِخفافِ بالكذبِ والكلماتِ النابـِيَة.

أفيقوا.. قَبْلَ أن تفيقُوا فلا تنْفعُ الإفاقة، استيْقِظوا قَبْلَ أن تستيقِظوا فلا ينفعُ الاستيقاظ، انتبهوا قبل أن تنْتبِهوا فلا ينفعُ الانتباه، النَّاسُ نِيامٌ فإذا ماتوا انتبَهوا، فإذا انتبهوا ندِموا ولا ينفعُ النَّدَم، وَبِئْستِ النَّدامةُ ندامةُ يَوْمِ القِيَامَة.

يا أيُّها الغَافِلُ المُسلِّمُ زِمامَ شَيْءٍ مِن حياتِه لغافِلٍ وجاهلٍ وفاسقٍ ورذيل، يَحِقُّ أن تحمِيَ نورَ لا إِلَهَ إِلاَّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ التي تحمِلُها عن هذهِ الدَّخائل، وعن هذِهِ الرذائل، وعنْ هذا التسليمِ لكلِّ بعيدٍ عن الإلهِ العظيم جلَّ جلاله.

ألا لا طاعةَ إِلاَّ لله ولرسولِه، أَلاَ إنَّ حياةَ المؤمنين بَعْضُهُمْ أولِياءُ بعض، فيا منْ في قلبِهِ غِلٌّ على ميِّتٍ مِن المسلمين أَوْ حيّ.. تدارَك نَفْسَك وادخُل في الوصفِ الذي وصفَ بِهِ الرَّبُّ عبادَه المؤمنين ( بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) يُوالونَ كُلَّ مَن آمَنَ مِنْ آدمَ عَلَيْهِ السلام مِن الآدميِّين إلى آخرِ مؤمنٍ على ظهرِ الأَرْضِ تُقْبَضُ روحُه، وَمَنْ كان في قلبِه أدنَى أدنَى مثقالِ ذرَّةٍ مِن إيمان، يُوادَّونَهُم جميعاً ويُوالونَهُم.

( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ) أحْياؤهُم ومَوتاهم، صغارُهُم وكِبارُهُم، رجالُهم ونساؤهم، أمَّا أهلُ الخصوصِ فبِالخُصوصِ يزيدونَ لَهُمْ ولاءاً وموَدَّة، مِن الأصفياءِ والأتقِياءِ والأخيارِ والعلماءِ والأنبياءِ والصحابةِ والآل، فَلَهُم خصوصيةٌ في وجوبِ الوَلاءِ، وفي وجوبِ المودَّة العامَّة لجميعِ المؤمنين ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (  إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ )

أيُّها المؤمنونَ بالله: استيْقِظوا ما دامَ الاستيقاظُ يَنفَع، واهجرُوا عاداتِ السُّوءِ في مُناسباتِكُم وفي بيوتِكم وفي جوَّالاتِكُم، وفي مَقروءاتِكم وفي مَسموعاتِكم، وفي مُجالساتِكم فإنَّ الرقيبَ فوقَكم ( لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )

(لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ ۗ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا )

والمَسلكُ الأقومُ الأطيبُ الأعلى الأجملُ بِك الأحسن: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۗ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا * وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا )

حقائقُ اخرجُوا مِن الجمعةِ باجتماعِ قلوبٍ عليها.. طلبٌ لرضوانِ الخالق، واحذروا مما يُسخِطُه مِن النَّظراتِ والأقوالِ والأفعالِ والحركاتِ والسكنات، ولا تُسلِّموا الزمامَ إلا لمَن أمرَكم ربُّ الأنامِ بتَسليمِ الزِّمامِ إليه، وقال لكم: (  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ تكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)،

( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )

( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ) ، ( وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا )

(مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )

وقال صلى الله عليه وسلم: ( لا يُؤمِنُ أحدُكُم حتَّى يكونَ هواهُ تَبَعًا لما جئتُ به ) اللهم اجعَل هَوانا تبعاً له، واسلُك بنا سبلَه وتولَّنا به في جميعِ شؤونِنا.

