هل يحرم الاستمناء باليد مطلقاً أم أنه يحرم على الصائم فقط وما حكم الشريعة في ذلك؟

الاستمناء حرام بغير الزوجة وما ملكت اليمين قال الله تعالى { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } المؤمنون5-7.
فيحرم الاستمناء بغير واسطة التمتُّع بالزوجة وما ملكت اليمين بالشروط المعلومة، ويكون استخراج المني بأي وسيلة أخرى حرام، وهو مع إبطاله للصيام حرام في الليل والنهار ولصائم ولغير الصائم.. إنما الدرجات في الإثم تختلف.
 ومن غير شك أنه إثم وحرام يجب الابتعاد عنه، ولكن الفواحش أشد وأشنع منه، وهو مضرٌّ بالصحة، وما حرم الله علينا أمراً إلا وفيه أضرارا ظاهرة وباطنه ومع أضراره كذلك ووقوع صاحبه في أنواع من النتائج السيئة له فهو حرام، وفاحشةُ الزنا أشد وأقبح منه، وفاحشة اللواط كذلك أفظع وأفظع، كل ذلك من المحرمات التي يجب أن يبتعد عنها المؤمن من أول وقوعها في البال بحيث يصرف فكرَه عنها. فإنَّ من لم يحفظ فكرَه عن الحرام، ونظرَه عن الحرام، ولسانَه عن كلام الحرام، وبطنَه عن كثرة الشبع لا يحفظ فرجَه عن الفواحش والعياذ بالله تبارك وتعالى.
 فالواجب أن يكفَّ الإنسان بصرَه، وأن يكفَّ فكرَه عن التفكير في المحرمات، وأن يتقي اللهَ تبارك وتعالى في ذلك.
 والخلاصة أن الاستمناء حرام بأي وسيلة كان، وهو ضمن إثم الفواحش، فالفواحش أسباب غضب الجبار الأعلى، وسبب الفضائح في الأخرى، وسبب العذاب الذي لا يُطاق وسبب انكشاف العورة أمام الأولين والآخرين في القيامة. حتى أن كل فاعلٍ للفاحشة لم تصدق توبته ولم يقبله الله تبارك وتعالى يموت على ذلك تصوَّر صورُه حين فعلِ الفاحشة متعددة فيراها الخلائق وهو في ذاك الحال يشتعل فرجه ناراً مرتبطاً بعورة من مارس معه الفاحشة فذلك من الخزي الذي يخزى به أرباب هذه الأعمال الخبيثة التي نهانا الله عن الاقتراب منها فقال { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } الإسراء32.
فإذا علمنا الخطر العظيم الكبير والإثم الشديد في الفواحش فالاستمناء كذلك هو من جملة المحرمات، وإن كان أقل في الإثم من تلك الجرائم فهو من جملة، المحرمات أيضا ثم إن التخلص من ذلك بحسن الالتجاء إلى الله والخوف منه والتولُّع بذكره.. فذلك حصن حصين من شرور هذه الوقائع والانجرار إليها.. عصمنا الله والمسلمين.