كيف يكون للإنسان حضور في الأذكار؟

بأن يتكلَّفه في البداية، فيصرف قلبَه عن الفكر في أي شيء إلا معنى الذكر، وكلُّ ما طرأ عليه شيءٌ أعرض عنه وعاد إلى استحضار معنى الذكر، فيجعل معنى الذكر الصادر من لسانه حاضراً في قلبه؛ فبالمداومة وهي عبارة عن مجاهدةٍ على ذلك يستقر الحضور في القلب، ثم يتمكن فيصير المعنى حاضراً في القلب قبل النطق، ثم إذا تمكَّن أكثر يصير يصعب عليه أن يستحضر غير معنى الذكر، فإذا احتاج إلى استحضار شيء تكلَّف استحضار ذلك كما كان في البداية يتكلف الحضور في الذكر، هذا إن أحكمَ الدرجة الأولى ودامَ عليها، ثم وراء ما ذكرنا أيضاً درجاتٌ يصعب التعبيرُ عنها.

ولا يعرف الشوق إلا من يكابده        ولا الصبابة إلا من يعانيها

 الصبابة هي: التولُّع والعشق.