ألا أكثِرُوا الصلاةَ والسلامَ عليه، فإنَّ ربَّكم يصلِّي على مَن صلَّى على هذا النبيِّ مرةً واحدةً بعشرِ مرات، وإنَّ أولاكم به يومَ القيامة أكثرُكم عليه صلاة، ووجَّهَ الحقُّ الخطابَ بعد ما بدأ بنفسِه، وثنَّى بملائكتِه، فأيَّه بالمؤمنين، فقال مُخبراً وآمِراً لهم تكريماً (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

اللهم صلِّ وسلِّم على مَن جاءَنا بالبيناتِ والهُدى الواضحِ الحقِّ الصَّريح سيدِنا محمدٍ مَن شرحتَ صدرَه، ورَفعتَ ذِكرَه، ووضَعتَ عنه وِزرَه، وعلى الخليفةِ مِن بعدِه المُختار، وصاحبِه وأنيسِه في الغار، مُؤازِرِ رسولِك في حالَيِ السَّعَةِ والضِّيق، خليفةِ رسولِ اللهِ سيدِنا أبي بكر الصديق، وعلى ناشرِ العدلِ في الآفاق، الباذلِ الهمَّةَ في طلبِ رضا الخلَّاق، حليفِ المحراب، المنيب الأواب، أميرِ المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب، وعلى باذلِ الأموالِ وصالحِ الأعمال، صاحبِ الحياءِ مِن الرحمن فاستحيَت منه ملائكتُه، أمير المؤمنين ذي النورين سيدِنا عثمان بنِ عفان، وعلى أخِ النبيِّ المصطفى وابن عمِّه ووليِّه وبابِ مدينةِ عِلمه، إمامِ أهلِ المشارقِ والمغاربِ، أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب، وعلى الحَسنِ والحسينِ سيِّدَي شبابِ أهلِ الجنَّة في الجنة، وريحانتَي نبيِّك بنصِّ السُّنَّة، وعلى أُمِّهما الحَوراء فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى بناتِ المصطفى وأزواجِه أمهاتِ المؤمنين، وعلى أهلِ بدرِ وأهل بيعةِ العقبةِ وأهلِ أُحُدٍ وأهل بيعةِ الرضوان، وعلى سائرِ الصحبِ الأكرمين، وأهلِ البيتِ الطاهرين، وعلى مَن والاهم فيكَ واتَّبعهم إلى يومِ الدين، وعلينا معهم وفيهم برحمتِك يا أرحمَ الراحمين.

اللهم أغِث قلوبَ أهلِ الإسلام وأنقِذها مِن الظلام، وخلِّصها مِن الشكِّ والأوهام، واجعلها مُسلِّمةً للزِّمامِ لكَ ولرسولِك المصطفى خيرِ الأنام، اللهم ارفع عنهم سلطةَ الطّغام وشرارَ الخلائقِ مِن أهلِ الكفرِ والآثام، اللهم حوِّلْ حالَهم إلى أحسنِ الأحوالِ وارزُقهم إقامةَ شَرعِكَ في ذواتِهم، في قلوبِهم وأعضائهم وديارِهم ومنازِلهم وأعمالِهم وأسواقِهم وأحوالِهم كلِّها حتى ترضَى وتكفَّ عنهم شرَّ الكافرين، وتكفَّ عنهم بلاءَ الدنيا وبلاءَ الآخرةِ يا قويُّ يا مَتين.

اللهم تدارَك الأمَّة، اللهم أغِثِ الأمة، اللهم أصلِحِ أحوالَ الأمَّة، اللهم أنقذِ الأمة، اللهم اكشِف عنهم الغُمَّة.

اللهم حوِّل أحوالَهم إلى أحسنِ الأحوال، نشكُو إليكَ ما حلَّ بهم فارفَعِ البلايا والآفاتِ والذنوبَ والسيئاتِ الموجبةَ للرَّزيَّات عنَّا وعنِ المؤمنين والمؤمنات، واجعل هوانا تبعاً لِمَا جاء به خاتمُ الرِّسالات، وأحيِنا على ذلك وثبِّتنا إلى المَمات، واحشُرنا في زمرةِ الصادقين المخلِصين المؤمنين والمؤمنات، في زُمرةِ حبيبِك خَيرِ البريات يا ربَّ العالمينَ يا مجيبَ الدعوات، واغفِر لجميعِ الآباءِ والأمهاتِ والأجدادِ والجدَّاتِ ولجميعِ أهلِ المِلَّة مَن مضَى ومَن هو حاضرٌ ومَن يأتِي إلى يومِ الميقات، مِن جميع أهلِ لا إلهَ إلا الله مغفرةً واسعةً، لا تُغادِر ذنباً صغيراً ولا كبيراً ولا سيِّئة، يا أكرمَ الأكرمِين ويا أرحمَ الراحمين.

( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )

( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )

عبادَ الله:

 إنَّ اللهَ أمرَ بثلاثٍ، ونهى عن ثلاث:

( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) فاذكرُوا اللهُ العظيمَ يذكُرْكُم واشكُروه على نِعَمِه يَزِدْكُم، ولَذِكرُ اللهِ أكبر.

 

للاستماع إلى الخطبة

لمشاهدة الخطبة

 

 

 

تاريخ النشر الهجري

01 جمادى الأول 1442

تاريخ النشر الميلادي

15 ديسمبر 2020

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

الأقسام